• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بين أبي....... وصدام ....ألم لن ينقطع .
                          • الكاتب : غزوان العيساوي .

بين أبي....... وصدام ....ألم لن ينقطع

في السادسة من عمري سنة 1983 دخلت المدرسة في الصف الأول الابتدائي الشعبة (ج) هناك مشكلة في الصف بين الطلاب أتى مدير المدرسة ليبلغ جميع الطلاب عليهم في اليوم التالي إحضار أولياء أمورهم , عدت إلى البيت استقبلتني والدتي كعادتها مجهزة الطعام وقبل أن آكل قلت لها بابتسامة أين أبي؟ أريده غدا يذهب معي إلى المدرسة ... هنا حدث سكوت طويل أنا لم افهمه من والدتي أكملت طعامي وذهبت للعب مع أبناء عمي الذي كنا نعيش معهم في بيت واحد.
لم أرى والدتي الذي كنت قد تعودت بين فترة وأخرى تأتي لترى ماذا نلعب استغربت الحالة .. انتهى اللعب أتيت إلى الغرفة التي كنا نسكن فيها والدتي وأخي وأختي.
عدت السؤال مره أخرى على والدتي : أين أبي ليذهب معي غدا إلى المدرسة ؟ أجابتني والدتي أجابتني ولكن بدموع نزلت أحسست حرارتها وكأنها خرجت من القلب لا من العين ..
كنت صغيرا أحب أن العب وألهو لا اعرف معنى الحزن والبكاء . تقربت من والدتي لماذا تبكين لم تجبني ..
هنا أحسست بشئ مفقود أحسست بان الحياة متعبة وان الزمن ألقى بظلمه علينا , أخي الذي يفوقني بسنة وأختي كذلك نزلت دموعهم .. وأنا مستغرب أنا لم اقل شئ في خطأ حتى يفعلون هذا الشئ أنا أردت حقي أردت أبي يذهب معي ..
انتهت الساعات وانزل الليل ستاره ونظراتي لم تفارق والدتي , اقتربت مني لتمتم لي بكلمات أباك يا ولدي قد سافر ولا يعود غدا لان سفره طويل , قلت لها كيف وغدا ابلغنا المدير أن يأتي إلى المدرسة , قالت أنا اذهب معك .
وبالفعل في الصباح ألبستني ملابس المدرسة ورتبت كتبي وخرجت معها فرحا وصلنا إلى المدرسة دخلنا وجدت أصدقائي وآبائهم معهم دخلنا غرفة المدير سلمنا عليه , قالت له والدتي :أنا والدة الطالب غزوان .قال لها: أين أباه سكتت والدتي قليلا .وقالت له انه قد سافر فقال: لها عندما يعود ابلغيه ليأتي للمدرسة .
لم أرى يوما من الأيام تلك النظرة من والدتي عندما رمقتني بها شعرت باليتم والأنين شعرت وكأني مكسور الجناح استفزتني تلك النظرة لأودع ضحكتي وفرحتي معا .
وقالت والدتي اذهب يا ابني إلى الصف أريد أن اكلم المدير ,خرجت من غرفته ووقفت خلف الباب لأسمع ما تقول .. أول شئ قامت به والدتي هو البكاء فقالت له: أستاذ أن أباه متوفي ولا يعلم بالأمر لأننا قلنا له انه قد سافر ,فقال لها المدير نعم تفهمت الموضوع ,قبل أن تخرج والدتي ركضت إلى ساحة المدرسة حتى لا تراني والدتي .
عدت إلى البيت جلست بدون طعام صغرت بعيني الدنيا وكبر ألمي نظراتي إلى والدتي تغيرت من الإحساس إلى الشفقة .
سألتها أمي أجيبيني هل والدي قد توفي ,
اعتنقتني وضمتني إلى صدرها الحنون الذي تعلمت أن استمد قوتي من دفئ ذلك الحنان, وقالت لي يا بني أن أباك ذهب من اجل أن تعيشوا انتم ,يا ولدي أن أباك لم يمت بل هو شهيد هذا الوطن ,عمل على أن يكون هناك كرامة وعزة وشرف للجميع في بلد كثرة فيه الذئاب .
يا ولدي سيأتي اليوم وتفتخر به لأنه ذهب إلى الشهادة ليرسم خط الألم على قلبي, يا ولدي أنت اليوم ليس وحيدا بل يوجد رب رحيم هو من يرعاك .
أمي حبيبتي ماذا تقولين كيف استشهد وأين ولماذا ؟ أمي لم أودعه ولم يودعني ؟
والدتي تجيبني بدموع غزيرة بدون كلمات وبين فترة وأخرى اكرر الأمر وتتكرر الدموع علي , علمت إني بألم وحسرة وحرارة لا تبرد حتى أن سقط الصنم وسقط معه الظلم والجور ولكني مازلت بألمي لأنني لم أجد حتى جثة والدي التي بحثت عنها .
بقيت أحفظ ألمي بقلبي واذهب بين فترة وأخرى إلى مقبرة النجف ادخلها واصرخ بصوت أين أنت يا أبي ولا جواب يأتي ...
فهذا هو ألمي المستمر من فقد أبي الذي غيبه صدام الملعون عني ..
نهنئ الجميع بذكرى تسفير الطاغية إلى جهنم




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=72399
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19