• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كيف يجب ان نقدم الحسين ع .
                          • الكاتب : رياض ابو رغيف .

كيف يجب ان نقدم الحسين ع

 لا نبالغ إذا  ما ادعينا ان شخصية الإمام الحسين ع ( كانسان ) شخصية معلومة ومعروفة  لدى اغلب شعوب الدنيا سواءا ما كان منها معتنقا الإسلام (بكل فرقه وعقائده واتجاهاته الإيمانية ) أو ممن اعتنق ديانات وعقائد أخرى غير الإسلام .  فالحسين كشخصية إنسانية سجل لها التاريخ الإنساني شذرات  قلما حظيت بها شخصية تاريخية او انسانية .

صحيح ان ذلك الاهتمام كان  متباينا وفقا لثقافات وعقائد واعتقادات وميول وتراث المهتمين لكنها بصورة عامة كانت  جميعها تنظر اليه  مثالا إنسانيا عاليا وراية تخفق في سماء السمو الإنساني . 
كل ذلك التسجيل والإحاطة بمدى انتشاره الافقي  ادعي انه لازال في التراث العالمي قاصرا عن الإحاطة   بما للحسين من ميزتان تميزه عن باقي الشخصيات التاريخية التي اهتمت بإبرازها الأقلام الأدبية والمدارس الفكرية .
فالمعروض الأدبي العالمي عن شخصية الحسين باغلب مدارسه الفكرية   يقدمه وفقا لوجهة نظر واعتقادات من كتب عن الحسين ع وتؤثر فيه عوامل متعددة منها ما هو ثقافي او سياسي او اجتماعي او مذهبي  فظل ذلك الادب يقدم الحسين ع تقديما يقصر عن الاحاطة المثلى بتلك الشخصية الفذة 
ولان الشعوب انما تستقي معارفها وثقافاتها  من ادباءها ومؤرخيها فبالحتم فان مسالة المعرفة الشعبية العالمية لشخصية ابا عبد الله ع كانت متاثرة بحدود ومساحات ذلك  الطرح ولم تتجاوزه مطلقا .
قلت ان للحسين ع كشخصية تاريخية وقيادية عظيمة ميزتان تميزانه عن باقي الشخصيات الاخرى سواءا ما كان منها اسلاميا او دينيا او انسانيا تلكما الميزتان قلما نجدها في طروحات الادباء والمؤرخين والمفكرين سواءا المسلمين او غيرهم فلا زال العرض المقدم عن شخصيته ع يقف ضمن حدود المتعارف عليه والشائع من ابراز الشخصيات التاريخية وحركتها ضمن المسار المعتاد ولا تتعداه .
ربما يتميز ادباء و كتاب الشيعة عن غيرهم في طرح تلك الشخصية العظيمة  طرحا يشتمل على تلك الميزتان المهمتان وذلك منشأه النظرة العقائدية بالغة التاثر بمسار ما يكتبون وبالتراث الفكري المرتبط بمصادر استقاء الرواية التاريخية وتحليلها وهو ما عزز الثقافة الشعبية الشيعية وتراثهم الادبي المحيط بشخصية ابا الثوار  ع . 
نعم العالم كله يعرف الحسين ع لكن معرفتنا نحن الشيعة محددة بميزتا المعرفة الصحيحة والتي تليق بشخصيته ... 
هم يعرضون الحسين كما يعرضون أي شخصية انسانية لها دور وتاثير محدود بحدود معرفتهم ونحن نعرض الحسين وفقا لطبيعة معرفتنا .
من هنا تبرز الحاجة الى ان نقدم الحسين ونعرضه للدنيا وفقا لمفهومنا المؤطر بميزتي (القدسية والمظلومية ) لا بالمفهوم البسيط الذي اراد من اراد  لغايات عديدة ان يقدمه بتلك الصورة .
قد ينتج عن هذا  الطرح تساؤل ....
ما الغاية في ان يكون عرض قضية الحسين وفقا لتلك الميزتان :  
وجواب ذلك ... اننا بهذا الطرح نكون قد قدمنا الحسين لا باعتباره شخصية تاريخية ادت دورا في حركة شخوص التاريخ الاسلامي فحسب بل على اعتبارحركته في التاريخ كقضية ذات اهداف انسانية كبرى لها اولا ارتباط وجداني وروحي بالدين الاسلامي كعقيدة ومنهج للبشرية والانسانية عموما وهو تقديم للاسلام الحق  كما ينبغي ان يقدم مثالا للعدالة والتسامح والمساواة والرحمة ورفضا لكل مايرفضه الاسلام من ذل وهوان وعبودية واحتقار للنفس الانسانية وثانيا ان بيان المظلومية التي تعرض لها الحسين ع تكشف الوجه القبيح لاعداءه  وتفضح التزوير الكبير المنتشر في صفحات التاريخ والثقافات الشعبية المتاثرة باقلام الظالمين وسلطانهم
وهذا كله يؤسس لعدالة قضيتنا كمسلمين لنا مدرسة لها خصوصية وسمات انسانية راقية  يفتقر اليها غيرنا ويشهر بها الاعداء  .
بقي ان نقول ان دورنا في بيان هذه الميزتان ونحن في خضم المناسبة العاشورائية حيث تتوجه الى ارض كربلاء كل عيون العالم وتراقب خطراته الكاميرات والاقلام والاعلام يجب ان يراعي وهو يطرح قضية الحسين بجوانبها المحزنة والمشرقة والمشرفة ان لا تمس شعائرنا (مهما كانت المبررات ) ما عرف عن الحسين ع واهله واصحابه من هالات  قدسية سامية ينبغي ان تحترم  ومن غير اللائق بل من المعيب ان نقدم عن الحسين شعارات هابطة وافعال لا تليق  بشخصيته كقائد ثورة كبرى وامام  معصوم 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69260
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19