كل شيء في هذا الكون، يسير بمسار دائري أو شبه دائري، من اصغر جزء في الذرة، إلى اكبر كتلة تعتري مجرة درب التبانة، يتميز المسار الدائري بمستوين، احدهما أفقي والأخر عمودي، وان اختلفت الزوايا، في كل حالاتها، هناك علوا وانخفاض، وهذا ما يميز الحياة، أنها تسير ضمن هذا المفهوم الواقعي، فيوم لك ويوم عليك، وهذا ما أشارة له الآية الكريمة،{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القوم قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس}
يتميز التفكير الغربي، بأمور عدة، أكسبتهم نجاحات واضحة، في أكثر من جانب، أبرزها؛ أنهم لا يؤمنون بالحظ في حساباتهم، بل كل شي محسوب ومدروس، في منتهى الدقة والتفاصيل، وخطة خمسين عام مستقبلا، هذا جعلهم يتوقعون الصعاب، ويجدون حلولها، قبل أن تصلهم.. وقد نجحوا.
في ابرز الحروب العالمية لم يستهدف العمق الأمريكي كما حصل في 11 أيلول، حتى في الحرب العالمية مع اليابان كان الاستهداف جزئي، لسفن بحرية عسكرية، بالمقابل كان الرد عنيف ،بقنابل ذرية أجهضت أحلام اليابانيين، لذلك بعد أحداث التي ضربت العمق الأمريكي في نيويورك، أرعبتهم ولم يستوعبوا ما حصل، لكن الرد كان مدروس جدا!.
بما إن الغرب يدقق ويحقق، ويبحث عن حقيقية الأسباب، وجد إن الفكر الذي تعتاش عليه، المجاميع الإرهابية مصدرها السعودية، ومنشأ التكفير في سياسة آل سعود، وهي تمول وتدرب وتنشر وتؤسس، كان نتاجه القاعدة بالأمس وداعش اليوم، لكن السعودية هي عصب الاقتصاد النفطي العالمي، وأي مساس بها يؤثر على واشنطن؛ ويهزها، لأنها حسب الإحصائيات تملك 7% من استثمارات الولايات المتحدة.
لذلك وضعت خطة محكمة، لنبش ذاك الفكر بدون المساس بالاقتصاد الأمريكي الذي يعاني أصلا من مشاكل، ارتئت القيادة الأمريكية، أن تفرض سيطرتها على القرار السعودي، ثم تجد البديل المصّدر للنفط، فكان العراق الأوفر حظ في الخيار الأمريكي القادم، لما يحتويه من مخزون كبير، ينافس ما تصدره السعودية، والاتفاقية التي أبرمت بين واشنطن وطهران جاء البديل الثاني عن الرياض.
بعد توفر البدلاء وبقوة على الأرض، فقد بدء العد التنازلي، لإشعال للربيع العربي في السعودية، إن خفض الأسعار باتفاق أمريكي سعودي، إلى معدلات عشرينية، يؤول لأكثر من اتجاه، إذا حصل ما مخطط له، سيرتفع بأعلى تقدير له بعد ربيع السعودية ليصل إلى ثمانين دولار، ولو كان على السعر القديم ويحصل الربيع في السعودي.. فحتما سيصل إلى مائتين دولار للبرميل، وهذا ما خطط له عباقرة الغرب.
مع الالتزام بفرضية، تقليم أظافر الدب الروسي وتحجيم النفوذ الإيراني من خلال ضرب الاقتصاد وخفض أسعار النفط، السعودية تعلم إن نهايتها باتت قريبة، والصراع الداخلي وما يعكسه على قراراتها الخارجية الخاطئة، أصبحت واضحة جدا، وما تعانيه من اضطراب بسبب فشلها باليمن، وإعلانها التحالف ورقي الشكل فارغ المضمون، فهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، وربيع قادما لا مناص منها.. يا سعودية؟!