رغم الاموال الهائلة التي صرفت على المشاريع والخدمات من قبل الحكومات المحلية التي تعاقبت على ادارة السلطة في محافظة البصرة بعد عام 2003 فقد كانت ادارة تلك الاموال دون مستوى الطموح بل شابها في اغلب الاحيان الفساد والهدر على مشاريع باهتة،وان تحفظ اهالي المدينة على هذه الحكومة المحلية او تلك بأدائها الذي لايرتقي الى ماتعانية من حرمان وتهميش وظلم مازال شاخصا يلقي بضلاله القاتمة على اغلب مفاصل الحياة وعلى كاهل مواطنيها الذين عانوا الامرين قبل وبعد عام 2003 لكن الامر الملموس هو ان ما ماتم هدره من اموال لايوازي ويضاهي ماتمتلك المحافظة من خيرات وطاقات بشرية وخيرات اخرى،
لم تاتي بجديد زيارة رئيس الوزراء د.حيدر العبادي لمحافظة البصرة الثانية خلال سنة تقريبا فالوعود نفس الوعود، ولاتعني شيئا القرارات التي قيل انها ستأخذ طريقها للتنفيذ في اقرب وقت لانها كانت ومازالت حبرا على ورق وما رافقها من تصريحات لكبار رجالات الدولة العراقية حول المدينة وأهميتها الاقتصادية والامنية ، ومايعنية بالدرجة الاساس ان يكون قول ووعد المسؤول تطبيقا واقعيا وحقيقيا ملموسا على ارض الواقع،ولايعني المواطن البصري بان يشيد احد رؤساء الكتل السياسية الحاكمة بالزيارة واصفا ايها \"بالمثمرة\" ويستدرك \"لكن البصرة تحتاج اكثر\" حسب قوله لان البصريين خبروا تلك التصريحات التي هي اصلا أشادة ضمنية بالمسؤول الاول للبلد مع ان المرجعية الرشيدة وفي آخر خطبة لها في صلاة الجمعة من الصحن الحسيني المطهر قالت وبوضوح تام لالبس فيه \"ان الاصلاحات التي وعدت بها الحكومة لم تكن بالمستوى المطلوب،
التظاهرات التي انطلقت في عموم العراق منذ اكثر من عام والتي طالبت بأمور واضحة وأهمها محاربة والقضاء على الفساد والمفسدين من اغلب الطبقة السياسية المتصدية لادارة البلد وتردي الخدمات وقلة فرص العمل ومطالب اخرى مشروعة ولكن الامور مازالت مبهمة وتراوح مكانها سوى من ترقيعات هنا وهناك قيل انها اصلاحية،
وكانت ومازالت البصرة تشهد مثل تلك التظاهرات في كل يوم جمعة وايام اخرى وكانت المحافظة الاولى لانطلاق الشرارة الاولى للتظاهرات في عموم العراق وكان مطلب جماهيرها الغاضبة اقالة الحكومة المحلية بشقيها التنفيذي والتشريعي وتغيير مدراء الدوائر الحكومية وتشغيل العاطلين عن العمل ومحاربة الجريمة والقضاء على النزاعات العشائرية ومطالب اخرى، ولكن هناك من تمسك بكرسي السلطة ولايريد التزحزح عنه رغم انه لم يقدم الشيئ المطلوب منه وحسب برنامجه الانتخابي الذي وعد به الناس ،
محافظ البصرة السابق الدكتور شلتاغ عبود استقال خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة بعد أول تظاهرة خرجت ضده طالبته بنفس المطالب وهي خطوة تحسب للرجل حينها لانه استجاب وببساطة للمتظاهرين وترك كل شيئ بهدوء ودون ضجيج لانه لم يقدم شيئا مذكورا طول فترة توليه ادارة البصرة،وسوى كانت استقالته بضغط من رؤساءه في حزبه الحاكم انذاك ام من المتظاهرين انفسهم فالامر سيان بتحقق ماطالب به البصريين،فهل اسف البصريون على استقالته ام سيتذكرون رجلا لم يفعل ويقدم للبصرة واهلها شيئا ولكنه اتخذ القرار الشجاع والجريء ويحسب له والذي لانجده عند آخرين. |