• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مِن‬ وَصِيَّةِ أمّ شَهِيْد (وحيدها) .
                          • الكاتب : عبد الحسن العاملي .

مِن‬ وَصِيَّةِ أمّ شَهِيْد (وحيدها)

 لأنَّ الحُسَينَ ما زَالَ وريدَ ثقافَتِنَا، وعَينَ عَوَاطِفِنَا الأبديَّة، ولأنَّنا نعيشُ بِدَمِهِ ووجعهِ، وأنينِ أطفالِه، وقيامِةِ أخته العقيلة..
ولأنَّ مجدَ اللهِ انعقدَ "يَوم الطَّفوف" لوريده الأقدس، وتوسَّمَ قُبّتَهُ الأشرف، ودَلَّ على السَّمَاء بِكَفٍّ قَطِيعَة، ولواءٍ معقودٍ على أشلاءٍ تناثرت فوق الأرضِ فتأوَّهَت لها معَانِيقُ السَّماء..
ولأنَّنا ما زلنا نقرأ جُون وعابس وأسَلم وأَنَس وزهير وبرير وسعيد..
ولأنَّنا نعيشُ الحُسينَ قَنْطَرَةَ وُجُودٍِ أكبر، وكتاباً أزليَّاً، وعيناً مطلقةً على مَرَابِع النُّور ومشارِف السَّمَوات..
لأنَّنا كذلك، لا يُمكِنُني إلاَّ أن أُقَدِّم وَلَدِي "وَحِيْدِي" قُربَانَاً فوقَ أديم هذا العِشق وتلك الكعبة المحمديَّة الأنْفَس، لا لأنَّني تَعَلَّمتُ مِن بُرَيْر أو عابس وسعيد كيف العشق .. بل لأنَّني مُذْ خَلَقَنِي اللهُ فطرني على حُبِّ الحُسَين..
لذا، مَا رَفعتُ كَفَّاً أو أرضعتُ طِفْلاً.. إلاَّ وَذَكَّرتُهُ بيوم الله القَديم، مُذ مَسَحَ اللهُ أنوارَ طِينَتِنَا بيدِهِ المُتَفَرِّدَة، ثمَّ استودعَهَا مَعنَى نُصرَة الحُسَين عليه السَّلام.
وها أنا ذا أُعيدُ وديعةَ الميثاقِ إلى أهلها.. لأنَّ دَاعِيَ الله أوجَبَ عَلَيَّ أن أَصِلَ البَتُول الطَّاهِرَة بفلذَة كَبِدِي.. فَقَدَّمتُ لها أعزَّ كَبِدٍ عندي.. عَلَّهُ يُعَانِقُ بضعةَ الزَّهراء: مَولاي الحُسَين عليه السَّلام.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70214
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19