• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تصوير القران الكريم لسنة القتل في تأريخ البشرية (1) .
                          • الكاتب : حسن الجوادي .

تصوير القران الكريم لسنة القتل في تأريخ البشرية (1)

اولاً: الحرق
من ابشع الصور التي يتم بها قتل الانسان ان يحرق وهو حي وهذا ما فعلته البشرية ببعض افرادها مع ان الذين حرقوا كانوا اطهر من وجد على الارض واخص بذلك أهل الايمان والتقوى كالأولياء والانبياء العظام، لم يكن ذلك في مدة او زمن معين بل شهد يومنا اعادة تكرار ما فعله أهل الكفر يوم أمس وهذا يكشف دقة القران الكريم في تصوير الاحداث التاريخية وكشف العداء الدفين من قبل اصحاب الشيطان واعوانه تجاه المؤمنين والصلحاء من البشر.
 
1ـ القران الكريم يعطي لنا بعداً مهما في آياته حول سنة القتل التي يتعرض لها اهل الدين والايمان حيث ورد ذكر ذلك في آية قصة اصحاب الاخدود اذ تعد من ابشع الصور التي ذكرها القران الكريم في تعذيب المؤمنين وما حصل لهم في طوال التاريخ قال تعالى: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) ، فتعرض اهل الايمان في هذه الآية للحرق جزاء لإيمانهم مع انهم لم يكونوا من اصحاب القتل والفساد في الارض بل في اغلب الظروف نجد اهل الايمان الحقيقي لم تكن لهم سوى مساعدة العباد وبناء البلاد ونشوء الامن والامان بينهم فيسود عنصري المحبة والتسامح.
فتقرير القران لهذه الحالة وتسجيله لها جاء وفق اطار انهم نقموا منهم ووصلت بهم الحالة الى امتلاء اجوافهم حقداً وكرهاً لأهل الايمان، منشأ ذلك الحقد هو ايمان هؤلاء الثلة الصلبة من الناس، وكأن القران العزيز يعطي طريقاً للإنسان المؤمن في اختبار ايمانه ودرجة تحمله وصبره فان حصول الابتلاء امراً مؤكداً في مواجهة الظلمة يوماً ما، وانه معرض في هذه الدنيا لابتلاء عظيم على ايدي اشر الناس وافسقهم واظلمهم.
 
2ـ ما حصل للأنبياء العظام وابراهيم انموذجاً من حرق وتعذيب، قال تعالى: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)، فيسجل لنا القران العزيز موقف الظلمة واهل الفساد والبغي تجاه رسول رب العالمين فلم يشفي غليلهم حقدهم وظلمهم له وانما راحوا يفكرون بالادهى والاقوى فكانت النار خيارهم والشيطان امامهم ولم يكن من نبي الله تعالى الا ان يستجيب للقدر دون ان يتزعزع قيد رأس ابرة ولا هم بذلك ابداً.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=71118
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19