مع بداية التغلغل "الداعشي" في العراق وتمدده إلى أجزاء واسعة من شمال العراق ، بدأت الولايات المتحدة تستشعر خطراً يهدد مصالحها في المنطقة !
السيناتور الأمريكي "راندبول" وعلى قناة الـ "سي ان ان " أقر بالخطر الذي تمثله "داعش" على أمن الولايات المتحدة الأمريكية !
يقول .. قمنا بتسليح المتطرفين السوريين ، وكنا نقاتل جنباً إلى جنب مع "القاعدة وداعش" ! ويكمل .. أن المفارقة تكمن أننا مع داعش في سورية ، فلو لم نسلحهم في سورية ربما لم يكونوا اليوم في العراق !
تحركات واسعة وترتيبات للمعارضة السورية ، فقبل أيام قليلة إجتمع رئيس المعارضة "رياض حجاب" في ميونيخ مع وزير الحرب الإسرائيلي "موشيه يعالون" للتوقيع على جميع مطالب الإسرائيليين لتمكينه ومساعدته للوصول لسدة الحكم في سورية !
الولايات المتحدة لن تخوض حرباً في المنطقة ، وهي تعلم جيداً الدمار الذي تسبب فيه "بشار الأسد" في المنطقة لمحاربة حلفاء الأمريكان "الدواعش" وتعلم جيداً أن القوات السورية متقدمة جداً على الأرض من "النصرة ، والدواعش" ، وترغب بأن توكل المهمة إلى شخص ما يقوم به ، وهو ما يسمى " الحرب بالوكالة " !
دول الخليج بقيادة "المملكة العربية السعودية" لن تثق بالأمريكان في الفترة الحالية على الأقل ، خصوصاً بعد ما أوهموا دول الخليج أنها ستضرب "إيران" ولن تسمح لها بإمتلاك القنبلة النووية ، حتى أن تفاجئوا دول الخليج وعلى رأسهم "المملكة العربية السعودية " بتوقيع الولايات المتحدة إتفاقيات عدة وزيارات متبادلة "تجارياً وعسكرياً مع "إيران" !
إنفردت "السعودية" بالإعلان والتحرك العسكري الفردي وبالتعاون مع بعض الدول العربية "الشقيقة والصديقة" محاولة منها بخلط الأوراق على طاولة الأمريكان لتغيير النهج والسياسة الأمريكية إتجاه الوضع السوري والإيراني في المنطقة ! وفي مقابل هذا التحرك إجتمع الكونجرس الأمريكي مع القيادات العسكرية الأمريكية لمعرفة قدرة هذا "التحالف" على هذا العمل العسكري ، وبالإجماع إتفقوا على أن هذا التحالف لن يستطيع تغير شيء على أرض الواقع !
بعد قرار الكونجرس الأمريكي نحو هذا التحالف ، أعلنت "مصر" أنها لا تؤيد الحرب في القضية السورية وإنما الحل السياسي وبأسرع وقت ، وهذا التصريح جاء تزامنا مع القرار الروسي الصيني بتكثيف الوجود العسكري في "سورية" !
إيران والولايات المتحدة حلفاء وأصدقاء " المال" ، فبعد أن رفع الحصار عن "إيران" أمام إنخفاض سعر البترول الخليجي ، تغيرت البوصلة الأمريكية مع مصالحها في المنطقة "فلا عدو دائم ولا صديق دائم" هذه سياستهم المعلنه ، وعلينا أن نعي هذه الحقيقة التي لا تخفى على أحد ، خصوصاً بعد التصريحات الأمريكية والإيرانية الأخيرة إتجاه الحرب على سورية !
العلاقات والمصالح السياسية واضحة ، ومن لا يراها بالعين المجردة فهو أعمى ، الحقيقة لا تموت ولو طال الزمن ، إتفاقيات في الغرف المغلقة ، وإجتماعات وخطط تحاكى علينا ، والأقنعة ستكشف يوماً ، علينا أن نحذر من القادم من الأيام ولا نخطوا أية خطوة دون وعي ودراسة ، لكي لا نندم بعد أن لا ينفع الندم !
والله المستعان .. |