يذكر المؤرخون ان التوابين عرضوا على زعيمهم سليمان بن صرد الخزاعي ان يثبوا على عمرو بن حريث خليفة ابن زياد على الكوفة ويسيطروا عليها ثم يطلبوا قتلة الحسين -ع- الا ان سليمان رفض ذلك وكانت حجته في هذا الرفض :
.......اني قد نظرت فيما تذكرون ، فرأيت أن قتلة الحسين هم اشراف اهل الكوفة وفرسان العرب ، وهم المطالبون بدمه ، ومتى علموا ما تريدون وعلموا انهم المطلوبون كانوا أشد عليكم ، ونظرت فيمن تبعني منكم فعلمت أنهم لو خرجوا لم يدركوا ثارهم ولم يشفوا أنفسهم ....... مقتل الحسين -ع- لابي مخنف ص257
ان هذا النص يكشف ان الاتجاه العام من فرسان الكوفة قد اشترك في قتل الحسين-ع- ،وقد بلغوا من الشدة والكثرة درجة خشي معها سليمان بن صرد اجهاض ثورة التوابين .
وربما يؤيد ذلك الثمانية عشر الف المقتولين بسيف المختار لاشتراكهم في قتل الحسين - ع- ( تاريخ الكوفة للبراقي ص357 ) وعدد الهاربين الى مصعب بن الزبير الذي ناهز العشرة آلاف رجل ( المصدر السابق ) بحيث شكلوا قوة كبيرة في جيش البصرة قال عنها الطبري في ج4 ص562 :
......وسرح محمد بن الأشعث في خيل عظيمة من خيل أهل الكوفة ممن كان المختار طردهم فقال دونكم ثأركم فكانوا حيث انهزموا أشد عليهم من أهل البصرة لا يدركون منهزما إلا قتلوه ولا يأخذون أسيرا فيعفون عنه قال فلم ينج من ذلك الجيش إلا طائفة من أصحاب الخيل وأما رجالتهم فأبيدوا إلا قليلا.....
يبدو ان المختار ادرك هذه المعضلة منذ بداية إطاحته بحكم الزبيريين في الكوفة لذا لم يشأ الاصطدام بإشرافها وفرسان العرب او أخر الصدام على اقل تقدير ،وعوضاً عن ذلك قربهم وأدناهم ،يقول فلهوزن في الخوارج والشيعة ص213 :
على أنه- المختار- في بادئ الأمر لم يعيّن في المراكز الرئيسية إلا العرب، وكانوا في الأصل يؤلفون الأغلبية الكبرى في جيش الشيعة ويتكوّن منهم الفرسان......
و قد كان زحر بن قيس الجعفي من اولئك الذين استعملهم المختار على بعض مناطق سلطانه فكان على جُوخى( برواية الدينوري) ، وأظهر ليونة واضحة مع محمد بن الأشعث وبحسب ابن اعثم الكوفي :.... أدناه المختار وأجلسه معه على سريره، ووعده ومناه وأمر له بجائزة سنية، وصرفه إلى منزله.... الفتوح ج6 ص243
مع ان الاثنين كان لهما دوراً سيئاً في احداث كربلاء !
ولدت سياسة المختار هذه مايشبه المخاوف لدى الموالي ،حتى انهم شكوا ذلك الى كيسان احد ابرز المقربين الى المختار بحضور هذا الاخير :
....... فقال لابي عمرة بعض اصحابه من الموالى أما ترى أبا اسحاق قد أقبل على العرب ما ينظر الينا فدعاه المختار فقال له ما يقول لك أولئك الذين رأيتهم يكلمونك فقال له وأسر إليه شق عليهم أصلحك الله صرفك وجهك عنهم إلى العرب فقال له قل لهم لا يشقن ذلك عليكم فأنتم مني وأنا منكم ، ثم سكت طويلا ثم قرأ ( انا من المجرمين منتقمون ) ........ ما هو الا أن سمعها الموالى منه فقال بعضهم لبعض أبشروا كانكم والله به قد قتلهم . مقتل الحسين ( ع ) - أبو مخنف الازدي ص345
كان للشيعة العرب حضور فاعل في ثورة المختار على مستوى المقدمات والتفاصيل ،وقد لعب هذا الحضور دوره في اضفاء المشروعية على هذه النهضة واعطائها زخماً كبيراً بل لولاهم ما تحقق النصر الحاسم على قوات الزبيريين .
فهم الذين تواصلوا مع المختار ايام سجنه ، وعندما جاء سيحان بن عمرو الليثي العبدي بكتابه جمع له :
.......رفاعة بن شدّاد البجلي وأخاه عبد اللّه ، وأحمر بن شميط الأحمسي وعبد اللّه بن كامل ويزيد بن أنس ، وقرأه عليهم ، فاتّفقوا أن يبعثوا إليه ابن كامل وقالوا له : قل له : قد قرأنا كتابك ، ونحن حيث يسرّك ، فإن شئت أن نأتيك حتّى نخرجك فعلنا !
فأتى عبد اللّه بن كامل إلى المختار في السجن ، فأخبره بما اُرسل إليه به . فسرّ المختار باجتماع « الشيعة » له ولكنّه قال له : لا تريدوا هذا ؛ فإنّي أخرج في أيامي هذه ...... ابو مخنف ص314
ويذكر أبو مخنف : أنّ رُفاعة بن شدّاد وعبد اللّه بن شدّاد وأحمر بن شُميط الأحمسي ويزيد بن أنس الأسدي والسائب بن مالك الأشعري تولوا امر البيعة للمختار وهو في السجن . المصدر نفسه .
مثل الوفد الذي قصد محمد بن الحنفية في للتأكد من مشروعية تحرك المختار وانه باذن ابن الحنفية والنتيجة الإيجابية التي رجع بها نقلة نوعية ودفعة معنوية كبيرة لهذا التحرك :
.......فجاء رجل ... من شبام وكان عظيم الشرف يقال له عبد الرحمن ابن شريح فلقى سعيد بن منقذ الثوري وسعر بن أبي سعر الحنفي والأسود بن جراد الكندي وقدامة بن مالك الجشمي فاجتمعوا في منزل سعر الحنفي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فان المختار يريد أن يخرج بنا وقد بايعناه ولا ندري أرسله إلينا ابن الحنفية أم لا فانهضوا بنا إلى ابن الحنفية فلنخبره بما قدم علينا به وبما دعانا إليه فان رخص لنا في اتباعه اتبعناه وإن نهانا عنه اجتنبناه ..... تاريخ الطبري ج4 ص491
اقترح أحمر بن شُميط الأحمسي ويزيد بن أنس الأسدي وعبد الله بن شداد وعبد الله بن كامل على المختار دعوة ابراهيم بن مالك الأشتر الى صفوفهم : فإنّه فتى بئيس وابن رجل شريف بعيد الصيت ، وله عشيرة ذات عزّ وعدد . ابو مخنف ص324
بينما يذكر ابن اعثم الكوفي في الفتوح ج6 ص228 ان المختار هو الذي ابتدأهم بالسؤال عن ابراهيم وإمكانية انضمامه اليهم وانهم أجابوا بنحو الجواب السالف .
ولم يتوقف الامر عند الاقتراح فحسب بل شهد بعض المذكورين مضافاً الى غيرهم على صحة كتاب مفترض من محمد بن الحنفية لابراهيم بن الاشتر يطالبه بمؤازرة المختار في امر القصاص من قتلة الحسين -ع- ،وقد لعبت هذه الشهادة دوراً حاسماً في دخول ابن الاشتر بثقله في صفوفهم ،وكيف لا يكون الامر كذلك وقد قال الشعبي عن هولاء الشهود : ......هم سادة القراء ومشيخة المصر وفرسان العرب ولا أرى مثل هؤلاء يقولون إلا حقا......الطبري ج4ص495
كان جيش المنتفضين بقيادة العرب الفرسان حصراً وقد تردد في تلك الثورة اسماء عدّة لفرسان الكوفة واشرافها ( ابراهيم بن الاشتر ، عبيد الله بن الحر الجعفي، احمر بن شميط الأحمسي ، يزيد بن أنس الاسدي ،قيس بن طهفة النهدي ،عبد الله بن قراد الخثعمي ،نعيم بن هبيرة الشيباني ،سعر بن ابي سعر الحنفي ،خزيمة بن نصر العبسي ، ،سعيد بن منقذ الهمداني ....الخ ).
لعبت همدان بحسب الدينوري دوراً حاسما في السيطرة على القصر مما يعني انتهاء اخر معاقل مقاومة الزبيريين :
......وبادر ابن مطيع الى القصر فتحصن فيه في طائفة من أصحابه وأقبلت همدان حتى تسلقوا القصر بالحبال من ناحية دار عمارة بن عقبة بن ابي معيط فلما رأى عبد الله بن مطيع ضعفه عن القوم سال الأمان على نفسه ومن معه من أصحابه فأجابه المختار الى ذلك ...... الاخبار الطوال - الدينوري ص 299
يعتقد فلهوزن في الخوارج والشيعة ص213 :
ان عدد الموالي لم يزد عند الثورة الاولى عن خمسمائة ثم زاد عددهم بعد ذلك بسرعة زيادة عظيمة .....
مما يعني ان الثورة كانت عربية في مجملها وان وجود الموالي كان استثناء ،ونحن وان كنا قد قدمنا ما يدحض هذا القول في الفقرة المرتبطة باعداد الموالي الا اننا نسلّم بان الثورة الاولى كما اسماها فلهوزن كانت ذا لون عربي طاغ الى الحد الذي لم يبرز معها اي زعيم محسوب على الموالي يمكن الإشارة اليه بخلاف الزعماء العرب الذين ذكرهم عبد الله بن همام امام المختار بأسمائهم وأسماء قبائلهم قائلاً :
وفى ليلة المختار ما يذهل الفتى * ويلهيه عن رؤد الشباب شموع
دعا يا لثأرات الحسين فأقبلت * كتائب من همدان بعد هزيع
ومن مذحج جاء الرئيس ابن مالك * يقود جموعا عبيت بجموع
ومن أسد وافى يزيد لنصره * بكل فتى حامى الذمار منيع
وجاء نعيم خير شيبان كلها * بأمر لدى الهيجا أحد جميع
وما ابن شميط إذ يحرض قومه * هناك بمخذول ولا بمضيع
ولا قيس نهد لا ولا ابن هوازن * وكل أخو إخباتة وخشوع
وسار أبو النعمان لله سعيه * إلى ابن إياس مصحرا لوقوع
بخيل عليها يوم هيجا دروعها * وأخرى حسورا غير ذات دروع
فكر الخيول كرة ثقفتهم * وشد بأولاها على ابن مطيع
فولى بضرب يشدخ الهام وقعه * وطعن غداة السكتين وجيع
فحوصر في دار الامارة بائيا * بذل وارغا له وخضوع
فمن وزير ابن الوصي عليهم * وكان لهم في الناس خير شفيع
وآب الهدى حقا إلى مستقره * بخير إياب آبه ورجوع
إلى الهاشمي المهتدى المهتدى به * فنحن له من سامع ومطيع
الطبري ج4 ص511
بعث المختار لمواجهة الشاميين جيشاً من ثلاثة آلاف فارس بقيادة يزيد بن أنس الذي وزع قيادات جيشه كالتالي :
...... فجعل على ربع المدينة النعمان بن عوف بن أبي جابر الأزدي وعلى ربع تميم وهمدان عاصم بن قيس بن حبيب الهمداني وعلى مذحج وأسد ورقاء بن عازب الأسدي وعلى ربع ربيعة وكندة سعر بن أبي سعر الحنفي تاريخ الطبري ج4 ص514
يقول فلهوزن في هامش ص217 : ان كونهم فرساناً قد يستنتج منه انهم عرب ولكن الواقع هو انه كان من بينهم بعض الموالي ....
شهدت وثبة اشراف الكوفة على المختار عند ذهاب ابراهيم بن الاشتر لقتال عبيد الله بن زياد انقساماً حاداً بين القبائل العربية ،ولم يكن هذا الانقسام على أساس تنوع قبلي بحيث تكون قبيلة مواجهة لأخرى بل شمل حتى أبناء القبيلة الواحدة رغم ان الغالبية الساحقة من هذه القبائل كانت ضد المختار وبحسب تعبير ابن اعثم :
( ..فصارت الكوفة كلها على المختار سيفا واحدا....).
كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 6 - الصفحة 261
يستعرض الدينوري في الاخبار الطوال اسماء القبائل التي شاركت في التمرد على المختار :
........
فاجتمعت القبائل على محاربته وصاروا في ثلاثة أمكنة وقلدوا امرهم رفاعة بن سوار فاجتمعت كنده والازد وبجيلة والنخع وخثعم وقيس وتيم الرباب في جبانة مراد واجتمعت ربيعة وتميم فصاروا في جبانة المحشاشين .....
الاخبار الطوال ص306
وللبلاذري في انساب الاشراف (2/356) تفصيل اكثر حيث يقول :
......... فخرج عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني بجبانة السبيع، وخرج زحر بن قيس الجعفي، وإسحاق بن الأشعث في جبانة كندة، وخرج كعب بن أبي كعب الخثعمي في جبانة بشر، وخرج عبد الرحمن بن مخنف في الأزد، وخرج شمر بن ذي الجوشن في جبانة بني سلول وخرج شبث بن ربعي بالكناسة في مضر، وخرج حجار بن أبجر العجلي، ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم في ربيعة بناحية السبخة، وخرج عمرو بن الحجاج الزبيدي في جبانة مراد، وبلغ من في جبانة السبيع أن المختار قد عزم على معاجلتهم، فأقسموا على من في النواحي متن الأشراف اليمانية أن يصيروا بأصحابهم إليهم، فتواقف اليمانية جميعاً في جبانة السبيع، ويقال أن عمرو بن الحجاج الزبيدي وحده أقام فيمن معه بجبانة مراد ولم يأتهم.......
همدان القبيلة المعروفة بنصرتها للمختار منذ لحظات ثورته الاولى انقسمت على نفسها فخرج الكثير منهم مع الاشراف بقيادة عبد الرحمن بن سعد بن قيس الهمداني وكان هذا عاملاً للمختار على الموصل ،وقد تعرض هولاء لهزيمة منكرة على يدي شبام وهم أبناء جلدتهم حتى ان عبد الرحمن سأل من أصحابه :
....... ويحكم من هؤلاء الذين أتونا من ورائنا قيل له شبام فقال يا عجبا يقاتلني بقومي من لا قوم له .... الطبري ج4ص528
يقول فلهوزن : وكان أهل اليمن في الفريق : فريق العصبية العربية وفريق الشيعة أشد القوم
قتالا ، على أنهم أقوى القبائل في الكوفة عدداً وبأسا.ص222
لم يقف الامر عند القبائل بل شمل الامر اسماء كبيرة كانت محسوبة اول الامر على المختار وبعضهم من ولاته وعماله كعبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني وكان عامل المختار على الموصل وزحر بن قيس الجعفي عامله على جُوخى ،ورفاعة بن شداد البجلي ( سيد القرّاء واحد الداعمين الأساسيين لبداية تحرك المختار ) وحُميد بن مسلم الازدي ( صديق ابن الاشتر واحد المذكورين في بداية تحرك المختار ) ، قُتلَ رفاعة بعد ان انشق على قومه لما سمعهم ينادون :(يالثارات عثمان ) ،بينما قاتل حُميد في صفوف الاشراف وهو يقول :
لأضربن عن أبي حكيم * مفارق الأعبد والصميم
( الطبري مصدر سابق ).
وارتث زحر بن قيس بالجراحات وقُتل ابنه فرات ( الطبري ج4 ص524).
اما عبد الرحمن بن سعد بن قيس الهمداني فكشف عن نيته بحسب ابي مخنف قبل قتله على يدي احد أبناء قومه بقليل عندما قال :
........يا لها قتلة ما أضل مقتولها قتال مع غير إمام وقتال على غير نية وتعجيل فراق الأحبة ولو قتلناهم إذا لم نسلم منهم إنا لله وإنا إليه راجعون أما والله ما خرجت إلا مواسيا لقومي بنفسي مخافة أن يضطهدوا وأيم الله ما نجوت من ذلك ولا أنجوا ولا أغنيت عنهم ولا أغنوا..... الطبري ج4 ص 528
ويذكر فلهوزن ان ابناً لشبث بن ربعي - عبد المؤمن - قاتل ضد ابيه بشجاعة وعناد ص221 .
بدأ عديد العرب يتناقص في صفوف جيش المختار بشكل واضح !
يسجل البلاذري في أنساب الإشراف (2/362) صفة الجيش الذي ارسله المختار الى المدينة قائلا:
فدعا المختار شرحبيل بن ورس المدعي فسرحه في ثلاثة آلاف أكثرهم موالٍ ليس فيهم من العرب إلا سبعمائة........
بينما ينص فلهوزن ص215 على ان هولاء : كانوا جميعاً من الموالي ......
وقد كان الجيش الذي ارسله المختار لإنقاذ محمد بن حنفية في مكة يتألف من الموالي باستثناء القادة الذين كانوا من العرب . المصدر نفسه ص216
يذكر الشيخ الطوسي -قد- في أماليه ص 240 روايتين في طبيعة الجيش الذي ارسله المختار مع ابراهيم بن الاشتر لقتال الشاميين
، وأمر إبراهيم بن الأشتر (رحمه الله) بالتأهب للمسير إلى ابن زياد (لعنه الله)، وأمره على الاجناد، فخرج إبراهيم يوم السبت لسبع خلون من المحرم سنة سبع وستين في ألفين من مذحج وأسد، وألفين من تميم وهمدان، وألف وخمس مائة من قبائل المدينة، وألف وخمس مائة من كندة وربيعة، وألفين من الحمراء.
وقال بعضهم: كان ابن الأشتر في أربعة آلاف من القبائل، وثمانية آلاف من الحمراء.......
ويقول البلاذري في انساب الاشراف (2/363):
......وكان معه قيس بن طهفة على ربع أهل المدينة، وعبد الله بن جندب على مذحج وأسد، والأسود بن جراد الكندي على كندة وربيعة وحبيب بن منقذ على تميم وهمدان....
بينما ينص الدينوري وغيره على ان غالبية هذا الجيش كانت من الموالي :
....فانتخب له المختار عشرين الف رجل وكان جلٌهم أبناء الفرس الذين كانوا يسمون الحمراء .الأخبار الطوال / الدينوري -ص301
وقال المختار لإبراهيم بن الأشتر يوم خازر وهو اليوم الذي قتل فيه عبيد الله بن زياد: إن عامّة جندك هؤلاء الحمراء، وإن الحرب إن ضرّستهم هربوا، فاحمل العرب على متون الخيل، وأرجل الحمراء أمامهم.
الكامل في اللغة والأدب ج2 ص47
وتقدم قول ابراهيم بن مالك الاشتر (... والله لو لم اجد الا النمل لقاتلتهم بها فكيف وما قوم اشد بصيرة في قتل اهل الشام من هولاء الذين تراهم معي وإنما هم اولاد الأساورة من اهل فارس والمرازبة ......). الاخبار الطوال ص302
كان قادة الجيش في المعركة الفاصلة مع الزبيريين جميعهم من العرب باستثناء كيسان ابي عمرة الذي كان على الموالي ،وهولاء كانوا يشكلون غالبية جيش المختار وفيهم يقول فلهوزن :
وقاتل الموالي بكل شجاعة، ولكن زملاءهم العرب من بجيلة وخثعم تخلّوا عنهم بصور مزرية، ولم يستطع الموالي الفرار
لأنهم لم يكونوا راكبين. وقليل من الفرسان هم الذين استطاعوا النجاة.
الخوارج والشيعة ص228
وهذا التعميم من فلهوزن في غير محله فقد قُتِلَ في هذه المعركة من ابطال العرب غير واحد وبحسب رواية ابي مخنف عن لسان المختار : ....وقتل ابن شميط وابن كامل وفلان وفلان فسمى رجالا من العرب أصيبوا كان الرجل منهم في الحرب خيرا من فئام من الناس... الطبري ج4 ص562
وقد تقدم عن الدينوري في الاخبار الطوال ص330: ان ألفين من الستة آلاف الذين قتلهم مصعب صبراً بعد ان اعطاهم الأمان كانوا من العرب والباقي من الموالي .
اما لماذا تخلى غالبية العرب عن المختار؟
ربما تأتي الإشارة اليه قريبا . |