في الإعادة إفادة . فما زالت البحرين تعالج جراحاتها و تطهر جسدها من وصمة الطائفية التي أريد لها  أن تغتال الوعي المتألق لشعب البحرين و لقواه المتنورة ، لبناء دولة المؤسسات و النهج التقدمي ضمن الشكل الذي يرتضيه الشعب البحراني سواء ملكي أو غيره . و بات من المستحيل أن تنتكس راية لإنتفاضة البحرانية و تطرد قوى التدخل الأجنبي الطائفي خارجاً .
مهما قيل عن التدخل الخليجي ، إنما هو من حيث الجوهر احتلال تلعب السعودية فيه الدور الأكبر . و ينذر بخطر جسيم يهدد في الشعب البحراني ، و يثير قلق الشرفاء في الوطن العربي و العالم أجمع . و تتواتر الأنباء عن حدوث مواجهات عنيفة مع هذه القوات الغازية .
طوابير من الدروع و الأسلحة الأخرى و الجنود ، تدنّس التراب البحراني، دون أن تلقى أي مواطن بحراني يحييهم و لو بإشارة إصبع ..
إن هذه الخطوة الخطيرة تدلل على أن السعودية لا تفهم تجارب الشعوب، و تأخذ العبرة من المناسبة . وعلى السلطة السعودية أن تنظر للمحتلين الذين سبقوها مهما كانت نواياهم، ابتداء من احتلال الجيش المصري لليمن بطلب أيضاً من حكومتها إلى غزو العراق ، ومن قبلة أفغانستان ، إلى الكثير من الخطوات الخرقاء ، على أنهم عرضوا أنفسهم إلى الوقوع في مستنقع ، لا يمكن الخروج منه بسلام وجعلت أي محتل يعض على إصبع الندم .
و يبدو إن خريف العائلة السعودية قادم للسير فيها إلى حتفها. و إن المتاعب التي سيعانيها الشعب السعودي قادمة . و ما أقدمت عليه في البحرين هو باكورة التداعي للهيبة الملكية السعودية .
إن الغرور الذي أصاب السعودية في تهورها بإرسالها سقط المتاع من الارهابيين إلى التدخل في شؤون الدول المكافحة منها العراق و تونس و ليبيا و اليمن و غيرها من البلدان، هذا الغرور سيحل وقت دفع فاتورته ، إذ آنذاك سيبدأ العد التنازلي و بالتالي تحل ساعة الهزيمة النكراء للنظام السعودي، والذي سيكلف الشعب السعودي الكثير ، ومن ثم نضوج الظرف الموضوعي لسقوط السلطة الملكية و رحيل أحد الأنظمة العائلية التي لا يركن عقلها لتجارب الآخرين و تتعض .
بالتأكيد سيعاني الشعب البحريني من الهم المركب ، بين أن يحقق طموحه في بناء دولته المستقلة الحديثة و بين ما سوف يتكبده من تضحيات و خراب .
و يتوضح الآن إن الشرطي السعودي قد أدخل بلاده في رحلة المتاعب .
سوف لن تكون البحرين هي نزهة للهو و تمضية الوقت للراحة. و هي لم تكن اليمن التي واصلت السعودية اعتداءاتها على ترابها ، فالظرف الحالي هو ظرف آخر تماماً. ذلك أن شعب البحرين لم يكن شعباً قبلي النزعة، و ستنتكس الطائفية و تتألق إرادة الشعب .
إننا نود أن نهمس بإذن الحكومة السعودية :
إنكم دخلتم كمحتلّين و سيكون من الصعب عليكم ألانسحاب بسلام و ستلاحقكم لعنات شعب البحرين .