• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : اخلعوا من ارواحكم صورتي .
                          • الكاتب : ايليا امامي .

اخلعوا من ارواحكم صورتي

كانوا كثيرين ..
كثيرون جداً ..
قالوا .. سنذهب معك
سار .. وخلفه أقدامهم مسرعةً
تشق رمال الأماني .. نحو أرض السواد
أو كسفنٍ تحلم بالوصول .. الى ضفةٍ أفضل .. 
وفي منتصف طريق الدنيا الفانية
وقفت الحقيقة على مرتفع من الكرامة ..
وكلمت الأجيال : خط الموت على ولد آدم ..
موت ؟!!! .. ماذا يقول هذا الرجل
دعوني أكمل .. ياعباد ربٍ لا أعرفه
ألا ومن كان باذلاً فينا مهجته .. موطناً على لقاء الله نفسه
فليرحل معي .. فإني راحلٌ مصبحاً إن شاء الله
وهكذا تدحرجت الدراهم والدنانير .. مبتعدةً عن الأشلاء المقطعة .
هو .. أدار ظهره راحلاً الى مصيره .. كخط القلادة على جيد الشرف
 يسير ... والمنايا تسير به .. الى كرب وبلاء
ماهذا .. أيكم لم يسمع خطابي أيها السائرون خلفي
سبعون مجنوناً .. لا تفقهون لغة هذه الدنيا
ماذا تريدون ؟!! ألا ترون الناس قد إنفضت عن الموت ورحلت الى الحياة
إليس لديكم مستقبل أيامٍ .. فجئتم لتدفنوا قلوبكم في رمال نينوى !!
لماذا لاتفهمون معنى .. أن ينال الإنسان سعادته بحياة مرفهة ناعمة
أيها الموتى في مدن اللهو الصاخب .. ألا تحسنون فن العيش بين الغواني ؟!!
هذا ليل العراق قد غشيكم .. فإتخذوه مركباً .. في رحلة هجرتكم
وإتركوني مع هؤلاء القوم .. فأنا غايتهم ومطلبهم
ألا تشمون رائحة الموت في أزقة هذه الأرض ؟؟
ألا ترون حبال اليأس تحيط بكل الكل ؟!
ألا تسمعون قهقهات الفاسدين .. من حول معسكرنا ؟!!
هيا إتركوا لهم هذه الوديان المقفرة .. وإرحلوا عنها 
أي حفرة رميتم نفسكم فيها .. وتريدون البقاء أيها السكارى
أخرجوا .. فربما لكلمة ( العالم ) معنى .. لن تجدوه هنا ..
وما بها زينب ؟؟
مابكم أيها المجانين .. زينب لها كفيلها .. عليكم بأنفسكم
خدر بنات فاطمة .. خلف جبل من الغيره يسد عنه عيون الشمس 
ها هو ..  حشد من الصولات .. كأنها لأبيه الكرار
و حين ينزف عيوناً وكفوفاً .. لن ينادي أحداً سوى .. أخي
أما أنا ..
فعندما أنادي واقلة ناصراه .. فإخلعوا من أرواحكم صورتي ..
وسدوا آذانكم جيداً عن صوتي .. إضغطوها بكل قوتكم
أعرف ..
أعرف أنكم ستتذكرونني .. هناك خلف بحار الهدوء
هدوء حيث لاحسين ولايزيد .. ولاصراع ولاصداع ..
ولكن لا عليكم .. لن تسمعوا واعيتي .. فلا جهنم تنتظركم .
أما جهنم الحسرات .. فأطفؤوها  بسكرةٍ
بين  الخضرة والماء .. والوجه الحسن 
هيا أرحلوا .. وليأخذ كل واحد منكم بيد برعم .. أعددته لنصرة القادم من بعيد
خذوهم معكم .. ولكن لاتطعموه للأمواج .. مادمتم أخذتموه من حضن الإمامة
خذوه .. والقادم سيتدبر أمره .. ومرارة الغياب يحملها وحده . 
هيا .. حان الوقت
أصبحت السماء أكثر وحشة في هذا العراق
فلا بد من الرحيل .
قلت عنكم .. مجانين .. موتى .. سكارى .. ولهذا
عندما يصبح صباح العاشر .. وأجلس بين خيام الغربة أنادي هل من ناصر
فلن أعني منكم أحداً ..
وهكذا كان .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70692
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19