• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : الغرب يدفع ثمن تغاضيه عن جرائم السعودية .
                          • الكاتب : د . عبد الخالق حسين .

الغرب يدفع ثمن تغاضيه عن جرائم السعودية

 سلسلة العمليات الإرهابية المنسقة في قلب العاصمة الفرنسية باريس مساء الجمعة 13/11/2015، التي أسفرت عن أكثر من 140 قتيلاً و200 جريحاً، هزت الضمير العالمي، وهي إنذار مشدد للعالم الغربي للمرة المائة أو الألف، أن الإرهاب ليس مخصصاً للعراق وسوريا بسبب تهميش السنة كما يدعون، بل هو نتاج عملية غسيل عقول شريحة من الشباب المسلم بالعقيدة الوهابية التكفيرية، وبالأموال السعودية والقطرية الهائلة التي قسمت العالم إلى دارين: دار الإسلام ودار الكفار، وأن من واجب المسلم محاربة الكفار إلى أن يعلنوا إسلامهم وبالمذهب الوهابي. والكفار في قاموس الوهابيين لا يقتصر على غير المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم، بل صار يشمل حتى المسلمين من الشيعة "الروافض"، والسنة "المرتدين" الذين يخالفون نهجهم الإرهابي، فيعدونهم منحرفين عن الإسلام "الصحيح" وقتلهم واجب !.

ولكن ما أعمى بصيرة الحكومات الغربية هو الطمع والجشع في الاستثمار السعودي والخليجي، فغضوا النظر عن الدور القذر الذي تلعبه السعودية وقطر وغيرهما من الحكومات الخليجية في دعم الإرهاب، وساهموا في تدمير الحكومات العربية التي ليست على وئام مع السعودية وقطر ونهجهم الوهابي المتخلف. وهاهو الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي أبدى حماساً لا يقل عن حماس الملك السعودي المخرف في إزالة بشار الأسد لقاء صفقات السلاح التي تقدر بعشرات المليارات الدولارات. ونفس السلوك انتهجته أمريكا وبريطانيا في تدمير سوريا بحجة أن بشار همش الغالبية السنية من الشعب السوري. فهل تعلَّم هؤلاء الدرس الآن؟

إن العمليات الإرهابية منذ ما قبل كارثة 11 سبتمبر 2001 في أمريكا، ومروراً بحوادث قطارات الأنفاق في لندن عام 2005، وإلى جريمة باريس الأخيرة، كلها تمت على أيدي عصابات من المسلمين الوهابيين خرجي مساجد ومدارس ممولة من قبل السعودية وقطر. ومع ذلك تحاول الحكومات الغربية إيجاد المبررات السخيفة الواهية لتبرئة ساحة هاتين الدولتين الشريرتين، بل و تختلق لها مبررات محلية مثل تهميش السنة في العراق وسوريا، وصراع فارسي –عربي...الخ. لقد حان الوقت لشعوب الدول الغربية أن تواجه حكوماتها المتواطئة مع السعودية وقطر أن تقول لها كفى جشعاً (enough is enough).

السعودية  تدعم الإرهاب بالسر، وفي نفس الوقت تدفع مائة مليون دولار لقسم مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة للدعاية والإعلام، وهي  التي تنتهك أبسط حقوق الإنسان ضد شعبها، ولكنها تترأس منظمة حقوق الإنسان في المنظمة الدولية. السعودية تمنع دخول أي كتاب مقدس من كتب الأديان الأخرى وتصادرها في مطاراتها من المسافرين وتعاملها كمجلات البورنو، ولكنها تصرف ملاين الدولارات على عقد مؤتمرات التعايش بين الأديان والمذاهب لذر الرماد في العيون.

السعودية استولت على أكثر من 70% من الإعلام العربي لتضليل العرب، ونشر الفتن الطائفية وتدمير العقول. وها هو وزير خارجيتها يصرح بكل وقاحة و صفاقة أن غرضهم عزل الشيعة عن العالم، علماً بأن الشيعة يشكلون نحو 20% من الشعب السعودي. ألا يعتبر هذا التصريح دعوة للفاشية وانتهاك لحقوق الإنسان والمواطنة؟ هذه الحقائق باتت معروفة للجميع، ومع ذلك يتم التغاضي عنها لا لشيء إلا لأن السعودية تمتلك أموالاً هائلة تستطيع بها شراء أقلام المرتزقة من الإعلاميين والكتبة وسكوت الحكومات عن جرائمها ضد الإنسانية.
إن ما جرى في باريس مساء 13/11/2015، من أحداث مأساوية كارثية لدليل ساطع آخر على أن الإرهاب الإسلامي الوهابي المدعوم من السعودية وقطر يهدد العالم كله، وسوف تستمر في تهديدها للحضارة البشرية وما انتجته من ديمقراطية وقيم إنسانية، ما لم تتخذ الحكومات الغربية الاجراءات التالية:
1- على الحكومات الغربية، وبالأخص أمريكا وبريطانيا وفرنسا، أن توحد جهودها مع جميع الدول التي تحارب الإرهاب بجدية مثل العراق، وسوريا، وإيران وروسيا، والكف عن نغمة إسقاط بشار الأسد، فإسقاط بشار شأن داخلي يخص الشعب السوري وحده وليس من شأن أية جهة أخرى.  
2- يجب إدراج العقيدة الوهابية ضمن قائمة العقائد الفاشية والنازية والبعثية، والعنصرية، والطائفية، المعادية للإنسانية والحضارة البشرية، والعمل على اجتثاثها من المجتمعات بكل الوسائل المتاحة. 
3- يجب محاسبة السعودية و قطر وكل حكومة أو جماعة أو أفراد على دعمهم للعصابات الإرهابية وتحت أي مسمى كان مثل القاعدة، وداعش، وجبهة النصرة، وأحرار الشام، والنقشبندية، وجيش محمد، وطالبان وبكو حرام، ومحاكم الشباب، ولشكر طيبة... وغيرها كثير. هذه العصابات كلها وبدون استثناء مدعومة مالياً وعسكرياً وإعلامياً من السعودية وتدين بالوهابية التكفيرية.
4- يجب وضع جميع المساجد في الغرب، الممولة من قبل السعودية وغيرها من الدول الخليجية تحت المراقبة، ومحاسبة كل من ينشر التطرف والتمييز العنصري والديني والطائفي.
5- يجب على الحكومات الغربية أن تجعل سلامة وأمن شعوبها فوق كل شيء، وفوق صفقات السلاح مع الدول الخليجية التي تستخدم أموالها لفرض بدواتها وقيمها البدوية المتخلفة على المجتمعات الغربية المتحضرة.

خلاصة القول
 أكاد أجزم أنه لولا  الدعم السعودي لأحزاب الإسلام السياسي والمنظمات الإرهابية، ونشر التطرف الديني الوهابي، لما كان العالم يواجه اليوم هذا الخطر الداهم. وعليه يجب على الحكومات الغربية فرض الضغوط على السعودية لوقف الدعم المالي لنشر التطرف الديني والإسلام السياسي.

كذلك على الجاليات الإسلامية في الغرب أن تقوم بمسؤولياتها واتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذا الجنون، فصبر الغرب محدود، و سيؤدي في المستقبل القريب إلى انفجار الوضع، وفوز الأحزاب اليمينية المتطرفة، مثل النازية والفاشية لتستلم السلطة مثلما حصل في النصف الأول من القرن العشرين، ويحصل للمسلمين في الغرب كما حصل ليهود أوربا من محارق الإبادة، وفي هذه المرة يكون العرب والمسلمون المقيمون في الغرب هم حطباً لمحارق الهولوكوست القادمة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70242
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18