السيد رئيس الوزراء العراقي د. حيدر العبادي نال حظا عظيما من قبل المرجعية عندما دعمته وبكل قوة للقيام باصلاحات، وبالفعل بدات تتوالى علينا الحزم الاصلاحية ونحن بصدد حزمة اصلاحية قوية في طريقها للطبخ والاعداد والاعلان، وبعيدا عن خيبة الامل التي اصابت المرجعية والشعب العراقي اود ان اعرج على امر هام.

كما قلنا لغويا الاصلاح عكس الفساد، اي ان الجهات التي شملها اصلاح العبادي والتي سيشملها فيها فساد والمتمثل بالشخص الذي سيقتلع من منصبه، وهنا نقف وقفة تامل لماذا لا يفصح السيد العبادي عن فساد من يشمله الاصلاح حتى تكون الحجة ظاهرة ويطلع الراي العام على سبب التغيير لهذا الوزير او ذلك المدير، اما ان يداري الفاسدين ولا يعلن عن فسادهم مجرد تغييرهم، فهذا يعني لا يملك السيد العبادي الجراة للافصاح عن فساد وزراء حكومته، واذا كان لا يجرؤ على ذلك فكيف تكون اصلاحاته جريئة وتنفذ بقوة ؟

مداولات السيد رئيس الوزراء مع بقية الكتل لغرض الاصلاح لماذا ؟ هل لاقناعهم بالتغيير ام للاطلاع على البديل ؟ فان كان الاول فهذا يعني ان التغيير سوف لا يحصل وان كان الثاني فهذا يعني ان التشكيل الحكومي اساسا لم يراع فيه الكفاءة والمهنية وهذا بالتالي سيتكرر في البديل.

سيادة رئيس الوزراء ماذا تريد اذا كانت المرجعية قالت لك اضرب بيد من حديد وهي قدر الكلام الذي صدر منها وستكون في حمايتها وحماية الشعب، اما ان تتلكا وتتردد فهذا يعني ان لك اصابع فاسدة لا تريدها ان تظهر الى الملأ او ان هنالك اتفاقات كواليسية بينك وبين الكتل جعلتك ضعيف امامهم وهذه الطامة الكبرى فكيف يصلح الفاسد من هو بحاجة الى اصلاح.

سؤال اخر يطرح نفسه، هل ان الوزير الذي سيشمله الاصلاح اثناء ادائه استجد فساده ام انه اصلا فاسد منذ ان تولى منصبه ؟ واي الجوابين هو الصحيح فهذا يعني ان الحكومة هي السبب الرئيسي في عجز الميزانية بسبب هذه المفاسد وعدم معالجتها قبل تسليمها المناصب او عدم الجدية في مراقبتها لاستئصال الفساد حالما تظهر علامته.

ومشكلتنا الاخرى ان هنالك من لادراية له بكيفية ادارة شؤون البلد يضع شروطا وتعليمات لكيفية ادارة البلد ومثل هكذا اجتهادات انا اجزم ستقود البلد الى هاوية اعمق من تلك التي نحن فيها.