• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلنا نعيش الازدواجية! .
                          • الكاتب : علي البحراني .

كلنا نعيش الازدواجية!

عندما تكون الأساطيل الأميركية متناثرة في أرجاء الوطن العربي لا يعد ذلك سيطرة ولا بسط نفوذ ولا تدخلا في سيادة الدول، عندما يطلب نائب في برلمان دولة ضم دولته إلى دولة أخرى لا يعد ذلك جريمة وخيانة عظمى ولا يعاقبه قانون دولته على هذه الجريمة، ولا حتى يلفت نظره لمثل هذه التصريحات الخطيرة في طلب محو دولته تماما، عندما تتدخل تركيا في الشأن السوري وتلوح بالحل العسكري للأزمة السورية فإن ذلك لا يعد اصطفافاً طائفياً ولا انتهاكا لسيادة دولة جارة، ولم يعلق الكتاب والمثقفون على ذلك مثلما يشحذون هممهم وتتفتق قرائحهم عندما تكون إيران طرفاً في موضوع ما أو لا تكون، يقول الخبير محمد حسنين هيكل لمحمد كريشان (مذيع في قناة الجزيرة): «لقد استبدلنا الصهاينة بالشيعة واسرائيل بإيران في معركة وهمية». والسؤال  هنا من وراء هذه المعركة الوهمية التي فعلاً تم فيها توسيع الهوة بين فرقتين من فرق المسلمين بعيداً عن العدو الأصلي وهم الصهاينة، وذلك بإدارة البوصلة من اتجاه العدو إلى اتجاه بعضنا البعض،  وبكل أسى  ينساق بعض المثقفين ليقوموا بتضليل الرأي العام وليكونوا شركاء في الجريمة من خلال تقسيم المسلمين إلى طرفي نزاع بعيدا عما يعربد في سياستهم واقتصادهم وحياتهم منشغلين في ضرب بعضهم البعض.
لماذا هذه الازدواجية التي نعيشها جميعا سنة وشيعة؟ ففي الوقت الذي يتعاطف فيه شيعة العالم مع ثورة الشعب البحريني كان السنة يؤيدون قمعهم، ويصدقون ما ينقله النظام عبر قنواته من صور لا تمت إلى الواقع بصلة في حين غابت وسائل الإعلام السنية عن تغطية الأحداث لإخماد الثورة، وهو نفسه ما يبثه الإعلام السوري ويتعاطف معه الشيعة مكذبين ما يحدث للشعب السوري من قمع وقتل وانتهاك، في حين السنة رموا بتحريم الخروج على ولي الأمر عرض الحائط، وشجعوا الشعب في ثورته ضد النظام، كما وجه الإعلام الطائفي طاقاته لتشجيع الشعب السوري على الثورة وتغافل عنها الإعلام الشيعي، فهل نحن جميعاً ضحية ماكينة إعلامية تدار باحتراف متقن لتضليلنا ولتعزيز اصطفافنا ضد بعضنا بعضاً؟ من منّا يدعي أنه يملك الحقيقة؟ وما هي الحقيقة؟ وقد غدت نسبة الأخبار التي من المفترض أن نتابعها أكثر مما يجب، لذلك بدأت الأمور تختلط لدينا،  وبدت حروب الأنظمة ضد شعوبها أشرس مما نحتمل تصديقه أو تخيله،  كما أن المعارضة للأنظمة من الشعوب والدول ذات المصلحة أكبر من أن نحتمل تصديقه من شحذ  وتأجيج للمشاعر بأحداث مفتعلة، لذا علينا جميعا أن نكون حذرين تجاه ما تغذينا به وسائل الإعلام من أخبار حتى لا نكون ضحيتها وصيداً سهلاً لأهدافها.
Al2000la@hotmail.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7260
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28