• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عبدالزهرة هل هو غبي أم وطني ..!؟ .
                          • الكاتب : فؤاد المازني .

عبدالزهرة هل هو غبي أم وطني ..!؟

كل شيء تغير في العراق بعد عام 2003 مع سقوط المنظومة السياسية البعثية التي جثمت على صدر البلد طيلة عقود من الزمن وبان هذا التغيير على كافة الجوانب التي لها مساس مباشر او غير مباشر بالشعب العراقي على إختلاف مشاربهم الدينية والمذهبية والطائفية وإنتماءاتهم القومية والاثنية ومداخيلهم الاقتصادية والمعاشية وعلاقاتهم الأسرية والاجتماعية   والتأثير الحاصل وإنعكاساته على حالاتهم النفسية . وبطبيعة الحال تختلف مؤشرات الخطوط البيانية لكل من هذه الجوانب على حياة شريحة من شرائح المجتمع مقارنة مع شريحة أخرى وليس بالضرورة أن تتساوى هذه المتغيرات على الجميع ، وتبقى الوطنية وحب الوطن العامل المشترك الذي لايتغير مع تغير كل الظروف المستدامة والطارئة بل ربما تتصاعد وتتنامى الروح الوطنية مع الاخطار التي تحدق بالوطن وهذا ما جبلت عليه معظم شعوب العالم تجاه أوطانها حين يداهمها خطر ما تتناسى كل الاختلافات فيما بينها وينصب هدفها الرئيسي نحو التصدي للعدوان الخارجي ولربما هنا الصورة مغايرة لما هو في العالم عندما يكمن الشر في الداخل . المنطقة الغربية للعراق وبالتحديد محافظة الرمادي بجميع أقضيتها ونواحيها وقصباتها مع بداية التغيير عام 2003 شنت حملة تكاد تكون ممنهجة للتضييق والتهديد ومن ثم الاعتداء على كل العوائل الشيعية التي تقطن تلك المحافظة وصبوا غضبهم على هذه العوائل الى أن أصبح الجحيم أهون من العيش والبقاء فيها فكانت أول سياسة للتهجير القسري بعد عام 2003 مورست ضد الشيعة في هذه المحافظة تحت وطأة التهديد والسلاح وإستباحة الممتلكات وتهديم المنازل ونقل كافة الموظفين الشيعة مدنيين وعسكريين منها .                                        ولم تكتفي برحيلهم بل طال الأمر الشيعة من منتسبي الجيش العراقي والشرطة الاتحادية فتواجدهم في المحافظة يعني أصبحوا هدفآ واضحآ لمرمى فوهات البنادق ونصال الخناجر والحرق بعد القتل ، وهكذا إستمر الحال قبل وأثناء وبعد منصات ( العز والكرامة ) كما أطلقوا عليها والتي أقاموها نصرة للبعث الذي كانوا يعتاشون منه وتأييدآ للقاعدة التي كانوا يمنون النفس بإنتصارها وحربآ معلنة صريحة على الشيعة . تنامت حواضن الإرهاب في تلك المناطق وعشعش في ربوعها وتصلب عوده وإتخذ من أرضهم نقطة إنطلاق ليشن حرب شعواء على المناطق المحيطة ويقتل على الهوية ويستبيح الدم بلا أدنى رادع للضمير والانسانية وباتت المقدسات مهددة كما هي الأرواح وأصبحت داعش التي ترعرعت بين أحضانهم تمثل تهديدآ للعراق بجميع مكوناته بل حتى إنقلب على كل من لا يحمل السلاح ويقاتل معه وبما أنهم إمتهنوا سياسة التل وبانت حقيقتهم لذا أصبحوا بين المطرقة والسندان وإنقلب سحرهم عليهم . 

بعد أن إندحرت داعش في ديالى وصلاح الدين على يد (عبد الزهرة) وجاء الدور على الرمادي عاد عبد الزهرة من جديد بعد أن هجر وشرد وأستبيح دمه في هذه المحافظة جاء ليحارب فيها وليطهرها من دنس الإرهاب والإرهابيين والتكفيريين ومن داعش وليدة القاعدة ، إلا أن أنفاس هذه المحافظة لازالت تكن العداء والحقد والضغائن لعبد الزهرة وتعمل جاهدة على النيل منه وتستهين بكل ماحققه ويحققه من إنتصارات ولن تتوانى في سبيل إسقاطه . فهل ياترى بعد كل الذي جرى لعبد الزهرة هل هو غبي أم هو وطني ..!؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=73506
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16