• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المُعاناةُ الانسانِيَّةُ نَتاجُ الارْهابِ! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

المُعاناةُ الانسانِيَّةُ نَتاجُ الارْهابِ!

   سيزدادُ تفاؤلنا بنجاح المفاوضات الخاصة بالملف السّوري، وبجهود السيد ممثّل الامين العام للأمم المتحدة اذا ما مارست واشنطن المزيد من الضّغوط على حلفائِها التقليديّين في المنطقة الذين لازالوا يدعمون الارهابيّين في سوريا بكلّ أسباب الديمومة وعلى رأسها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية وقطر وكذلك نظام أنقرة.
   يجب ان توقِف هذه الأنظمة كلّ انواع الدّعم للارهابيّين وتحول دون تدفّق المزيد منهم الى سوريا عبر الحدود مع تركيا تحديداً، وكذلك الى العراق، ليتسنّى للجهود المبذولة من اجل التوصّل الى وقف لإطلاق النار ان تأخذ فرصتها لتنجح.
   ان الانتصارات الباهرة التي يحققها الجيش العربي السوري وكذلك القوّات المسلّحة البطلة والباسلة في العراق [مدعومةً بقوّات الحشد الشعبي وقوات البيشمرگة والمتطوعين من العشائر الغيورة] على الارهابيّين وتحريرها للمزيد من المناطق والمواقع الاستراتيجية والمساحات الشاسعة من الارض، سيمنح الحلول السّياسية المزيد من الفرص، لانّ ذلك سيقنع القوى الإقليمية تحديداً التي لازالت تقدم كل انواع الدّعم للارهابيّين وتفتح حدودها امام تدفق المزيد منهم، ستقنعهم بانّ الارهاب مدحور لا محالة وهو لا طائل من ورائهِ ابداً ولا يمكن ان يكون اداة من أدوات الحوار السّياسي اذا ما كانوا جديّين في البحث عن الحل السّياسي للازمة.
   انّ الانتصارات الباهرة هذه ستدفعهم للتّقليل من رهاناتهم على الارهاب في فرض أجنداتهم سواء في المفاوضات او في رسم خرائط المنطقة.
   امّا بشأن المعاناة الانسانيّة التي يمر بها الأهالي سواء في سوريا او في العراق فسببها الارهاب أولاً واخيراً، ولذلك فاذا كان المجتمع الدّولي جاد في تقديم يد العون للأهالي سواء المحاصرين او النّازحين فينبغي عليه ان يفكّر بطريقةٍ اكثر فاعليّة للمساعدة في إنهاء الارهاب بالكامل ليعم السلام ربوع البلدين وبالتالي فسوف لن يبقى مواطن يعاني من النّزوح عن ارضهِ ومدينتهِ ومحلّتهِ وبيتهِ، كما سوف لن يبقى مواطن مُحاصر يعاني من الجوع والعطش.
   امّا التذرّع بمعاناة المواطنين لدعم الارهابيّين وقطّاع الطّرق والخارجين عن القانون، فتلك لعبة مكشوفة لن تنطلي على أحدٍ!.
   لقد بدأت الضغوط الدّولية على انقرة تحديداً للعزوف عن التّفكير عن ايّ عملٍ عسكري برّي في سوريا، تؤتي أكلها، وانّ تصريحات رئيس الحكومة التركية اليوم والتي أكد فيها عدم نيّة انقرة دفع قوات بريّة الى داخل الاراضي السورية مؤشرٌ على ذلك.
   وحسب معلوماتي فان السّيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي كان قد شرح لزعماء العالم وخاصّة الأوربيين منهم الذين التقاهم في جولتهِ الأوربية الاخيرة وخلال حضوره مؤتمر الامن العالمي في مدينة ميونخ الألمانية عن المخاطر الكبيرة التي ستلحق بالامن والسّلم العالميَّين اذا ما أُتيحت الفرصة للرياض لدفع قوات بريّة الى داخل الاراضي السّورية.
   ان العراق ضد اي تدخّل عسكري برّي في العراق او في سوريا، لان ذلك يُزيد الأزمة تعقيداً وهو لا يخدم الا الارهابيّين الذين سيجدون في مثل هذا التدخّل البرّي مظلة سياسيّة يخلقها له نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية تحديداً، لإعادة تنظيم صفوفهم وتسليح أنفسهم مرّةً أُخرى، وهو الامر المرفوض جملةً وتفصيلاً.
   انّها محاولة من الرياض وحليفاتها في المنطقة لإعادة التّوازن العسكري على الارض لصالح الارهابيّين او من تسميهم واشنطن بالمعارضة المعتدلة، وهي اكذوبة مفضوحة بعد ان تبيّن انّهُ لا يوجد في صفوف الارهابيّين ايّة عناصر مُعتدلة، فالارهاب كلّهُ تطرّف، والارهابيون كلّهم متطرّفون، فعن ايّة معارضة معتدلة في صفوفهم يتحدّثون؟!. 
   ١٦ شباط ٢٠١٦ 
                       للتواصل؛
E-mail: nhaidar@hotmail. com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=74543
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 02 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18