بين نص هو ( متن ) و نص آخر هو ( شرح ) فارق كون الأول هو الأصل و الثاني هو شرح له . و بذلك يختلف الشرح من شارح إلى آخر ، و لا غرو في ذلك ما دام الكل يريد التوصيل بطريقته و اسلوبه .
في كثير من العلوم وضعت نظريات كان هدفها الأول و الأخير هو التوصيل ـ لا أكثر و لا أقل ـ في اصل وضعها ، فكانت بذلك ( طريقية ) و ليست ( موضوعية ) . و نحن نستخدم تلك النظريات معيناً و طريقاً للفهم . لكن ان تصل الحال بهذه النصوص الشارحة إلى حد ( الحاكمية ) و من يخالفها يتهم بشتى الاتهامات فذلك صدقاً ( صنمية فكرية ) و ( بدعة ) لا اساس لها مطلقاً .
ان الشروح و النظريات و المناهج انما جاءت لتكون طريقاً إلى ( تحقيق الفهم ) و ليست هي الفهم مطلقاً .
و النظريات و الشروح و المناهج ( طريقية ) من اجل تحصيل الاستيعاب التدرجي و الذي انطلق من واقع له تأثيره الكبير على تكوين تلك النظريات و المناهج ، فالواقع الديني يفرز تأثراً دينياً ، و الواقع غير الديني يفرز تأثراً لا دينياً يقيناً .
الأمر كل الأمر ؛ ان لا ندعوا إلى ( صنمية كتابية ) عندما نريد الكتابة او الشرح او التحليل . ذلك ان مخالفة النظريات التي وضعها العلماء هي مخالفة علمية و ليست مخالفة دينية مطلقاً .
|