• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الحسين في ديوان العرب(11) .
                          • الكاتب : ادريس هاني .

الحسين في ديوان العرب(11)

وإنّ عرق الشعر دسّاس...هؤلاء النسوة ليسوا فقط أهلا للحسين نعيناه بدافع العواطف والقربى..بل في عرقهم نبض من أشعر الشعراء..وكما الرّباب زوجة الحسين بنت امرئ القيس، هناك أمّ البنين التي يصل نسبها إلى حزام بن خالج بن ربيعة أخي لبيد..هي زوجة علي بن أبي طالب، تزوجها بعد وفاة الزهراء..ولها حكاية أخرى..كان علي بن أبي طالب يسعى إلى أن ينجب ولدا فارسا..وقال لأخيه عقيل بن أبي طالب: انظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب...وأجابه عقيل وهو العارف بأنساب العرب: ليس في العرب أشجع من آبائها الذين يقول فيهم لبيد للنعمان ابن المنذر ملك الحيرة :
نحن بني أم البنين الاربعة +++ الضاربون الهام وسط المجمعة
والمطعمون الجفنة المدعدعة +++ ونحن خير عامر بن صعصعة
وكان أن أنجبت من علي بن أبي طالب فارسا ملأ الدنيا وشغل الناس: أبا الفضل العباس الذي كان في كربلاء وحده أمّة..كان للفضيلة والفضل أبا..العباس الكفيل..وحينما جاءها بشر يخبرها بشهادة أولادها في كربلاء سألته عن أبي عبد الله الحسين..لقد كان الحسنين منذ تزوجت بعلي بن أبي طالب أمّا لهما رعتهما وحفظت في ذلك البيت وديعة الزهراء: الحسن والحسين..
كانت أم البنين أمّا لأربعة رجال كلّهم قضوا في كربلاء بين يدي أبي عبد الله، بعد ان أبلوا البلاء الحسن..فجعت أم البنين في الحسين وفي اربعة من ولدها..وكانت تنعاهم بالبقيع وهي تقول حاملة ولد ابنها العباس المسمى عبيد الله..وكان ممن استمع لندبتها مروان بن الحكم وبكى من شدّة ما كان رثاؤها بالغ الأثر..تقول ناعية ابنها أبي الفضل ساقي اليتامى:
يا من رأى العباسَ كرّ +++ على جماهير النقدْ
ووراه من أبناء حيدر +++ كلّ ليثٍ ذيِ لبد
أنبئت أنّ ابني أصيبَ +++ براسه مقطوع يد
ويلي على شبلي أما +++ لَ برأسه ضرب العمد
لوكأن سيفك في يد +++ يك لما دنا منه أحد
كيف ستستقبل أمّا خبر استشهاد أبنائها الأربعة مع أخيهم الحسين؟ في البقيع كانت تحمل ابن العباس عبيد الله وترثي أبناءها ويبكي لرثائها كل من حضر ندبتها..
لا تدعوّني ويك أم البنين +++ تذكّريني بليوث العرين
كانت بنون لي أدعى بهم +++ واليوم اصبحت ولا من بنين
أربعة مثل نسور الرُبى +++ قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تنازع الخرصانُ اشلاءهم +++ فكّلهم أمسى صريعا طعينْ
يا ليت شعري أكما أخبروا +++ بأنّ عباساً قطيع الوتين
كان مقام الحسين لدى أم البنين كبيرا..فلقد أهدته أربعة من أولادها قاتلوا معه حتى آخر رمق..وهي إذ تنعى أبا الفضل العباس وبنيها كانت تنعى الحسين..وحينما كانت تناديها إحداهنّ بأم البنين كانت تقول:
لاتدعوني ويك ام الاربعة +++ يكثر حزني وتزيد الفاجعة
والله ماأبكي لإربعة +++ إلا الحسين أشلاءه مقطعة



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69749
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19