• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في معنى التعقل والتعلق عن بروفسور M الحلقة (2) .
                          • الكاتب : عقيل العبود .

في معنى التعقل والتعلق عن بروفسور M الحلقة (2)

القيمة الحقيقية للافكار تعتمد على عاملين؛ الاول درجة التأثير، بمعنى قدرة الأفكار على التغيير والثاني، درجة التأثر، بمعنى تأثر الجمهور واستعداده للانصات، والتفاعل مع ما تريد قوله، فان لم يجتمعا، فان مساحة التعلق بالمخاطب، أي المتلقي ستكون ضئيلة، ما يجعل الخطيب، اوالمرشد يبتعد بخط مساره عن هذا النوع اوذاك، من المتلقين.  

 

وانت تبحث في مساحة تعقلك، تعلقك بالاشياء سيكون بناء على منطق هذا، اوذاك المستوى من العلاقة، بمعنى انك وانت تهيء نفسك لإعداد خطبة او محاضرة امام جمع من العامة، ممن لا يدركون قيمة الوقت الذي استغرقته، واستغرقك، ولا يدركون اهمية أفكارك، ستلقي بأفكارك، كما لو ألقيت بذورا في ارض لا ينبت فيها زرع. 

 

ولذلك بعد حين، سيكون مقدار تعلقك على قدر هذه المساحة، اوتلك من التعقل؛ والتعقل هنا في هذا المدخل، انما يراد به، تقييم علاقة العقل مع الجمهور، قياسها، على ضوء توافق مشاعرك مع افكار ومشاعر من يستمع إليك.

 

فان تبين لك ان قيمة وجودك، لم يتم استخدامها، او استثمارها، بما يتطابق وميزان مقدارها المنصف، اواستحقاقها الحقيقي، فانك سوف لم تنل ما تصبو اليه.

 

كما لو ان طالبا يجيب على أسئلة الامتحان بشكل دقيق، لكنه لم ينل الدرجة التي يبتغيها، وهذا يعد هدرا للوقت، وللابداع بالنسبة للطالب، حيث لم يعد هنالك قيمة للوقت الذي أمضاه في خدمة الامتحان.

 

هنا أودّ الاشارة الى ان هنالك مجموعة أقيام؛ حيث قيمة للوقت، وقيمة للفرد، وقيمة للمجتمع، وقيمة للعلم، وقيمة للكرامة، وقيمة للمشاعر، وهكذا باعتبار ان الحياة لا يقاس الانسان فيها، بقيمة واحدة، بل انه يتمثل فيها او يتجسد ثمنه فيها، وفقا الى مجموعة أقيام.

 

المعنى انك وانت تمارس علاقتك الوظيفية، اوالاخلاقية، اوالمعرفية، لإرشاد الاخرين سواء من خلال محاضرة، او كلمة، ستدرك بعد حين، ان وقتا ثمينا كان قد فقدته، سواء فيما يتعلق بتحضير المادة التي القيتها، اوفيما يتعلق بالوقت الذي استغرقك بكل أحاسيسك ومشاعرك، لإرشاد من تريد به لان يتجاوب او يتفاعل مع اهمية ما طرحت، هذا ناهيك عن التجربة التي طوال حفنة من السنين متراكمة استغرقتك، لتكتسب هذا القدر من العلم والمعرفة.

 

والمفارقة هو انك، احيانا وانت تتعامل مع من ينتظرون كلاما، او حكمة ما، بغض النظر عن مستوياتهم العمرية والذهنية؛ اقول العمرية للإشارة الى اجيال من الشباب المتلهفين للعلم، وأقول الذهنية للإشارة الى مجموعة من اصحاب العاهات، بما يسمى ال disable، من الصم والبكم، باعتبار ان هؤلاء تتعامل معهم وفقا لما يسمى بلغة الإشارات، هؤلاء كونك وانت تبذل جهدك للتعامل معهم، كمرشد، اوطبيب، ستجد ان لوقتك وأفكارك ثمنا له قيمة شعورية هائلة عندك، خاصة وانت ترى ثمار ما زرعت وفقا لمعادلة هذا الكم اوذاك من التفاعل والتغيير.

 

وخلاصة الكلام ان تعلقك بهذا المكان، اوذاك؛ بهذا الصنف من الجمهور، اوذاك، يعتمد على مستويين من التلازم؛ أولها، حجم أفكارك التي استحضرتها لأداء المحاضرة، وثانيها مساحة الإصغاء المرتبطة مع درجة التأثير، فان لم تشعر بان هنالك مقدارا ما من التغيير في عقول هذا النفر اوذاك، سوف تبتعد المسافة عنك، بمعنى ان تعقلك الذي هو عبارة عن مشاعرك وأفكارك، سوف يقودك صوب مجموعة اخرى من الجمهور، يكاد ان يتفاعل ويصغي الى ما تريد، وهذا الصنف من الناس، هو الذي يمنحك قلادة الابداع، ويجعلك سعيدا، باعتباره متلهفا مدركا، منفعلا، متفاعلا، مسترشدا بافكارك. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=72094
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19