• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هذا طبعك لو دلال .
                          • الكاتب : عباس العزاوي .

هذا طبعك لو دلال

ينتفض  الانسان الشرقي عندما ينعته الاخرون بالمتكبر ويعتبر ذلك منقصة لاتليق به وبشخصيته, لكن ان تنعته بالدكتاتور او بالشخصية المتسلطة  فان اعتراضه يتقلص بشكل ملحوظ ويكون اقرب للغج النسائي منه الى الاعتراض الرجولي الرافض, لانها مسميات اقترنت بالسلطة والقوة والمكانة الاجتماعية المرموقة لاسيما في بلدان العالم الثالث فان وقعها في النفس له نغمة مريحة ومنعشة للغريزة التسلطية لدى الانسان المقهور, فالتاريخ والبيئة يشتركان بشكل مباشر في تشكيل وبلورة العقل الجمعي ونمطية السلوك الاجتماعي والتركيبة النفسية للفرد حول طبيعة وامتيازات رجل السلطة ومكانته الاجتماعية.
 
التكبر والاعتداد بالنفس والفخر من الصفات الغالبة في سلوكيات الكثير من الشخصيات العراقية السياسية منها وغير السياسية, بل انعكس الامر ايضاً على الكثير من الشخصيات العلمية والثقافية  , فنجد مثلا من يعيب ويسخر من الاخرين  ويتهمهم بالجهل والغباء والامية  لانهم يختلفون معه في قراءة الاحداث او طرق معالجة المشاكل السياسية, كذلك نجد من يطالب باحراق شهاداته في ساحة التحرير لان من يقودون العراق حسب رأيه الشخصي لايمتلكون مايمتلك من مكانه علمية كبيرة وفريدة من نوعها!! وهو الوحيد القادر على ادارة البلاد بالشكل الصحيح ولديه القدر الفائقة على ادراك متطلبات الوضع الراهن.
 
 ومثال ذلك  نجد ان رئيس اكبر ائتلاف سياسي بعد ائتلاف دولة القانون , الدكتور اياد علاوي ولشعوره الواضح من خلال سلوكياته الغريبة بالامتيازعن الاخرين , نجده  لم يحضر اي جلسة من جلسات البرلمان في هذه الدورة او الدورة السابقة , بل كان في مقدمة قائمة المتغيبين عن جلسات البرلمان وان حضر يذهب الى مقهى البرلمان "الكفتيريا"  ليشرب القهوة مع الحليب كما تعود منذ شبابة في كلية الطب في بغداد لكن بدون مسدس يضعه على الطاولة لان حمايته تحمل اسلحة كافية مع كاتم الصوت... حتى انه لم يؤد اليمين الدستوري لحد الان!!
 
 أليس هذا السلوك ينم عن تكبر واضح واستخفاف سافر بالحكومة وبالبرلمان ؟
 
في الوليمة التي اقامها الرئيس جلال الطالباني في مقر اقامته في بداية ازمة تشكيل الحكومة الحالية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء , لم يحضر السيد علاوي لانه كان مرتبط بموعد مع الرئيس السوري بشار الاسد ـ حسب ادعائه ـ واعتذر عن الحضور رغم اننا نعرف انه ذهب للقاء السيد مقتدى الصدر اثناء زيارة الاخير الى سوريا, للتنسيق معه حول تشكيل الحكومة في حينها.. . واعتقاده  المسبق ـ  اي علاوي ـ بعدم جدوى اللقاءات مع السياسين الاخرين لان طموحه الشخصي كان اكبر مما يناقش اثناء الجلسات... والا كان بالامكان تاجيل لقاء القادة في حالة معرفة ظروف الدكتور المحترم اوالتنسيق معه قبل ابلاغ بقية رؤوساء الكتل بموعد اللقاء.
 
أليس هذا ايضا تعالي من سيادته وعدم احترام للقيادات السياسية الاخرى في البلاد ؟
 
الان وبعد نشوب ازمة  احداث ساحة التحرير وتمزيق صورالدكتور اياد علاوي مع الارهابي فراس الجبوري من قبل الجماهير الغاضبة وماترتب عليها من ردود افعال هستيرية  وتصريحات بعثية بامتياز من قبله والتي شحنت الاجواء السياسية من جديد بين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون , وجهت دعوة مرة اخرى من قبل الرئيس جلال  لقادة الكتل السياسية  للركون لطاولة الحوار الهادئ والبنّاء ولتقريب وجهات النظر بين الطرفين وحل فتيل الازمة عوضاً عن استعراض العضلات السياسية الفاشوشية من عمان عبر التصريحات الاعلامية الصاخبة والمراهنة على تأجيج الشارع العراقي ضد الحكومة الحالية وارباك عملها ....
 
ولكن مرة ثانية يعتذر السيد المبجل اياد علاوي عن الحضور !!  ووعد بارسال مندوب عنه والسبب كان تدهور حالته الصحية في لندن !! او اجراء(( فحوصات طبية للكتف الايسر والساق اليمنى التي تعرضت لاصابات سابقة اثر محاولة اغتياله على يد النظام السابق وبعض الارهابيين في اواخر السبعينات )) حسب حركة الوفاق الوطني ,التي كذبت خبر مرضه من جهة واغتنمت الفرصة من جهة اخرى لعرض معاناة زعيمها الكبير من الآلام التي رافقته لثلاثين سنة بسبب نضاله في سبيل الوطن.
 
لم يدّع  الرجل هذه المرة بانه على موعد هام مع الرئيس الفلاني او القائد العلاني , او انه بصدد عقد اجتماعات ولقاءات مهمة وحيويّة تصب في مصلحة العراق ومستقبل شعبه!!!  لان الرئيس السوري منشغل بالاضطرابات والتظاهرات التي تعم بعض محافظات سوريا.... والملك  السعودي عبد الله يعاني من انزلاق خضروفي جعله منحني طوال الوقت ولايصمد ساعة واحدة في الوقوف امام الضيوف لاسيما الثقلاء منهم .... وباقي اصدقاء علاوي من القادة والمسؤولين في دول الجوار والمحيط العربي ... اما مسجون او يحتضر او محاصر او هارب تطارده لعنات الفقراء من ابناء شعبه .... فلا عذر له عن التغيب هذه المرة الا بحجة المرض!! لاسيما والرجل شارف على السبعين!! ـ  وربما كان هذا السبب الرئيسي في اصراره على قيادة العراق قبل ان ... لاسامح الله!!! ـ   نسال الله ان يشافيه من اصابته النضالية ومن كل امراضه المستعصية الاخرى !!! ومنها التكبر والشعور بالعظمة!! حتى يتمكن من حضور اللقاءات المهمة وجلسات البرلمان التي ربما لاتليق بمكانته وتاريخه العظيمين !!! ـ ونحن نقدّر ذلك ـ  لكن نتمنى عليه ان يشارك في بناء الوطن الذي انحنى من اجل شعبه قبل ايام وتنازل عن استحقاقه (الانتخابي) في سبيله !!
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7091
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29