• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وين مشروعك ؟ .
                          • الكاتب : علي البحراني .

وين مشروعك ؟

 الانتقاد أو النقد وهو التقييم والتقويم في إظهار مزايا الشيء وعيوبه ووضعه على كفة الميزان الموضوعي من أجل تطويره في التخلص من عيوبه وتعزيز مميزاته ليصل لمستوى مقبول من الرضا وكلما كان النقد للشيء دقيقا مفصلا كان مصداقا لرقي العملية الحياتية وعمارة الأرض وتحقيقا للإتقان المنشود
في مجتمعنا لا يزال النقد للأفكار يتحول إلى نقد صاحب الفكرة وخاصة حال الانسداد لفهم الفكرة أو الاصطدام بالأفكار المختلفة وخاصة تلك المرتبطة بالمعتقد أو المسلم به بالنقل أو السمع أو الوراثة دون التحقق من مصاديقه للاسف أن مصطلحان انتشار بعدم فهم وقلة حيلة أمام الأفكار التجديدية والخلاقة حينما تصدر من أيا كان فقي عالمنا العربي لا ينظر للفكرة وتحليلها بل مباشرة يذهب الذهن في تقييمه للقول لمن قال فتأتي التقييمات بأسئلة بعيدة عن الجوهر مثل :هل هو من أهل التخصص ؟ هل يملك مشروعا ؟ هذه أسئلة في غير محلها وهي نوع من الإيحاء برفض الفكرة مهما كانت فالمهم ألا تصدر إلا من فئة التخصص في مجال الفكرة وهذا أسلوب أضاع علينا أفكار كثيرة كان من الممكن الاستفادة منها لولا هذا التضليل فمثلا عندما نرى مطبات الشوارع وننقدها هل من الضروري أن يملك المنتقد شركة سفلته لكي يقيم المطبات ويعرف أنها تسبب الضرر للمركبات وأعني تلك الحفر والثغرات والنتوءات التي تشيب بشوارعنا فجأة فتغدوا كوليد عليه تجعدات الشيخ المسن ، وهل عندما نقيم المركبات وأنواعها ومزاياها علينا أن نملك مصنعا للسيارات لكي نتخصص ونملك مشروعا حتى نمارس النقد ، هل علينا أن نكون جميعا معلمين لكي نكتشف ان مخرجات التعليم سيئة ، وهل علينا أن نكون جميعا أطباء لنلاحظ سوء الخدمات الطبية
إن عملية النقد لا تكتمل إلا بثلاث عناصر هي ركيزه النقد البناء وهي :-
١- محاولة ( خاطئة أو ناجحة )
٢- نقد لهذه المحاولة
٣- مشروع لتطوير المحاولة
وليس بالضرورة أن تجتمع الثلاث في شخص واحد فكل له عمله ولا يطالب بجميعهم إطلاقا لأن في ذلك تحجيم وإرهاب وتضييق وقد يصل إلى إعدام ممارسة النقد ووصولا إلى التوقف عن التطور والنمو ووقف العمليات الحياتية مما يجعل المجتمع القامع للنقد متوقف تاريخه حتى يفسد دون استخدام
علينا تقبل الأفكار مهما كان مصدرها دون اللجوء للسفاسف حال ضعفنا من مواجهة الفكرة بالحجة فالكثير للأسف عندما يضعف أمام الفكرة يذهب لوصم صاحبها في إيحاء لتابعيه بالابتعاد عما يقوله صاحب النقد وبالتالي ضياع أفكاره أو الحجر عليه ووصمه بالألفاظ مثل ( حاقد - هادم للدين - علماني - ليبرالي- ضعيف - تغريبي - ساذج - فارغ - هزيل - ماركسي - شيوعي - كافر - مشرك ) وهكذا من الألقاب الإقصائية ألتي تنتج من ضعف المتلقي عن فهم الفكرة والانتقال من مركز الدفاع عن الفكرة إلى الهجوم على صاحب الفكرة ، إن ما يجعلنا لا نحقق تقدما في جميع المجالات هو هذا النوع من الحياد عن الأفكار ومناقشتها وتحليلها إلى تشريح الأشخاص وتصنيفهم حسب أفكارهم مما يجعل الأفكار حبيسة الصدور خوفا من التسقيط فالنقد يحتاج إلى البيئة الآمنه ألتي يمارس فيها الناقد مهمته دون إرهاب كما يحتاج لأن تكون الأفكار ناهضة موضوعية ذات مصداق وتكون بعيدة عن الروح الانتقامية أو المواقف الشخصية أو لمجرد النقد هكذا نرتقي في منجزاتنا ونتقبل كل فكرة من الممكن أن تكون شعلة تنير لنا طريقا للمعرفة دون أن تطفيء جذوتها فنخسر النور




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=72424
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28