• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البلاء تمحيص للمؤمنين .
                          • الكاتب : فلاح السعدي .

البلاء تمحيص للمؤمنين

محص الذهب بالنار أي: أخلصه مما يشوبه ، وخلص الشيء صار (خالصاً) فمن حكمته (جل وعلا) في ابتلاء المؤمنين؛ ليمحص ما في صدورهم أي أن يصفيها وينقيها مما يشوبها من الجزع والاعتراض وكل الأخلاق الرذيلة .
وقد وردت عن الأئمة (صلوات الله عليهم) في هذا الباب الكثير من الأحاديث ، ففي الكافي([1]) عن أبي عبد الله (عليه السلام) (إن أمير المؤمنين لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة يقول فيها : ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث نبيه’ والذي بعثه بالحق لتبلبلنَّ بلبلة ولتغربلن غربلة يكون فيها أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبقن سباقون كانوا قصّروا ، وليقصرنّ سباقون كانوا سبقوا ، والله ما كتمت وسمة وكذبت كذبة ، ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم)،
وعن أبي يعفور قال: سمعت أبي عبد الله (عليه السلام) يقول:
(ويلٌ لطغاة العرب ، من أمر قد اقترب)، قلت : جعلت فداك كم مع القائم من العرب ؟ (قال نفرٌ يسيرٌ) ، قلت : والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير ، قال: لابد للناس أن يُمحصوا أو يُميّزوا ويُغربلوا ويُستخرج من الغِربال خلْق كثير)([2])، وعن معمر بن خلاد قال : سمعت أبا الحسن يقول :
({الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ}([3]) ثم قال لي : (ما الفتنة) ؟ قلت جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين ، فقال : (يفتنون كما يفتن الذهب ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب)([4]).
وعن سليمان بن صالح رفعة عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال :
(إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال ، فمن أقرّ به فزيدوه ومن أنكره فذروه ، إنه لابد من أن يكون فتنة يسقط فيها من يشق الشعر بشعرتين ،حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا).
وعن أمير المؤمنين× أنه قال لعبد الله بن يحيى:
>الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنته... إلى أن قال: إن الله يطهر شيعتنا من ذنوبهم في الدنيا بما يبتليهم من المحن<.
وفي خطبة من خطبه (عليه السلام):
>... وتدبروا أحوال الماضين من المؤمنين قبلكم كيف كانوا في حال التمحيص والبلاء، ألم يكونوا أثقل الخلائق أعباءاً، وأجهد العباد بلاءاً، وأضيق أهل الدنيا حالاً، اتخذتهم الفراعنة عبيداً فساموهم سوء العذاب، وجرعوهم المرار، فلم تبرح الحال بهم في ذل الهلكة، وقهر الغلبة، لا تجدون حيلة في امتناع، ولا سبيل إلى الدفاع، حتى إذا رأى الله حد الصبر منهم على الأذى في محبته والاحتمال للمكروه من خوفه، جعل لهم من مضايق البلاء فرجاً فأبدلهم العز مكان الذل، والأمن مكان الخوف ، فصاروا ملوكاً حكاماً، وأئمة أعلاماً وبلغت الكرامة من الله لهم ما لم تبلغ الآمال إليه بهم...)([5]) .
فلاح السعدي
F_m1333@yahoo.com
 
 
([1]) الكافي للكليني ج1 ,ص369 وج8 ص67ج23
([2]) الكافي ج1 ص370
([3]) العنكبوت: 1 ـ 2
([4]) الكافي للكليني ج1 ص370 حديث 4
([5]) نهج البلاغة ج2 ص152 الخطبة القاصعة
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7489
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29