لو كان الفريق السيسي يملك الشجاعة الكافية ويثق ان الشعب المصري متمسك به بالشكل والصورة التي يُظهرها إعلامه فاليتنحى عن منصبه كما فعل عبد الناصر ودعونا نرى مدى شعبيته وتمسك الشعب به كما تمسك الشعب المصري بعبد الناصر عندما تنحى عن منصبه كرئيس للجمهورية. اذا خرجت ملايين المصريين الى الشوارع وسدوا عين الشمس باعدادهم الغفيرة صارخين في الشوارع ( ما تمشيش ) كما فعلوا مع عبد الناصر فمعنى ذلك انك منتخب حقاً من الشعب المصري ولم يكن هناك اي عملية تزوير في انتخابك رئيسً لمصر. وأما اذا لم يخرج وراءك سوى وائل غنيم والألف وخمسمائة متابع له على الفيس بووك فمعنى ذلك ان الأحفظ لماء وجهك هو ان تتوجه صوب مطار القاهرة الدولي وتغادر البلاد كم فعل وزرائك ورئيس وزرائك السابق وهو في انتظارك في سويسرا لتقسيم ( الغلة ) التي خرجتما بها من مشروع قناة السويس وانت تعلم والمهندس محلب يعلم والشعب المصري أيضاً يعلم انه مبلغ خيالي وأنك ضربت ضربة ( معلم ) حقيقة وكنت أسرع رئيس دولة في العالم نمت ثروته في اقل من سنة من راتب ومعاش فريق في الجيش المصري الى مصاف المليارديرات وفي لمح البصر في سابقة لم يسبقه اليها لا زين العائدين بن علي وثلاثة ملياراته التافهة ولا حتى ( معلمك السابق ) حسني مبارك والثمان مائة مليون دولار السخيفة والتي خرج بها بعد خدمة أربعين سنة في وظيفة رئيس جمهورية مصر.

 

ان الذي حصل لك نتيجة انكشاف مدى الزيف الذي عاشت فيه وعليه مصر في عهدك القصير، يجعل من الأفضل لك ان تجد مخرجاً من المأزق الذي وضعت نفسك بداخله، وهاهيه زمام الأمور تنفلت من يديك بسرعة البرق، الدولة الاسلامية تنشئ قاعدة جوية في عهدك في شبه جزيرة سيناء تطلق منها الصواريخ على الطائرات وقريباً جداً ستقلع طائرات الدولة الاسلامية من قواعدها في سيناء وستدك مواقع الجيش المصري وبعدها ستجد القوات الروسية تدوس الاراضي المصرية وتنتهك كرامتها بحجة الانتقام لضحايا الطائرة الروسية والتي أسقطها صاروخ من سخرية الاقدار انه صناعة روسية تمت سرقته من يوكرانيا الممزقة والتي تبيع الأسلحة والصواريخ لأي قادر على دفع الثمن، المهم، وبعد ذلك لا بد طبعاً من تواجد أمريكي يحفظ كرامة امبراطورية أقوى دولة في العالم وستصبح مصر مسرحاً لعمليات الجميع عسكرياً والشعب المصري على أية حال اعداده في زيادة اكثر من اللازم فَلَو سقط منه بضعة ملايين كنتيجةً حتمية لمجموعة المعارك التي ستدور على الاراضي المصرية فان هذا لن يضير الشعب المصري كثيراً حسب تصوركم وثمناً بخساً في مقابل بقائكم في هذا المنصب المغتصب.

 

هل تدرك مدى البلاء الذي جلبته على مصر وستجلب المزيد منه في حال تمسكك بمنصب الرئاسة المزيف هذا؟  هل تدرك ويدرك معك الجيش المصري ان بقائك رئيسً لمصر يعني الفناء لهذة الدولة العريقة؟  هل تعلم ان الدولة الاسلامية في طريقها الى اهرامات مصر وتفكيك حجارتها وإزالة جميع معالم الحضارة المصرية القديمة من على وجه الارض لانها أوثان وآلهة لقدماء المصريين يجب تحطيمها وإزالتها كما ورد في صحيح ابن تيمية؟

 

اخرج من مصر، لعل هناك من سيأتي ويصلح ما أفسدت ويعيد بناء ما دمرت.  اخرجوا منها جميعاً لصوصاً وقوادين وسماسرة لأرواح الشعب المصري.  اخرجوا منها فإن بداية دمار العالم العربي يبداء من مصر.  اخرجوا منها لو كان لديكم ذرة من الشرف، نخشى ما نخشاه ان تكون معدومة لديكم ذرة الشرف هذه.