• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : منجزات الموت ....! .
                          • الكاتب : فلاح المشعل .

منجزات الموت ....!

كل شيء في الحياة يخضع لرحلة تسجيلية ،ولادة ثم صبا ثم شباب ثم كبر وشيخوخة وهرم وموت ..، انغمارنا في الحياة ومكاسبها وهمومها غالبا ماينسينا ثقافة الموت ، والتحايل عليه .
ابلغ الوصايا ما تحقق من منجزات للموت ، كما ورد في القرآن الكريم والفكر الإسلامي عموما ً ، إذ يكرسه لتطوير امكانيات الحياة وتنميتها ، مثال ذلك حديث الرسول محمد (ص) ..؛ { إذا مات أبن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له .}.. تلك منجزات تستقيم بها الحياة وتتطور جراء استثمار فكرة الموت .
أعظم المغادرين في رحلة الغياب الأبدي هم الذين تحتشد خلف نعوشهم قلوب ملايين الناس وهي مشغوفة بالحب والشعور بالخسارة العظمى ، ولم تزل في الذاكرة ملايين أمثال جمال عبد الناصر ورفيق الحريري ونلسون مانديلا وآخرين .

ملايين تشيع أشخاص مجهولي النسب والجاه ، ينبثقون من واقع مغمور بالمأساة والنضال ليصبحوا عناوين شعب وأمة ، ويتركوا أرثا ً اخلاقيا ً ودروسا وطنية لايجود بها الزمان دوما ً..!

الملوك والرؤساء والأثرياء والفقراء والآف الناس تموت يوميا ً ، لكن الخالدين يعدون في سجل مختصر ، سجل يؤرخ تاريخ البشرية ومنعطفاتها في الثورة والعلم والأبداع والحضارة ، ولم يخطأ المفكرون حين يسلسلون مائة أهم شخصية في التاريخ البشري، أزاء مليارات البشر تنشتر أجداثهم في الأرض، ويشهد البحر نثار ماتبقى من حرائق جثامينهم .

ينتفض التفكير بالموت حين نكون بمواجهة خبر موت أنسان قريب أوعزيز أو في مشهد إنزال ميت للقبر ، كما تنتشر مناخات الألفة مع الموت عند وقوع الكوارث كما في الحروب الخارجية أو الكوارث أو الحرب الطائفية حيث تنتشر الجثث المجهولة في الشوارع ، كما أدمن العراق وشعبه على تلك الأحداث والمواقف والصور منذ خمسين سنة وأكثر .

الغريب ان رواد الفساد والجريمة في العراق ، ومنهم كبار المسؤولين في الحكومة والدولة ، لم يمرنّوا ذواتهم على ثقافة الموت وفق توجيهات الإسلام وبقية الديانات السماوية وثقافات الأرض ،لايعملون صدقات جارية أو منافع للوطن والناس الفقراء ، يحسبون أنفسهم خالدين ، خصوصا ً جماعات الإسلام السياسي واحزابهم ، كأنهم أعداء الله .


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/06 .

الاستاذ فلاح المشعل
السلام عليكم
ومن المضحك والمٱخوذ عن سياسي العراق تعجبهم حتى من الموت نفسه .فعندما وقع الموت على النائب ٱحمد الجلبي رحمه الله
قالوا بٱنه لم يمت ميتة طبيعية .بل بفعل فاعل .وكٱن الموت الطبيعي مستثنيهم فهم لايموتون ٱلأ بقتل ؟ فهم ٱما يريدون ٱبعاد عن تفكيرهم فكرة موتهم طبيعيا كونهم بشر خالدون ويتخلصوا من الشعور بالخوف لأٱن ذلك الشعور يثنيهم عن مهمتهم ٱلأوهي العيش على الملذات وان تلك الفكرة ستكون منغص ينغص حياتهم . فسارعوا ٱلأ بث فكرة الموت بفعل فاعل .وهذا الاعتقاد له مايدل عليه فهم قوم يتناولون ٱكل صحي وينامون في بيوت فارهه ولهم ٱطباء يسهرون على صحتهم ويتنقلون في عجلات ضد الموت ؟ فلماذا لاتشيع بينهم ثقافة العيش بخلود ٱو على ٱقل تقدير العيش حتى ٱرذل العمر .هذا هو تفكير تلك الطبقات في الموت .
فهم يحسبون ٱنفسهم في معزل عنه وهو بعيد عنهم .بل هم في شغل عنه .لاهون .حتى دق ملك الموت باب ٱحدهم فٱستغربوا طارقهم فسٱلوه ٱزائر ٱنت ٱم قابض .فقل قابض .فٱستغربوا ٱمره وقالوا .نحن قوم ماكتب الله علينا الموت ..فقال قولكم ماهو ٱلأكلمة ٱنتم قائلوها فقد خط الموت على ٱبن ٱدم .كما خطت القلادة على جيد ٱلفتاة .قال ٱميرنا علي .ع. ما ٱكثر العبر وما ٱقل الاعتبار



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69697
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3