• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : هل انتم مستعدون للاختبار الاصعب ..؟ .
                          • الكاتب : باقر جميل .

هل انتم مستعدون للاختبار الاصعب ..؟

منذ اول  اختبار  للبشر في أبينا  آدم الى يومنا  هذا  ونحن نرى الناس في قسمين لا  ثالث لهما  بالنسبة للاختبارات والابتلاءات ، فقسم ينجح في الاختبار  وقسم يفشل .
وبما ان  الفشل والنجاح له  أسبابه ومقوماته فلا  نستغرب من حدوثه كثيرا ، لكن الغريب  في  التحدي  على تخطي الاختبارات بشكل طبيعي ، بينما  يكون الشخص  غير  مستعد إطلاقا لهذا الاختبار ، او انه غير متأكد من قوة استعداده . فهنا  يقع هو في مكان ليس له ، مما يجعل  المستعد جيدا يتهاون في  استعداده لوجود من ينوب عنه في حالة إخفاقه ، ويعطي  انتكاسة لبقية الناس  في  فشله أمام ابسط اختبار مما يعكس  بالسوء الأمر  على  الكثير  من  الناس  .
واعتقد انكم  لم تنسوا  كلام المرجعية عندما  قالت (ولات حين مندم) ، والتي كانت بمثابة إعطاء (جدحة) للناس في ما  تأول  اليه الامور لاحقا، والتهيئة والاستعداد لأخطر  الأمور  المستقبلية ، فمعركة داعش قد تكون قليلة فيما  يحدث  في  المستقبل ، الا ان المعركة الأهم في هذه المرحلة هي مواجهتها والتصدي  لها .
وبعد (ولات حين مندم) واجهتنا مقولة قد تكون اخطر  منها واصعب تطبيقا لكثير  من الناس  وهي (الحكم الرشيد) ، وشاهدنا  ما مدى شغف الناس وقبولهم لهذه المرحلة الخطيرة التي ينتظرها  الشعب بفارغ الصبر والتي  فيها  خلاصهم وانتهاء معاناتهم ، مع العلم انها قد تضر  مصالحهم ومكاسبهم ، الا ان الأغلبية الذين يطرح عليهم هذا الامر فيبدي استعداده الكامل وتأييده المطلق للحكم الرشيد إن حصل .
ولا  أخفيكم اني  كنت أتساءل  كثيرا في كيفية اطلاق  المرجعية للـ(الحكم الرشيد) ، فهل يكون للشعب دور  كبير في تحقيقه ؟ ام ان الامر يكون مقسما بينها وبين الشعب ؟ ام الامر  مناط كله بالمرجعية ؟ وان كان الامل  في تحقيق الحكم الرشيد هو في  الشعب ، فهل  المرجعية ترى استجابة في تحقيقه كما  حصل في مسألة الفتوى ؟
الى الان لم يتضح الامر  لي  بشكل  واضح (وهو لا يحتاج الى إلحاح فيه كثيرا ،فلننتظر  ونرى ماذا يحصل )، وان قال  البعض  سيكون الامر  كما في فتوى الجهاد ، فلا  اعتقد ذلك ، لان الامر الان منوط بالمصالح الشخصية للناس ، وفي مناصبهم وامتيازاتهم ، ومقراتهم وبقاعاتهم و بولائاتهم و انتمائاتهم الحزبية ايضا ، فهل تطبق  الناس  ما  تريده المرجعية من الحكم الرشيد بكل سهوله او بصعوبة قليلة ..؟
لا  استطيع الحكم بشكل  قاطع وكما  قلت ننتظر  ونرى ، ولكن شاهدنا مثالا  بسيطا  قد يعطينا  عن ما  سنواجهه في المستقبل بنماذج من الناس كيف تتراجع بلمح البصر عن قراراتها ، وكيف تتخلى عن كل  العهود والمواثيق التي  أعطتها  للمرجعية في إنها معها في الأيام الشداد المقبلة ، والقبول بكل المخاطر  التي  تترتب  على هذه القرارات .
للأسف شاهدنا  خلال يومين لم يكتملا اصلا في التعرض  على قرار صدر  من المرجعية يختص في اموال بعض  الشباب وبلعبتهم المفضلة ! ، وكيف صار  الاستهزاء والاستنكار  على الفتوى عنوان الاعتراض وعدم القبول بها ، هذا الاعتراض  لان فيه خسران لبعض  الأموال  التي  حصلوا عليها  من خلال (لــعــبــة)! .
 لعبة لا  واقع ولا  فائدة لشبابنا فيها من الذين يبحثون عن الإصلاح وعن الاستقرار  المادي  والامني .
 لعبة همها  الوحيد إضاعة الوقت بشكل  جنوني وغير موصوف ، لعبة  يكون فيها الانسان كما هي حال الحيوانات (البقاء  للاقوى) .
 لعبة  يتعلم فيها  الانسان كيفية الهجوم وعدم الرحمة والعنف على الآخرين ومع هذا تحصل  على الأموال !؟
المرجعية اليوم قامت بالتحريم ام لم تقم به ليس  هذا صلب موضوعي ، بل كيفية ردة فعل  المعترضين وكيفية نشرهم لاعتراضهم  ، هم نفسهم والكثير  منهم طالبوا  المرجعية باصدار فتوى على الفاسدين (مع ان الفاسد وعدم اتباعه ومحاربته بالقانون امر  لا يحتاج الى فتوى ، لكن قصر تفكيرهم ياخذهم الى هذا الكلام ) وتعاهدوا  معها  في  محاربة السياسيين الفاشلين وطالبوا المرجعية في المطالبة بمحاكمة الفاسدين والخائنين ، فأين صولاتكم وبطولاتكم في مواجهة الفساد وانتم لم تصمدوا  امام الامتناع عن لــــعـــبــة !؟
 فكيف بكم اذا دعاكم الى التخلي  عن قياداتكم الحزبية ؟
كيف  يكون ردكم ان فسق كبار احزابكم الذين تنتمون اليها ؟!
كيف اذا طالبت المرجعية من الشباب  الاستقلالية وعدم الانخراط في  الاحزاب ؟
كيف  بكم ان أفتت المرجعية بحرمة التعيين عن طريق الأحزاب ؟
كيف  بكم اذا قالت المرجعية ان هذا الحزب يحرم الانتماء  إليه ؟
كيف  بكم ان قالت المرجعية يجب  على كل  موضف إعطاء نصف راتبه للعلماء  او للجيش او المتطوعين ؟
ماذا ستكون ردت فعلكم ان  افتت المرجعية بحرمة القتال  في  غير  العراق ؟
ماذا سيكون قولكم ؟ وماذا ستحكمون عليها  في هذه الامور وفي  غيرها ؟
لا تقولوا  السمع والطاعه ، عذرا فثقتنا في هذه الكلمات لم تأخذ كامل  فعاليتها وما زالت غير  مستقرة ، والدليل (لـعـبـة كـلاش) بعد هذه الحادثة لزاما  علينا مراجعة حساباتنا بشكل  دقيق  وكبير في مدى استعدادنا  للحكم الرشيد ، ولحكم المهدي من آل محمد (عليه السلام) في  النهاية ، ولنتذكر هذا الكلمات التي تجعل  الانسان في  خانتين لا  اكثر والذي يوصي  اهل  البيت والفقهاء  بالاختيار بشكل صحيح ودقيق :
(ولات حين مندم) تعني : ان اخفقت فلا وجود لفرصة ثانية .
(الحكم الرشيد) عندما يحل لا وجود للوقوف  على التل .
(ظهور  الإمام الحجة) يعني  اما من أنصاره وأعوانه ، واما من أعدائه ومحاربيه ، واعرف من هم الذين يقاتلوه في ذلك الوقت .
ولنتذكر مضمون هذا الحديث  ونتأمل  فيه دائما  وهو (يصبح الانسان مؤمنا  ويمسي  كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ) ..!؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=73156
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3