تمهيد:
ان ظاهرة الالحاد ليست بالجديدة على المجتمعات او غريبه فهي دائما في نمو وتطور ثم تموت بعدها بعدم استمرارها وثباتها كمذهب متبع وصريح يثبت نفسه بالدليل العلمي الذي يدعو الملحدون دائما به.
فيمكن الاتفاق بين كافة الديانات والمجتمعات على ان يكون المنطق العقلي السليم للوصول الى حقيقة وجود الله الخالق المصور, فالعلوم والدراسات والنظريات تؤكد ان لكل فعل فعال ولكل سبب مسبب, فلا شيء يأتي من العدم او الفراغ او المجهول, فكل ما موجود بالكون من ساكن ومتحرك وجد بعد العدم فليس مثلما يؤكدون الملحدون ان العدم هو مصدر التحرك والانسان هو الكائن الاوحد, عكس ما يؤكده العلم والمنطق أن هناك من اوجد الكون سواء كان اسمه الله او الخالق او المبدع او المصور, فكل الدلائل والدراسات تشير على وجود الله خالق الكون.
مفهوم الالحاد واصنافه.
الإلحاد Atheism:
هو مصطلح مفترض من قبل جماعات تنكر وجود الله وتعطي الدور للعلم هو الذي اوجد الانسان والكائنات دون الحجة والدليل على هذا القول اذن هو فكر فلسفي شاذ عن الثابت او الراسخ منذ قدم الانسان ويتمركز هذا المصطلح على فكرة واحدة فقط هي انكار وجود الله بقولهم عدم توافر الادلة المادية الملموسة له مثل الحواس الخمسة وغيرها, لعل هذا التعبير انطوائي فاذا كان العلم هو الاصح والامثل فليقدم للإلحاد ماهية الحقائق ما بعد المادية التقليدية.
فالتعريف اللغوي لإلحاد في اصل المعنى الظاهر هو " الميل والعدول عن الشيء , والظلم والجور, والجدال والمراء, يقال: لحد في الدين لحداَ وألحد إلحاداً, لمن مال وعدل"
فلإلحاد على وفق تعريفاته هو " إن ما لم تثبته التجربة العلمية يكون خاطئًا وتافهًا ومنقوصًا من أساسه، ونحن لا نؤمن إلاَّ بالعلم وبالمنهج العلمي، فما تراه العين وتسمعه الأذن وتلمسه اليد، وما يمكن أن يُقاس بالمقياس والمكيال والمخبار وما إلى ذلك من أدوات هذا الحق. وأما ما عدا ذلك مما يخرج عن دائرة العلوم التجريبية ومنهجها فلا نصدقه" . حتى في هذا التعريف لم يصيب الحقيقة بل الهروب منها وتقديم فكرة العلوم والمنهاج دون البحث عن ما هو مصدر العلم وهل العلم اوجد الفكر ام الفكر اوجد العلم لكن السؤال الاهم ما هو السر الحقيقي وراء انبعاث العلوم وهل اثبت العلم من هو المحرك الغير مرئي للأشياء فالذريعة اذن هي العلم فقد ذكر كثيرا في القران الكريم عن العلماء والعلم فمازال الانسان يبحث بهذا الكون عن دلائل وبراهيم جديدة يضع لها قانون وعلى لسان اكبر العلماء ان ما توصل له العلم لا شيء في هذا الكون وهنا يأتي القران الكريم ليضع لنا الاجابة بقوله تعالى:( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) صدق الله العظيم.
فهل يستطيع علماء الالحاد ان يقدمون لنا دليل عن مصادر الروح وماهي وماهو شكلها وكيف تكون واين تسكن في جسد الانسان فنطالب الملحد دائما ماهي الروح ومن اين جاءت في البدء.
اذ نستطيع القول ان هرطقات الالحاد وحسب قول كبيرهم ( جان بول سارتر) صاحب النظرية الوجودية فقد اعترف صراحتاَ بقوله ( ان فكرة عدم وجود الله امر وحده يدل على بطولة) وبسبب ضعف الحجة والدليل التي أعتمد عليها الإلحاد لم يستمر كمذهب يفرض نفسه بالأدلة والبراهين فكل موجة تأتي من خلال الحالات النفسية والضغوطات المجتمعية تحُمل مسؤولية الأديان سبب دمار الامم فهي حجة لا تستند الى دليل علمي ومنطقي حتى أن " فرانسيس بيكون" (1561 - 1626م) قال " أن القليل من الفلسفة يميل بعقل الإنسان إلى الإلحاد، ولكن التعمق فيها ينتهي بالعقول إلى الإيمان" ، ولهذا ظهر " الإلحاد المعاصر " الذي يتجاهل تمامًا وجود الله، بدون الوقوف عند الاسباب مجرد الشواذ عن القاعدة فمن تحليل راي بيكون نستطيع ان نصل جميع الافكار تذهب نحو الايمان والقناعة ان هناك شيء عظيم وراء كل ما هو مخفي فلم يقر الملحدون ان المخفي العظيم هو الله.
لعل ما راح بالعالم " فويرباخ" بقوله "أن نقطة التحوُّل الكبرى في التاريخ ستكون في اللحظة التي سيعي فيها الإنسان أن الإله الوحيد هو الإنسان نفسه" فالكشف الدقيق للمقولات التي تدعي ان الانسان هو صاحب الوجود والكون وهو الاله فكيف ممكن ان نحدد مقدرات الانسان الالهية هل يستحق ان يعُبد ولماذا؟
وما هي صفات الإله عند الانسان هل باستطاعة ( فويرباخ ) ان يقدم للعالم ان الانسان هو الرب فالتحليل العقلي السليم والمنطقي يدعو لعدم تصديق هرطقات علماء الالحاد لا نها هرطقات فارغة تدور في حلقة مفرغة, لا يعطي دليلاً وانما كلها نظريات لا تسند على حقيقة علمية مثبته فكل شيء لا يقدم حقيقة علمية لا حاجة منها.
ومن وجهة نظر الملحد " كارل ماركس" "حين يؤكد دور الانسان الخالق بقوله "كل كائن لن يعتبر نفسه مستقلًا إلاَّ إذا كان مكتفيًا بذاته. ولن يكون مكتفيًا بذاته إلاَّ إذا كان هو مصدر وجوده. إن الإنسان الذي يعيش من فضل غيره يشعر بنفسه كائنًا تابعًا"
وادَّعى ايضا "ماركس" أن الإنسان الذي يشعر أن الله هو الذي خلقه، وهو الذي يحفظ حياته، فهو إنسان تابع وليس مستقلًا، ولذلك دعا لنبذ الدين قائلًا " أن نقد الدين يُخرج الإنسان من أوهامه، ويحمله على أن يفكر ويعمل وينظم واقعه كرجل تخلَّص من الوهم وبلغ إلى الرشد، حتى يدور حول ذاته، حول شمسه الحقيقية، وما الدين إلاَّ الشمس الوهمية" كما ادَّعى "ماركس" أن الإيمان بالله يعني هدم قيمة الإنسان وقدره، ولخص "ماركس" فلسفته الإلحادية في قوله " أن الإلحاد هو إنكار الله، وبهذا الإنكار يؤكد وجود الإنسان" اذن على وفق قول ماركس نستنتج ضياع الراي والتعبير السليم فقد راح في وصف الانسان بمخاطبة العقل لان الانسان مخلوق كوني يستطيع فعل كل شيء بقدراته الذاتية وهنا هل كل انسان بنفس القدرات والقابلية ونفس التركيبة العقلية فهناك الكثير من البشر لا يملكون الفكرة التي يؤكد الانسان ثم يدين الدين بوصفه يخرج الانسان من احلامه وهذا عكس ما جاءت بالديانات السماوية التي سعت لتطوير ذات الانسان ونعطي الدليل بقول الله تعالى: {اقرأ باسمِ ربِّكَ الَّذي خلَق(1) خلَقَ الإنسانَ من علَق(2) اقرأ وربُّكَ الأكرم(3) الَّذي علَّمَ بالقلَم(4) علَّم الإنسانَ ما لم يعلم(5) (سورة العلق) اذن الذي علم الانسان وجود الله فلم يخلق جميع البشر بنفس الدرجة فقد استخدم الله الانسان بقدرته واستخدمه للأخرين وما جاء بقول الله (جل وعلا) : { يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } }البقرة : 269{ اذن كل انسان خلق لغاية مستخدمة من قبل الله فالحكمة هي هدية الله لعل لعلماء الالحاد يتفكرون بهذه الحكمة التي وراثها الله للعالم وما جاء ايضا قول الله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}[لقمان:12{ وهذا الدليل ان العلم والحكمة من الله فلم يكن عالما طالما الله وظفه لهذا الحقيقة وتلك.
ومن وجهة نظر اخرى يقول "غريغوريوس": "الإلحاد المعاصر ليس إلحادًا عقلانيًا، ولا فلسفيًا، ولا منطقيًا، ولا علميًا.. إنما هو إلحاد تصميم.. تصميم بالرفض لفكرة الله.. وذلك بسبب خبرة حزينة عن بعض الأفراد أو عند بعض الشعوب، خبرة مؤلمة وقاسية. عن الدين والمتدينين أو عن الملوك والحكام الذين يتخذون الدين غلافًا يغلفون به تصرفاتهم ويستندون فيها كذبًا وبهتانًا إلى الله" مما افاد غريغوريوس بنظريته ان مصادر الالحاد هي فكرة للهروب من واقع يحمل المدخلات النفسية مما تدفع الانسان للنفور من سلوكيات الواجهة واقصد المتصدر للدين فحسب قوله ان مصدر الالحاد جاءت بالإنسان للهروب من الضغوطات التي اورثها علماء الدين بالتعصب والعنصرية فقد يفتح المجال للملحد للبحث عن انسانيته بمعزل عن الدين.
نستطيع القول الالحاد هو تيار فلسفي يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود الله الخالق ويعد أتباع العلمانية هم المؤسسون الحقيقيون للإلحاد الذين استثمروا الصرعات الدينية الشاذة ضد الانسانية فاتخذوا تيار غرضه ابعاد الانسان عن المعتقدات الدينية السيئة ومن هؤلاء أتباع الشيوعية والوجودية والداروينية فهي حركة ماسونية أرادت نشر الالحاد في الارض فقدمت العلمانية لافساد الانسان بتقديم العلم على الله والانسلاخ من كل الضوابط التشريعية والتقاليد والمعتقدات الدينية كي تهدم المجتمعات نفسها بنفسها, فالإلحاد هو الميل عن الحق الثابت, والانحراف عنه بشتى الاعتقادات والتأويل الغير عاقل بالمنطق والمنحرف عن الله.
الاسلاموفوبيا وتداعياتها نفسياً
أن ممارسة العنف والقسوة باسم الدين الاسلامي يؤدي الى نفور الانسان من الدين بحجة الخوف من هذه السلوكيات، وخاصة حين أصبح الارهاب هاجس خوف وقلق يثير الرعب، في نفوس البشرية وان الإرهاب ليس حربا نظامية، وانما يعبر عن نفسه بأعمال إرهابية مختلفة وعلى شكل حرب عصابات غير منظمة بحيث أصبح الأمر مألوفا في العراق وسوريا وافغانستان وغيرها. اذ ان الارهاب الان يمثل حربا نفسية تشدد الانسان عن نفسه مما يفسح المجال للباحثين عن انفسهم وذاتهم الانسانية اللجوء الى الالحاد.
والأمر الأكثر خطورة هو ان الارهاب أصبح إرهابا جماعياً من القتل والذبح والتدمير والابادة ومن أكثر من مصدر او جهة او مكان، وأخذ الارهابيون يستخدمون أحدث الأجهزة والوسائل والأسلحة والتقنيات ووسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة وتحويلها الى ايدولوجية تكفيرية, تكفر الانسان بالقيم والكثل الالهية.
فقد اٌصبح يربط بين الإسلام والعنف المستخدم تجاه الاخر باسم العنف والذي يعزونه إلى النصوص التي تدعو المسلمين إلى اضطهاد وقمع وقتل المخالفين، والمرتبطة بالإسلام منذ نشأته إلى اللحظة الراهنة وهذا ما عزز فكرة الإسلاموفوبيا لدى الغرب، هذه الظاهرة اخذت تتبلور لتصاغ في مصطلح جديد يسمى الإرهاب الإسلامي، الذي أرتبطت كمرادف لنشاط بعض الجماعات اللإسلامية، كان ظهور هذا المصطلح مرتبطاً بالسياسة الخارجية للدول الغربية، ونتيجة هيمنة الغربية ذات التأثير كبير على اللغة الخطاب الإعلامية والداعية النفسية الموجهة إلى العرب بشكل اكبر فقد اسهمت بالدعاية والترويج والاشهار ان الاسلام ارهابي وعملت على تنظيم مؤتمرات تؤسس الى فكرة الابتعاد عن الدين الارهابي الذي يهدد مصير الانسان مما فرضو مصطلح الاسلاموفوبيا فاخذ الاعلام يشيع المصطلح.
ويشمل الاسلام جميعا بالتطرف وهذا بشكل ادق لو وضعناه في طاولة التحليل والبحث نخرج بهدف واحد يسعى اليه هذا الاعلام لضرب الاسلام بالفكر والانحراف عن الله نفسيا.
(الملحدين من وجهة سيكولوجية)
يرى الكثير من علماء وأطباء النفس انه و بالرغم من المحاولات العديدة لتبرير الإلحاد على أسس فلسفية و إجتماعية و سياسية إلا ان الجزء الأعظم من اتخاذ الإلحاد مرتكزا يرجع الى اسباب نفسية. وإن الملحد الحقيقي يمتلك قيمة روحية أخرى إبتدعه لنفسه ويعتبره اكثر عقلانية من الديانات السائدة فبعض الملحدين يعتبرون المساهمة في نشر الوعي و احترام حقوق الإنسان او الأعمال الخيرية او مساعدة المنكوبين او الحد من التطرف او الحد من العنف اكثر موضوعية و عقلانية علما إن أتباع العديد من الديانات يؤمنون بهذه المعتقدات بدون الحاجة الى إنكار وجود الخالق ويرى علماء النفس و الاجتماع هذا كمجرد استبدال لقيم روحية معينة بقيم روحية اخرى ولا جديد في هذا فالإنسان و منذ القدم كان يستبدل إله بإله آخر عندما يجد إن الفكرة القديمة ليست مبعث طمأنينة.
هناك إجماع في الطب إن صحة الإنسان هو خليط من 6 أقسام فرعية و هي الصحة البدنية و النفسية و الاجتماعية و الغذائية و المهنية و الروحية وإن التعريف الضيق لمفهوم الصحة الذي كان مبنيا على انعدام المرض كشرط للصحة أصبح مفهوما باليا وإن عدم توفر اي جزء من هذه الأجزاء الستة معناه وجود خلل في صحة الإنسان.. و معنى هذا إن إنسانا سليم البدن و النفس سعيد في مهنته ويحافظ على نظام غذائي معتدل و يملك قيمة روحية او معنوية ولكنه يعاني من مشاكل اجتماعية فإن هذا الإنسان لا يعتبر متمتعا بالصحة. وهذه هي الصورة المشرقة التي بحث عنها الملحد لتعزيز الصحة له باتخاذ الجانب الروحي بالابتعاد عن الله على وفق ما جاء بعلماء الالحاد والاعلام الماسوني الذي اسس لقناعهم بالحل الامثل هو الابتعاد عن الله.
( تعدد البرامج التلفزيونية بتقديم الالحاد فكراً للراي العام )
ظاهرة تفشي الالحاد في مصر بشكل واسع تروج لها اعلامياً واصبح الملحد (احمد حرقان) متصدر جميع البرامج التلفزيونية المصرية ولا ادري هنا لماذا التعظيم بلا دليل ومن القنوات التي جاءت به كثيرة منها ( القاهرة والناس _ اسرار من تحت الكوبري ) و( قناة الحياة _ برنامج مدخلات قاسية) و ( قناة دريم2 _ برنامج الباب المفتوح) و ( قناة cbc _ برنامج شبابنا ) والكثير من البرامج التي تبث بإمكانيات عالية من خلال اليوتيوب ومنها ( اليس كذلك والبط الاسود). جميعها عملت على مبدا المناظرات فلم يكن له اي دليل عقلي ومنطقي على وجود شيء ملموس يدعو الى الالحاد جميع الاجابات كانت انا امن بالعلم
الحقيقة التي يبحث عنها الملحد هي الخلاص من الديانات التي قهرت الانسان فهذا الامر يدعو للبحث عن انسانيته من خلال العلم بحجة ان العلم هو من اوجد كل شيء بعيدا عن الايمان والعقيدة والتفكر بالخلق والبحث عن اجابات لأسئلة قد يجد لها اجابة مقنعه من القران بالإعجاز العلمي الحديث مع ربط كل افكاره وتوجهات الملحد بالتطرف الديني المتمثل بالعصابات الاجرامية التكفيرية من قتل ودمار بأبشع الصور متخذا من هذا الميول نحو تحريف الاسلام مستند بجزء من القران هو المحرض على هذا الفكر.
وفي تصريح له من خلال مقابلة تلفزيونية تحدث ان والدي كان سلفيا واراد مني ان اكون رجل دين ممثل نفسه ب احمد ابن حبل وهنا سقط هذا الملحد في حقيقة يعرفها الامامية اكثر ان الدين الاسلامي ليس دين الفكر الوهابي او السلفي المتطرف الذي حاول على مر التاريخ طمس الهوية الاسلامية التي جاء بها النبي الاكرم مع ال بيته الاطهار فالعقيدة المنحرفة التي تدعو الى الشهوات والامراض النفسية ومحاربة الاخر وتكفير كل انسان فهو يقول انا على هذا النهج اكثر من 25 سنة والكل يعلم ان هذا الفكر المنحرف يدعو الى الانتحار بالنفس او النفور من هذه العقيدة المنحرفة وهذا ما حصل للملحد المتصدر للبرامج التلفزيونية.
فهو قد اخذ التعاليم التي اسسها هذا الفكر السلفي فهو يؤكد في اغلب مقابلاته انا داعش هي تمثل هذا الدين والغريب ان المناظرات التي جاءت ام تاتي بحجة ودليل اعجازي من القران الكريم لا سكات هذا الملحد فهو يدعي ان العلم هو من اوجد الاشياء فلست بصدد ان اناقش جاهلاً لا يعي فكرة الخالق اما اناقش الفكر الاخر واطرح تسؤلات لماذا الذين يحاورون الملحد هم من مذهب معين فقط ولماذا التمسك به على انهم رجال دين لهم الحجة والدليل وهم الذين يصدرون الفتاوي التي ما نزل الله بها من سلطان فهم لا يمتلكون الوعي والمنطق للحوار مثل ما يقدمه البروفسور العربي ( دكتور علي منصور كيالي) العالم الذي تحدى العالم بعلومه الكيماء والفيزياء مع الدليل القطعي للقران الكريم.
الغريب ان الخطاب الاعلامي لم يعطي نتائج وحلول جوهرية للمشاهد ليتسنى له الحكم الدقيق على الملحدين بالتصديق ام التكذيب فهناك تشتت كبير بالفكرة والتقديم فلم يكن الطرح جيد وهناك جملة من الاخطاء التي تسببت في ضياع البرامج التلفزيونية التي تصدت لهذه الظاهرة اولا غياب الشخصية المناسبة المحاورة للملحد لم تقف البرامج على هدف معين اي لماذا الالحاد في ظل التدهور النفسي والاجتماعي في المنطقة العربية غياب التنسيق المهني من قبل الاعداد بوضع اسئلة جوهرية تخاطب الملحد بالعلم الذي يدعي به.
خلاصة القول يسعى الاعلام المصري لتقديم القضايا التي تتجاوز الخطوط الحمراء باعتبار ان الاعلام يملك حرية الراي والتعبير وطرح جميع الآراء باعتدال مع تقديم كل قضية تحمل مغايره للواقع الطبيعي فالبحث عن اللامالوف والغير متوقع هو سر نجاح واستمرار هذه البرامج فسعت المحطات لتصدير هذه الافكار وتقديمها للشارع المصري والعربي على انها ظواهر ليست حالة وزرع الرعب بدل التصحيح الموضوعي فالسؤال اذ لم يستطيع الملحد اثبات شيء ولم يستطيعون علماء الالحاد جميع تحقيق غايتهم العليا لماذا اذن الاعلام المصري يروج لهم بطريقة غير مباشرة باعتبار مصر هي تحترم الحريات والاتجاهات وان كان هذا الامر واقع لماذا السماح للملحد تصدير افكاره ضد الاسلام تحديداً.
فقد يقود الباحث تساؤل اما هذه البرامج تعمل لصالح الاعلام الغربي واجندات خارجية التي تدفع الانسان للانتفاض ضد الاديان وتحديدا الاسلام وبالتالي يدعم الارهاب فكراً بأنكار الله الذي حلل لهؤلاء القتل فهم انسانيون ليس لديهم وطن دون عنف ودين. اما ان هذه البرامج تحاول كسب اكثر عدد مشاهدة من الجمهور والسعي وراء الربح والمنفعة الاعلامية تحت شعار صراع الوسائل فيما بينها. اما العبث والمجهول وعدم التنظيم وتحديد الغرض من العرض في وسائل الاعلام اي غياب سلطة الاعلام الحر. والدليل على هذا التساؤل لماذا الملحد ( احمد الحرقان) هو الوحيد الذي يزور جميع المحطات اذ لم يقدم فكراً ودليلاً على وجدوده ما هو سر الاصرار على الترويج بتقديم احمد اذ كانت حالة احمد واحد فلماذا يجعلونه البطل المارد للملحدين في مصر علماً العنوان المقدم في البرامج التلفزيونية المصرية هو نفس العنوان ونفس التكرار ( ما هو الالحاد ولماذا يلحد). |