• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بلاّعين الموس .
                          • الكاتب : بهلول الكظماوي .

بلاّعين الموس

في عراقنا عندما يشاهدوا احداً متورطاً في ورطة ما و يختبئ من الناس لألّا يفتضح أمره يقولون عليه: مثل بلاع الموس.
و في بلاد الشام نفس المثل يقول: مثل بلاع الموس لا يقدر ان يبقيه في الحلق يجرح ولا يقدر أن يخرجه فيفضح.
و الذي حصل مع حكومتنا في عراقنا الجديد اليوم انها بلعت الطعم في قضية الارهابيين القتلة المحكومين بالاعدام من زمان دقيانوس بدون ان تصادق عليهم الرئاسة لحد الآن.
مجلس الرئآسة هذا الذي يرأسه السيد مام جلال الذي بلع الموس بارادته عندما تعهد بعدم توقيعه على احكام الاعدام بحق القتلة والمجرمين,
و الرجل ( مام جلال ) يصرح بذلك علانية و يقول انا تعهدت بعدم توقيعي على قرارات الاعدام.
و لكن مساعديه و هما السيدان طارق الهاشمي و عادل عبد المهدي لم يمتلكا شجاعة السيد الطالباني و يعلناها صراحة بانهما ايضاً قد تعهدا بعدم التصديق على قرارات الاعدام كرئيسهما السيد الطالباني.
واكبر دلالة على تضامن جميع اعضاء مجلس الرئآسة بالرأفة و الرحمة للمجرمين القتلة يكمن في أن هؤلاء القتلة المدانين لا يزالون معتّقين تعتيق الخمرة القديمة في كنائس روما و مكبوسين كبس طرشينا المخلل العراقي في طول بقائهم بالسجون العراقية بكل الرفاهية و الدلال من تقديم افضل الاطعمة و الخدمات و الرعاية الصحية لهم و تمتعهم بالمخصصات و التعيينات المراقبة من قبل حقوق الانسان باشراف و رعاية امريكية اممية ساهرة على راحتهم.
و يبدو أن بقية الاخوة من رئآسات و وزراء و نواب و قادة احزاب و حركات و تنظيمات عاملة بالعراق الجديد غالبيتهم بلاعين الموس بمن حاصصوهم الحكم من الارهابيين و حواضنهم و يخافون ان يصارحوا شعبهم بحقائق الامور.
واكبر دلالة على ذلك بقاء مفجّر حرم العسكريين و قاتل الشهيدة اطوار بهجت المدان يسري فاخر الطريقي التونسي الجنسية, بقاءه على قيد الحياة مكبوساً كبس الطرش في السجون العراقية.
ولي سؤآل عن زملائه الارهابيين السعوديين الاربعة الذين قبض عليهم معه اين هم الآن؟ عسى ان لا يكونوا من ضمن الاثني عشر ارهابياً الذين سلمهم مستشار الامن القومي الى سلطات آل سعود و على نفقته, بل نقلهم على متن طائرته الخاصة آنذاك اكراماً لامراء مهلكتهم الذين بعثوا بذباحيهم الى العراق.
و سؤالي الثاني هو رجائي ان لا يكون الشيخ صباح الساعدي ايضاً من البلاعين, لانني اشاهده كثيراً ما يصول و يجول على شاشات الفضائيات مدافعاً عن حقوق الانسان و ناشطاً لتحقيق النزاهة ولكنني لم اسمع منه يوماً انه ادان او عرّى التلكؤ في تنفيذ الاحكام بحق هؤلاء القلة المدانين, عساه ان لا يكون هو من البلاعين ايضاً.
عزيزي القارئ الكريم:
بالوقت الذي احمد الله على ما ابداه السيد النجيفي من كشف عن نواياه الحقيقية في زيارته الاخيرة للتشاور مع الامريكان عن لسان اخوتنا السنة و الادعاء بان اهلنا ابناء السنة لربّما يطالبون بالانفصال, اؤكد بهذا الوقت بان اهلنا السنة هم من سيردون على الانفصاليين و يسقطوا ادعاءآتهم كما اسقوا من قبل ادعاءآت الزرقاوي ( الامريكاوي ) و بقية الارهابيين الذي قدموا معه فتصدى لهم بن الاعظمية الشهيد البطل عثمان العبيدي في ملحمة جسر الائمة و تصدى لهم الشهداء الابطال عبد الستار ابو ريشة, اسامة الجدعان, فصال الكعود...الخ من الذين قضوا نحبهم في صدق ما عاهدوا الله عليه وبقي اهلهم العراقيون ممن بقي على العهد الموحد لكل العراقيين و لم يبدولوا تبديلاً.
الخزي و العار للذين يصطادون في المناطق الرخوة فيقتلون الابرياء من الشباب البريئ و العجزة و النساء و الاطفال.
الخزي و العار لمن يدمرون البنى التحتية للوطن و الشعب و يضيقون على قوت المواطن و يمتهنون كرامته.
الخزي و العار لمن يتاجرون بجراحات اليتامى و الارامل و المعذبين.
الخزي و العار لمفرقي الصفوف لاجل مطالب و مصالح آنية يتاجر بها.
المجد و الخلود لموحدي الصفوف و لمن ينتفض لظلامة اخيه الانسان من ايّ دين او عرق كان.
المجد و الخلود لثورة العشرين التي تصادف ذكراها في مثل هذا اليوم, سائلاً الله جلّ و على ان يجعلنا من الذين بمستوى ان يكونوا اولاداً و احفاداً يحق لهم الانتماء الى ذلكم العظماء.
و دمتم لاخيكم. بهلول الكظماوي
امستردام ف30-6-2011
e-mail:bhlool2@hotmail.com
bhlool2@gmail.com
ملاحظة اعتقدها هامة:
انا البغدادي المعتّق الذي يمتد تاريخي بغداديتي لثلاثة اجداد يرقدون في الصحن الكاظمي الشريف,
اتجوّل في ارياف اوربا و قراها وارى التقدم العلمي و التكنولوجي في الصناعات الزراعية في اوربا التي لا تمتلك خصوبة ارض كارضنا, و لا تمتلك هواء عذب كهواءنا و تفتقر الى ماء كفراتينا الذي يذهب ما يسلم من ماءهما من مؤآمرات دول الجوار, يذهب هدراً بسبب عدم الترشيد.
اضافة الى عدم امتلاك غالبية الدول الاوربية الى النفط و المعادن و الموارد الطبيعية و الركاز المدفون كما نحن عليه.
اتحسّر على فلاحنا العراقي الذي هجر ارضه ليأتي الى العاصمة او الى المدن الكبرى البصرة و الموصل و كربلاء وغيرهم من المدن بحثاً عن العمل فيتسبب في اكتضاض سكانها وارباك اهلها وهو الكريم الاصل عزيز النفس الذي طالما اكلنا من يديه الكريمتين الرز ( التمن العنبر و النعيمة و الشامية) والدهن الحر يوم لم نكن نعرف الدهن النباتي بعد, نراه اليوم ( فلاحنا ) يأكل مثلنا حتى الفجل و الخيار و الطماطة المستوردة.
اكاد اصاب بالغثيان عندما اسمع عن مشاريع لبناء مساكن تبلغ اكثر من مليون جلّها في بغداد و المدن الكبيرة ولا اسمع عن مساكن مماثلة لها في القرى و الارياف و عن دورات تأهيل مهني للصناعات الزراعية و للثروة الحيوانية واعادة تأهيل واعمار هذه القرى و الارياف,
اكاد اصاب بجلطة ثانية و ثالثة عندما اسمع اخبار تفيد ان غالبية الشباب وجلهم من القرويين ما بين موضف حكومي يعتمد في مورده على الدولة غالبيتهم دفع عشرات الورقات الخضراء رشاوي لاجل تعيينه الذي و الذي ساهمت فيه المحاصصة لفساد الرشوة و المحسوبة هذا.
اتألّم عندما اتذكر باننا كنا نعيب على نظام الطاغية المقبور انه عسكر المجتمع بينما نحن على نفس الحالة السابقة من العسكرة تضاف لها ان الكثير من عساكرنا ممن هم مسجلين و يقبضون رواتب و لكنهم لا يواضبون على الدوام الرسمي في هذه القوى الامنية.
والانكى و الامر من ذلك أن الكثير من قادة العراق الجدد اليوم هم من ابناء تلك القرى وممن كانوا لاجيئن سياسيين قدموا من دول اوربا المؤآوية لهم و شاهدوا الصناعات الزراعية و انماء الثروة الحيوانية فيها بعد أن كانوا لاجئين فيها.
لا ازال اتذكر كيف كان آبائنا و اخوالنا واعمامنا يندبون حضهم عندما بدأوا يأكلون ما يسموه بيض المعمل و دجاج المعمل في اشارة الى بيض المائدة والدجاج المستورد.
خلاصة الموضوع:
لا اعتقد انني الوحيد الذي يشعر بهذا الشعور, فحتماً مثلي الكثير, فانا حجمي لا يتجاوز الواحد من اصل اكثر من ثلاثين مليون عراقي.
لاجل ذلك ساحاول ان اكتب بتواضع ما يمكنني ان اساهم في افكار و تصورات لهجرة معاكسة ( اي هجرة من المدينة الكبيرة الى القرى و الارياف).
فهنا في اوربا الاغنياء و المترفين و من ينشد الراحة و الدعة يذهب الى القرية التي هي اغنى و ارفه بكثير من المدينة.
انني كنت احلم ولا زلت احلم, واحتاج لمن يحلم معي و يساعد في تحقيق هذا الحلم.
لذلك استنهض همم اصحاب المواقع الالكترونية و منضمات المجتمع المدني ان تساهم معي في هذا الشأن والى اللقاء في حلقات قادمة تحمل هذا الهم.
بسم الله الرحمن الرحيم:
و قل اعملوا فسيرى عملكم و رسوله و المؤمنون.
صدق الله العلي العظيم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7281
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28