• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نفاق سياسي كارثي ! .
                          • الكاتب : صالح المحنه .

نفاق سياسي كارثي !


لاأحد يجْزم بخلوِّ أيّ بلد او مجتمع في العالم من النفاق وفي كافة مفاصله على مستوى الأفراد أو المجتمعات أو المنظومات السياسية والدينية... إلاّ مارحم ربّي ... ويمارس النفاق إحياناً بعناوين شتّى وبنسبٍ محدودة وفي مواقف محدودة ، وتختلف من مجتمع الى آخر ومن بلد الى آخر، وله مبرّراته لديهم خصوصا بين أوساط السياسيين ، وتمرُّ كحالة طارئة لمعالجة موقف ما ، أمّا أن تصبح الحالة النفاقية  منهجية سياسية وعقيدة دينية مألوفة لدى السياسيين العراقيين، وممارسة سيئة للعب على عقول الآخرين وضخ الفتن والغلّ في نفوسهم ومحاولة لإفتعال الخلافات وتصعيدها بين أبناء الشعب الواحد ! فهنا يتحوّل السياسي العراقي الى كارثة على الوطن والمواطنين....ونحن نعيش اليوم هذه الكارثة بكافة أشكالها بسبب نفاق السياسيين العراقيين ! فمتابعة لحواراتهم ولقاءاتهم على الفضائيات العراقية والعربية ستسمع وتشاهد العجب العجاب ...فهذا أحدهم يعترف أنه سارق ويتهم الجميع بالسرقة وهو صادق في إدعاءه ، فعليه ملفات فساد وإتهامات بالفساد ودعم للإرهابيين عندما كانوا في صفوف القاعدة وقبل أن يتحولوا الى داعش ، الرجل كان صريحا بإعترافه لقناة الإتجاه ، لكنه مارس النفاق كغيره من السياسيين العراقيين ، ففي لقاء سابق مع قناة التغيير مدح التحالف الشيعي وقال هم الذين وفروا لي الحماية وصوتوا لي للبقاء في البرلمان ، وفي هذا اللقاء مع قناة الإتجاه إتهم التحالف الشيعي بحماية إسامة النجيفي والوقوف معه والحفاظ عليه محصّناً في أحد قصور صدام حسين وأن اكثر المدافعين عنه حسب قوله السيد عمار الحكيم ! هذا نموذج للسياسي العراقي الذي يتصدّر المشهد المأساوي في العراق ولاأحد يدّعي أن الآخرين أفضل من مشعان ، ومن يشك فاليتابع مايقولون ومايكتبون فالكل ينتقد الكل ولكن في غيابهم والكل يمتدح الكل ولكن في حضورهم ، قمّة النفاق والدجل والإستهتار بمقدرات وكرامة الشعب ...وللأسف البعض من الشعب يعرف جيدا انهم يكذبون وينافقون عليه لكنّه هو الآخر ينافقهم ويظهر لهم الولاء والتصديق ! فهذا هو العراق اليوم وهذه هي النماذج المتوفرة في المنطقة الخضراء وملحقاتها في مجالس المحافظات والتي تتناوب على سرقة أموال العراقيين من العام 2003 والى يومنا هذا ومارست النفاق بأقبح أوجهه ،فمرّة بأسم الدفاع عن المذهب والطائفة سواء كانت شيعية اوسنية... وهاهي طوائفهم بين مقتول ونازح ومهجّر والأغلبية تعاني الأمرّين وفشلوا حتى في توفير الماء الصالح للشرب لأهل البصرة التي يقتاتون على نفطها ! ومرّة بأسم الوطن والوطنية وقد ضيّعوا ثلث أراضيه ! والكارثة أنهم جميعا يتباكون على العراق وعلى الشعب العراقي ومعاناته ولايعترفون أنهم هم سبب الكارثة .فهذا هو النفاق الأسود بعينه .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=73778
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19