بين اليوم العالمي للغة الأم ومسؤولية الحفاظ على اللغة الأم (بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم )_بقلم : عمر الوزيري
في كل عام ونحن نحتفي باليوم الذي أعدته منظمة اليونيسكو والذي يعرف بـ"اليوم العالمي للغة الأم" الذي أعلنته هذه المنظمة في مؤتمرها العام في شهر نوفمبر- تشرين الثاني من عام 1999، عملاً بموقفها الداعي للدفاع عن التنوع الثقافي وتعدد اللغات في العالم .
وهنالك يوم يُعرف بيوم اللغة العربية تحتفل البلدان العربية به كيوم للغة الضاد في 18 كانون الأول – ديسمبر من كل عام ، علاوة على ذلك خصصت الأمم المتحدة يوم 18 ديسمبر من كل عام يوما للغة العربية، حيث يتزامن هذا اليوم صدور قرار الجمعية العامة رقم (د-28) بتاريخ 18 ديسمبر 1973، بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، لتكون إحدى اللغات الست المستخدمة في المنظمة الدولية وأصبح الإهتمام باللغة العربية من قبل الدول الأجنبية يأخذ منحى أخر وبازدياد مضطرد خاصة بعد الحادي عشر من ايلول – سبتمبرعام 2001 وهذا الاهتمام يأتي من قبل الجامعات و وزارات الخارجية الغربية سعياً لمعرفة الشخصية العربية ومكنونات هذه الشخصية التي لا شك أنها مخبئة خلف الموروث اللغوي للإنسان العربي ورأينا إزدياداً ملحوظاً على طلاب اللغة العربية في جامعات القاهرة وبيروت ودمشق في الحقبة السابقة واليوم وبعد أن ثار الشعب العربي عن بكرة أبيه على أنظمته في ثورات شعبية غير مؤدلجة بآيدولوجية قومية أو مذهبية بل تركزت على مفاهيم الديمقراطية والحرية نرى إهتماماً مسعوراً على معرفة منطقتنا ويتمثل ذلك بمعرفة الللغة العربية التي تسود عموم الشرق الاوسط والعالم الإسلامي بعد كل هذا نلاحظ عدم إكتراث وإهمالاً ملحوظاً في اللغة العربية من قبل الناطقين بهذه اللغة والذي يثير الإستغراب وجود بعض الدعوات التي تصدرمن قبل بعض الكتاب الذين يؤيدون قمع اللغة العربية من خلال التركيز على اللهجات في البلدان العربية ونحن نعرف أنه لو لم تتم عملية جراحية في اللهجات نحو زرع كلمات فصحى ستتحول اللهجات الى لغات وتتعرض نتيجة ذلك لغتنا الى موت تدريجي وبطئ يهدد من وراءه بقاء التراث العربي ومن وراءه الاسلامي , السبب الأخر الذي يفترض أن يقوم به العاملون في ورشات اللغة العربية (المجامع العلمية العربية )هو البحث عن مناهج تدريسية واضحة في المدارس والجامعات تهتم بتعليم اللغة العربية المبسطة للطلاب والمضي قدماً في تحويل اللغة العربية الى لغة عصرية حيوية يمكن استخدامها في العلوم والتقنية الحديثة لكي لا تنقض عليها لغة أجنبية أخرى وخوفنا من المشروع الذي يكمن في ظاهرة التغريب اللغوي الذي يبعث على القلق حيث هذا الامر من شأنه أن يقطّع الحبال بيننا وبين تراثنا وحضارتنا القديمة .
للخروج من هذا المأزق يجب وضع ألية للمناهج العلمية التدريسية في المدارس والجامعات ووضع خارطة طريق نحو اجتيازالمأزق العلمي الراهن للغة عبر رفع كفاءة المجامع علمياً وتقنياً ويأتى ذلك عبر رفع مستوى المجامع العلمية من خلال ثورة المفردات والمصطلحات وتقنين وحدوية المجامع العلمية في جميع الأقطار العربية واستخدام الشبكة العنكبوتية والقنوات المتلفزة الخاصة بنشر وتعليم اللغة العربية حيث هنالك الكثير من العرب داخل الوطن العربي وخاصة خارج هذا الوطن يعانون من انعدام مناهج التعليم وهم يتعرضون إما للتفريس أو ما شابه ذلك حيث أنهم بحاجة الى مثل هذه المناهج التطبيقية لأنهم يرون بأم أعينهم انقراض لغتهم الأم وأن الجيل القادم بات غريب عن لغة أجداده ، إذاً علينا أن نتضافر في الهمم لهذا الغرض .
واستناداً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان فإن الغة والحفاظ عليها تندرج في مواد هذا الإعلان الذي يحتم على الحكومات ليس فقط إحترام ماجاء فيه وإنما العمل على تلبية متطلبات الشعوب في مجال الحفاظ على لغتهم وهي إحدى أهم الحقوق لأبناء البشرية فما بالك تلك الدول وهي تقمع استخدام اللغة الأم .
العلاقات والاعلام
دائرة العلاقات الثقافية العامة
18/ كانون الاول 2015 |