عندما يقف السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي على الملأ ويقلل من خطر "داعش" وكأنه أكذوبة أو خدعة أو عندما يبرأ من يؤيه ويدخله للبلد ويحميه.. فإن الأمر يستلزم مراجعة وتمحيص تارة لاستدراك الأخطاء أن وجدت وأخرى لاستكناه مكامن ضعف أو قوة هكذا مواقف..
وهنا لا يمكننا بأي صورة من الصور أن نقبل أن داعش أكذوبة بل واقعا عشناه ولا زلنا فالعصابات الموجودة في الموصل وجريمة سبايكر والحرب الضروس في ديالى وتكريت والأنبار والموصل، هذا فضلا عن الفيديوهات والصور التي تكشف قوة واستراتيجية التنظيم التي اكتشفنا بفعل الفساد المالي والإداري الذي نخر مؤسسات الحكومة أنه اقوى في العديد من المواجهات واستمكن من محاصرة وقتل وتهجير و و و .. إذن فلا داعش أكذوبة ولا هو خدعة.
ودعونا هنا نفترض ان السنة تورطوا بداعش ولان مناطقهم خاصرة رخوة أمنيا نفذ منها التنظيم واستمكن.. هنا يطرح التساؤل الهام لماذا عندما سرق البعض وهو سلوك إجرامي يحدث في كل مكان فلا تقولوا لي أن العراق يشهد حالة مون الرخاء الاجتماعي والاقتصادي تجعل من مظاهر الجريمة تضمحل وتنتهي في مدننا وكلنا يعلم أن البعض تدنو أنفسهم لسرقة قناني الغاز والبعض الآخر أدنى وأوطأ فيتجرأ على سرقة منظمات هذه القناني التي لا يزيد سعرها عن 15 الف دينار.. فالسراق والحرامية موجودين في كل مكان في بغداد وتكريت وغيرها، ولا يمكن أن نجزم أن من سرق ثلاجات ودجاجات أهلنا في تكريت وبيجي ولاحقا الموصل هم فقط من اندس في الحشد الشعبي بل أنا متيقن أن مثل هذا السلوك مزروع في نفوس العراقيين بفعل السياسات الهوجاء وتراث النهب والسلب والفرهود الذي ورثناه..
لا شك أن لرئيس الوزراء والسياسيين اجمع غاية من استدراكه إذن والغاية كما قالوا تبرر الوسيلة، لكن أي غاية تلك التي تضعف معنويات الجيش العراقي وتمتص حماستهم التي ما كان لها أن تتزايد وتنمو إلا بفعل حماسة وقوة اخوانهم في الحشد الشعبي..
نعم، يا سياسيونا لقد انطلت عليكم لعبة سياسيي السنة وبكاءياتهم التي حذرناكم منها قبل حين ولا اقول هنا انكم تستجيبون لضغوط الأمريكان او الايرانيون لا! بل إنكم انخدعتم بدواعش السياسة وضعتم تحت وطأة دموعهم. |