يكثر الحديث هذه الأيام عن بحث الكونغرس الأمريكي مسألة اقلمة العراق وفق الطريقة التي اقترحها ذات يوم نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ولاقت رفضا واستهجانا من مختلف شرائح المجتمع العراقي شكّل تفجير القبة الذهبية لضريح الامام الهادي (عليه السلام) عام 2006 نقطة حاسمة في تاريخ العراق الحديث، اذ ابرزت بوضوح صارخ توجهات البعض من دعاة فك التعايش السلمي بين اخوة واقارب وجيران واصدقاء ليبدأ عصر جديد في عمر العراق يتناحر فيه الجميع من اجل المناصب تارة والامتيازات تارة اخرى او المذهبية والمناطقية في ثالثة..
ليس عيبا ولا عارا ان يطالب من يشعر بالظلم والهوان بالأقاليم وان يسود مبدأ التعايش السلمي ما بين الاقاليم المزعومة حالنا كحال الدول التي تسود فيها الفيدرالية، وتتمتع برخاء وعيش رغيد بلا أي مزايدات او مزاعم وحدوية بدل هذا العنف المتبادل ونهر الدماء الجاري.
قد يتصور البعض ان مثل هكذا دعوات تترجى اقصاء مكون على حساب اخر او دق اسفين لشق وحدة الصف كما يقال، الا اننا نرى ان هذه الدعوة العقلائية انما تنم عن بعد نظر واناة وحلم ليجد المواطن متنفسه في بقعته الجغرافية المحدودة بلا ادنى شك او وجل من سيارة مفخخة وسلاح كاتم يعترض حياته.
ثم الى متى نظل متعكزين على وهم التلاحم الاجتماعي والتعايش السلمي وابنائنا واخواننا يذّبحون في كل يوم ودعوات التهدئة وضبط النفس بدأت لا تجدي نفعا امام طائل القتل على الهوية والتهجير القسري.
انها دعوة جريئة لضرب هذا التعايش المصلحي الذي لم ينفع احدنا في يوم سابقا ولن ينفعنا لاحقا، دعونا نفض الشراكة ما دام احدنا يسرق ولا يراعي حقوق الاخر فقد مللنا احتيالكم..