• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل أصبح العراق فريسة ؟ .
                          • الكاتب : علي الزاغيني .

هل أصبح العراق فريسة ؟

 ما يمر به العراق في الوقت الراهن  من أزمات واعتداءات خارجية ومؤامرات داخلية تجعله في موقف  لا يحسد  عليه  لا سيما بعد  أن لاحظ الجميع مدى هشاشة حكومتنا وانصياعها لرغبات الأحزاب والكتل السياسية على حساب العراق ووحدته وهذا بالحقيقة يذكرنا بحكاية  ذلك الرجل المسن الذي جمع أبنائه واعطى لكل منهم عصا ليكسروها فكسروها  دون عناء وبعدها أعطاهم مجموعة العصي مربوطة بقوة ليكسروها ولكنهم فشلوا بكسرها وقال لهم متى  تفرقتم أصبحتم كهذه العصي تتكسر بسهولة ولكن متى ما كنتم حزمة واحدة صعب على عدوكم اختراقكم وكسركم , يجب ان يأخذ الساسة او من يقودون العراق من هذه الحكاية  حكمة لهم وينظرون الى ما ألت أليه الأمور من تدخلات وانتهاك لسيادة العراق وخصوصا بعد توغل قوات تركية الى شمال العراق دون علم او اتفاق مع الحكومة المركزية وهذا بحد ذاته توغل وانتهاك سافر لحرمة الأراضي العراقية .
لماذا التدخل التركي في العراق ومن أجاز لها التدخل ومحاولة فرض وجودها بالقوة بذرائع شتى ولكن هذا لا يجيز لها ان تحرك قوات عسكرية مهما كان حجمها وغايتها دون موافقة الحكومة المركزية لأنه انتهاك صارخ لسيادة العراق وهذا ما يرفضه  الجميع مهما كان انتمائه الوطني , هل سيبقى الحل سياسيا ام سيتطور الأمر الى صراع سياسي سياسي ام سياسيا من جانب العراق فقط  وتبقى تركيا على موقفها وتختلق الأعذار لبقاء قواتها في شمال العراق وتغلق كل الأبواب أمام حل سياسي لتبرز عضلاتها وهي التي تواجه أزمة سياسية من جانب وعسكرية من جانب مع روسيا بعد إسقاط الطائرة الروسية وقد يتطور الأمر  الى اكثر من الحرب الإعلامية .
في كل دول العالم عند يتعرض البلد لأي أزمة أو اعتداء خارجي نجد الجميع يقف صفا واحدا في مواجهة الخطر ويتركون الخلافات جانبا من اجل الوطن ومصلحته لأنه فوق كل اعتبار وفوق كل مصلحة ولكن للأسف نجد الأحزاب ورجالها  في صراع مستمر والعراق يتعرض  لاعتداءات خارجية ومؤامرات دولية وهذا الاعتداء قد استنزف الكثير من الموارد والطاقات ودماء الشباب العراقي الذي لازال يدافع  بإيمان وإخلاص عن العراق وأرضه , التدخل التركي في شمال العراق هو احتلال واعتداء على سيادة العراق ولكن للأسف لم نجد موقف موحد إزاء هذا الاعتداء ونجد التصريحات متباينة ولكنها لم تقدم حلاً  مناسبا او وقفة وطنية ترعب الأتراك وتجعلهم يسحبون قواتهم ويقدمون اعتذارا رسميا للشعب العراقي على ما أقدموا عليه ولكنهم وجدوا حكومة ضعيفة وبرلمان منقسم على نفسه يغلب مصلحته على مصلحة العراق ورغم مرور فترة ليست بالقصيرة الا ان القوات التركية لا تزال متواجدة تحت أعذار شتى وهذا يدعونا الى وقفة اكثر حزما بمحاربة تركيا  اقتصاديا قبل ان تكون المعركة عسكرية بمقاطعة تركيا تجاريا ومنع استيراد البضائع التركية ومقاطعة الشركات التركية حتى يكون للاقتصاد دور مهم بالضغط على الحكومة التركية لسحب قواتها وعدم تكرار تلك الاعتداءات في  المستقبل .
الحديث عن معركة لطرد القوات التركية قد يبدو حل عند البعض  اذا فشلت كل المحاولات الدبلوماسية ولكن هل نحن باستطاعتنا ان نحارب على اكثر من جبهة ولاسيما نحن نحارب الإرهاب الداعشي  بعد احتلاله لعدد من المدن , الجيش العراقي من أقوى الجيوش في العالم وقد خاض حروب عديدة ويشهد له التاريخ بذلك ورغم تغير الأنظمة لم يتغير الجيش وبقى يدافع عن العراق بعيدا عن المسميات رغم بعض الانتكاسات التي حدثت مؤخرا  الا انه يبقى وطنيا وكان له الدور الكبير مع الحشد الشعبي  البطل في التصدي للإرهاب ودحره وهذا بحد  ذاته يغيض الأعداء  والبعض من الأصدقاء والمشاركين بالعملية السياسية لان انتصارات الجيش والحشد الشعبي ليس  بصالحهم .
السبب الرئيسي لطمع الدول بالعراق ومحاولتهم بتقسيمه هو عدم الاتفاق السياسي بين الأطراف المشاركة بالحكومة ومحاولاتها السيطرة وفرض نفوذها وعدم وضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار لذا نجد كل حزب او قومية لها تبحث عن مصالحها وتستنجد او تستند على قوة خارجية تحميها وتحمي مصالحها وهذا ما وضع العراق في موقف لا يحسد عليه وجعله محط أطماع كل من هب ودب وهذا يتطلب وقفة حازمة وقرار حازم من الحكومة  من اجل سيادة العراق وتضع النقاط على الحروف وان تقوم بردع كل من تسول له نفسه بالمساس بسيادة العراق وأمنه .
واخيرا القوات الايطالية التي وصلت الى سد الموصل هي احدى الاعتداءات التي يجب عدم السكوت عنها ومعرفة  السبب الحقيقي لتواجدها وعدم الاستهانة بها قبل ان نجد قوات اخرى في مدينة عراقية اخرى  بحجة حماية  مصالحها .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=71713
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28