لا تزال نظرية استهداف الطائرة الروسية فى شرم الشيخ من خلال عمل ارهابي تحتل مساحات واسعة فى الصحف الأجنبية، وبالرغم من تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق بانها لم تتوصل إلى معلومات مؤكدة بشان حدوث انفجار أو عمل ارهابي فى الطائرة، إلا أن كل الأنباء القادمة من لندن وواشنطن تشير إلى عمل تخريبي قام به ارهابيين، وسط انتشار تقارير صحفية نقلا عن مصادر استخباراتية توضح تكشف عن رصد المخابرات المركزية سي أي ايه اتصالات بين قادة في تنظيم "داعش" وأتباعهم في سيناء قبل وبعد تحطم الطائرة الروسية، وهو ما دعا الخارجية المصرية لانتقاد هذه الأنباء، والاشارة إلى عدم مشاركة المعلومات الاستخباراتية" و"عدم التعاون" الكافي من بعض الدولي بشأن مواقفها عقب الحادث المروع.
وقال وزير الخارجية سامح شكري إن أجهزة الاستخبارات، التي نقلت عنها وسائل الإعلام، لم تشارك معلوماتها الاستخباراتية مع القاهرة، موضحا أن القرارات التي اتخذتها بعض الدول "لم تجر بالتنسيق مع الجانب المصري كما تقتضي مبادئ التعاون الدولي، مؤكدا إن بلاده لم تستبعد إي احتمال أو فرضية عن أسباب سقوط الطائرة.
من جانبه قال رئيس لجنة التحقيق في حادث تحطم طائرة الركاب الروسية اليوم أيمن المقدم إن التسجيل الصوتي من قمرة القيادة بالطائرة التي تحطمت في سيناء قبل أسبوع أظهر صوت ضوضاء في الثانية الأخيرة من التسجيل.، موضحا فى تقرير أولي عن سير التحقيق إن الخبراء لا يزالون في مرحلة جمع المعلومات وإن من المبكر جدا إعلان أي نتائج.
وأضاف أن المحققين لا يزالون يدرسون جميع السيناريوهات المحتملة مشددا على أنه لا يمكن في هذه المرحلة استبعاد أي سيناريو.
شدد على أن التقرير جاء فيه " "تؤكد اللجنة أنها لا تزال في مرحلة جمع المعلومات كما سيتم نقل الحطام إلى مكان آمن في القاهرة لمزيد من الفحص لكل جزء فيه وهذا الفحص سيتم بمشاركة المتخصصين فى علوم الفلزات كما ستقوم اللجنة بفحص ذاكرة الكمبيوتر الخاصة بالطائرة والتي تحتفظ ببعض البيانات بعد الحادث."
أضاف "تناثر حطام الطائرة على مساحة واسعة قطرها 13 كيلومترا وهذا ما تمكنا من تغطيته حتى الآن وهو ما يتسق مع احتمالية وجود تفكك فى جسم الطائرة، وانه في ضوء الملاحظات الأولية على حطام الطائرة لا تسمح حتى الآن بتحديد أصل هذا التفكك."
من جانبها نقلت CNN عن مسئول، لم تسمه، القول إن المسلحين كانوا "يتباهون" بطريقة اسقاط الطائرة، كذلك ذكرت القناة الثانية الفرنسية أنه يمكن سماع صوت انفجار على جهاز التسجيل الذي تم العثور عليه في الطائرة المحطمة، إلا أن المحققين الفرنسيين قالوا إنهم لا يمكنهم تأكيد ذلك.
وتمت الإشارة إلى ما سبق ونشره تنظيم داعش لتسجيل فيديو يظهر مسلحي التنظيم في شمال سوريا يهنئون مسلحي التنظيم في سيناء على إسقاط الطائرة الروسية، ولم يضم التسجيل دليلا يدعم هذا الادعاء.
وكان التنظيم قد نشر من قبل تسجيلا لأحد مسلحيه يتحدث اللغة الروسية ويهدد بنقل المعركة إلى روسيا، ويقول التسجيل الأخير إن إسقاط الطائرة جاء ردا على الضربات الروسية في سوريا.
وفي وقت سابق كان مسئولون فرنسيون في مجال الطيران قد استبعدوا أن تكون طائرة الركاب الروسية تحطمت بسبب أعطال فنية، ونقلت وكالة فرانس برس عن مسئولين آخرين قولهم إن "جهاز تخزين البيانات في الطائرة يشير إلى أن انفجارا عنيفا ومفاجئا تسبب في تحطم الطائرة" مما أدى إلى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها.
وبحسب مسئولين بريطانيين، رصدت أجهزة استخبارات بريطانية وأمريكية محادثات بين مسلحين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء تشير إلى وضع قنبلة على متن الطائرة المنكوبة
يأتي ذلك في الوقت الذى تتواصل الجهود لإعادة عشرات الآلاف من السياح الأجانب من منتجع شرم الشيخ في مصر، حيث اقلعت الطائرة الروسية منذ أسبوع قبل تحطمها في الجو بعد اقلاعها بوقت قصير، حيث أصابت الفوضى خطة بريطانية لإعادة السياح البريطانيين بعد أن أعلنت السلطات المصرية عجز المطار عن استقبال كل الرحلات الطارئة المخططة لإعادتهم، ولم يسمح سوى لثمان طائرات، من بين 29 طائرة، بالإقلاع من المطار.
أما في موسكو فقالت المتحدثة باسم الاتحاد الروسي لصناعة السياحة، إيرينا تيورينا، إن هناك نحو 80 الف سائح روسي في مصر، معظمهم في منتجعي شرم الشيخ والغردقة، وقالت تيورينا، بعد اجتماع للحكومة إنه لن يكون هناك اخلاء للسياح الروس في مصر، وإن بوسعهم العودة وقتما يشاءون.
وتتباين التغطية الخبرية لحادث الطائرة الروسية، حيث تواصل الصحف البريطانية اهتمامها بالحادث، وتداعيات قرار عودة الانجليز إلى بلادهم، وتواجد السفير البريطاني جون كاسن وعدد من موظفي السفارة البريطانية في شرم الشيخ لتسهيل عودة رعايا بلادهم إلى منازلهم آمنين، وخاصة صحيفة الجارديان والديلي ميل، مع التركيز على أن هناك من يفضل التواجد في مصر والاستمرار في الاستمتاع بالإجازة، خاصة وأن درجات الحرارة تصل في شرم الشيخ إلى 29 درجة، بينما في لندن تصل إلى 10 درجات. |