• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العمامة ليست عاهرة .
                          • الكاتب : جمال العسكري .

العمامة ليست عاهرة

"سأنتخب عاهرة"، عنوان لمقال قرأته قبل يومين، عقد فيه كاتبه في فقرته الإولى مقارنة، بين مومس عاهرة تبتاع اللذة وبين رجل دين معمم!!.

وفي فقرة لاحقة، اوعز فيه اسباب الخراب والدمار الذي لحق بالعالم،الى العلماء، وأثبت أن ماحصل ويحصل من فساد وخراب في هذا الكون، ماهو إلا نتاج لفتاوى رجال الدين!.

وفي فقرته الأخيرة،اختار صاحب المقال، من مجلس النواب العراقي نائبا معمما، وعكس سلوكه على عموم الشعب، ثم افترض مجموعة من النتائج ،بعد مقارنة، أقل مايقال عنها بأنها مقارنة غريبة.

   قراءة نقدية بسيطة، لهذا المقال البسيط، يمكن ان تعطينا مجموعة من الملاحظات، التي نستطيع من خلالها، محاكمة هذا المقال.

   الملاحظة اﻹولى، عائمية المقال، اذأن المقال يفتقد الى الحقيقة التي يستند عليها، وتناول رجال الدين من خلال تصرفات فردية، من هنا وهناك، لاتمثل هذه السلوكيات حقيقة وجوهر رجال الدين، فضلا عن انه انتقد العمامة بصفة عامة،والمفترض ان يوجه نقده عمن هو طارئ عليها؛ لأن العمامة علامة مضيئة في تأريخ اﻻنسانية.

   الملاحظة الثانية، تتمثل بالعمومية المغلوطة،لأن الكاتب، اورد تصرفات شاذة وحاول ان ينتزع منها حكما عاما، وهذا الخطأ خطأ منهجي، لايليق بكاتب ان يقع فيه؛ فتصرفات النائب المعمم الشاذه، ليست هي القاعدةالمضطردة، التي يسوغ لنا تعميمها والإستناد عليها واﻹمتثال لها.

   الملاحظة اﻹخيرة، تتجسد بالمغالطة التي وقع فيها الكاتب، والتي اراد ان يسوقها من خلال مقاله، وهي ان هناك عاهرة عادلة! ولاأدري كيف لمن لم تحافظ على اعز ماتملك! ان تقاوم مغريات الدولة وملذاتها،وتحافظ على مالاتملك مما يقع تحت ايديها مما لاتملك من المال العام!!!.

   حينما تتزلزل العقيدة، ويفقد الكاتب ثقته بمصادر معرفته وعقيدته، تتوفر لنا مقالات من هذا الطراز، وموضوعات من هذا النوع.

   الإسلام حضارة وعقيدة، وعلماء الدين الراشدين،هم حفظة الدين، والقائمين على بيان احكامه، فلاينبغي النظر اليهم من الزاوية الضيقة،لنعمم احكاما جزافية، لم ينزل الله بها من سلطان، بل يجب الإنطلاق من المجال الرحب لعظمة الإسلام، وبيان اسرار رسالته، وقدرته على ادارة العالم، ماأن توفرت العقيدة الراسخة لدى ابنائه،وقبول التحدي العالمي.

    ان مجرد عقد مقارنة بين تاج الإسلام العمامة، وبين عاهرة شاذه، يعد مثلبة لتأريخنا وحضارتنا،فضلا عن ايماننا بديننا، اﻹنجرار الى تلك المساحات، واﻹنزياح عن معالم اسلامنا، لايعدو كونه هزيمة لنا وإنتصار لإعدائنا،والسلام




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=72084
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 11