أنا المطالب بالإصلاح أنا محارب الفساد ورموزه بل انا قاتل الفساد أنا المصلح وأكثر من ذلك انا الأصلاح ذاته انا مادون الرب بمنزلة أنا أُخترتُ من قبل الاله لإدارة شؤونكم فأنا مقدس واكثر المخلوقات قدسية واشدها طهراً فعليكم أن تخروا لي طائعين أو تكونوا ضمن اعدائي وعلى رأس اعدائي ذلك المواطن الفقير فقد شوه جمال الشارع بما افترشه من أغرض بيته لا أعلم هل طُرد من البيت المؤجر أو عرضها للبيع لكن مهما كان السبب سأحل هذه المشكلة برفع أغراضه او أتلافها وانا(فقطع حديثه صراخ طفله)وقد صرخ ومزاجه قد عُكر جراء صراخها فاعتلى صوته "ابعثوا لها بشهادة وفاة ابيها لعلها تموت فوقها حته يعمُ الهدوء فأنا أُحبُ أن يَنعمُ مواطني دولتي بالهدوءُ التام والسكينة "كأني شاهدت الموقف مسبقاً" كما أُحبُ أن تنعمُ عيون مواطني دولتي بمناظر خلابة لذا علي أن أهدمُ بيوت الفقراء المتهاوية فطالما بعثت الحزنُ في أنفُس الناس والمت قلوبهم كما أُحب ان تنعم عيون ضيوفنا القادمين من البلاد الأخرى بجمال وزهو بغداد ورورنق ساحة "عباس بن فرناس" لذا على المواطن أن يصوم لأشهر أخر بعدَ أو قبلَ شهر رمضان كي نوفر مالً لراحة الوافدين فهكذا افتى علماء بلاطي وهذا دين البلاط فهم أعلمُ من غيرهم ودينُنا الأصح وأنا المضلوم الوحيد في هذه البلاد وقد أشتدَ ضلم الناس لي وهم اشد الخلائق جوراً وقدد جددوا احتجاجهم على ما أتقاضاه من أجور شهرية وما شأنكُم وأنتم تنعمون ببويتٍ مزينة بشقوق القِدم وتغازلها مياه الأمطار وقد تهدمها احياناً وشوارعكم صديقة للبيئة فهي قد أبت أن تعانُق الأسفلت وقذارته وانا البائس داخل جدران قصري المضيء وقد ازعجني لمعان مرمر الجدار والاكثار ازجاعاً وقت الغداء فالحيرة تسلب كل عقلي بمن ابداء ماذا سأكل وانتم تنعمون بنوع واحد وقد تكررونه احياناً منذ عام أو أكثر ونقص الخدمات في قصري وقد سكتُ عنه وأنشغلت بهموم الناس