وصلت حالة العراق المريرة الى مرحلة متقدمة من الحسم والقرار , فقد احترقت ورقة الاصلاح المعطلة اكثر من سنة , في المراوحة والمماطلة , والفشل في ايجاد طرق شيطانية , تكون في مقدورها امتصاص الغليان والنقمة والتذمر الشعبي العارم , فقد دخلت التظاهرات الاحتجاجية مرحلة نوعية من التقدم الكبير في صفوف الشعب , المكتوي بنار الازمات والمشاكل . فقد دخلت ساحة التحرير ( ميدان التحرير ) دماء وزخم جديد هائل , مما عقد العزم والارادة في الامل في انتصار الشعب على حيتان الفساد , والسير بكل ثقة في درب الاصلاحات الحقيقية . لقد استقبلت بغداد التظاهرة المليونية , التي ازدحمت بهم ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها . لتؤكد على استمرار مسيرة الشعب حتى تحقيق طموحاته بتنفيذ الاصلاحات الجذرية , وطرد حيتان الفساد , وتقديمهم الى المحاكم العراقية , وقد اكدت الشعارات الصادحة من الحناجر المليونية , على الروح الوطنية العراقية , فقد تعالت بترديد الشعارات ( نعم للعراق ) و ( نعم للاصلاح ) و ( كلا للفساد ) , هذه التظاهرة المليونية , وضعت الحكومة والبرلمان وبشكل خاص السيد العبادي على المحك , وسدت كل طرق التلاعب والشيطنة , واكدت باليقين الثابت , بان لا رجعة عن الاصلاح الجذري , وليس الهامشي والترقيعي , واصبح الواقع الجديد بالضغط الملايين من الشعب على تصحيح المسار السياسي , بالعزم في محاربة حيتان الفساد وتقديمهم الى المحاكم , والاهم رجوع المال العام المنهوب , ان زخم الارادة الشعبية انتقلت الى اعلى مرحلة من الكفاح الجسور , من اجل انقاذ العراق من الازمات الخطيرة , التي تهدد كيانه وهويته , ان التظاهرة المليونية والتظاهرات الاخرى في المدن العراقية , احتضنت كل مكونات وطوائف الشعب على يد واحدة , في التوجه الى انقاذ العراق من التحطيم والتهشم والتفتت والهلاك , وان بدعة الطائفية التي راهنت عليها كثيراً احزاب المحاصصة الفرهودية , تشهد خريف عمرها , ان هذا الاصطفاف الشعبي , اقوى رسالة دامغة في وجه احزاب المحاصصة الفرهودية , التي ربحت كثيراً وفازت بالمال والسلطة والنفوذ بذريعة التخندق والاحتراب الطائفي , ولم يعد المواطن الشريف يقتنع بالخطاب الطائفي المشحون بالتهور والتعنت والتعصب , الآن عتاوي وحيتان الفساد شعروا لاول مرة بالخوف والخطر , اكثر من اي وقت مضى ( الدهر يومان : يوم لك , ويوم عليك ) , انها الفرصة الاخيرة المتاحة امام السيد العبادي , ان يختار بأي صف يقف وينتمي وينحاز , اما للاصلاح او جبهة الشعب , او الى حيتان وعتاوي الفساد , ليس هناك طريق ثالث , سقطت كل اوراق العهر السياسي وسمسرته التجارية المنافقة , ان ارادة الشعب اقوى من اي وقت مضى , ولم تعد نغمة تشكيل حكومة تكنوقراط , مثل ماتريدها احزاب المحاصصة الفرهودية على مقاساتها , بأن تكون تابعة وحزبية , تحت وصاياهم واشرافهم , بالتغيير الهامشي ( زرق ورق ) وليس بالتغيير الجذري لان ( فاقد الشيء لا يعطيه ) . لقد سقطت كل الاوراق التي كانوا يراهنون عليها , وسقطت الاقنعة والعورات , ولم تعد معزوفة تشكيل حكومة تكنوقراط شفيعهم الوحيد , في الدهاء الشيطاني , بمعنى خروج شلة حرامية , ودخول شلة اخرى نفس طينتهم , تحت ذريعة حكومة تكنوقراط , حتى يستمر الفساد والخراب , والعتاوي تسرق بكل شهية جائعة , بأن تضع ثقل وكاهل الازمة المالية على الشعب والمواطن الفقير بأن يدفع فاتورة ضريبتها , ان التحديات الكبيرة التي تعصف بالعراق , لا تترك مجالاً لتلاعب والشيطنة والمرواحة والتماطل , وان على السيد العبادي ان يملك الشجاعة والمسؤولية , او يعترف بالفشل وينسحب احتراماً لكرامته , اذا يشعر بثقل المسؤولية وعجزه بالوفاء بها . ان العراق يحتاج الى قرارات شجاعة , في تنفيذ الاصلاحات الحقيقية , ومحاربة حيتان الفساد وتقديمهم الى السلطة القضائية للمحاسبة والعقاب , وعودة الاموال المنهوبة , التي سرقت من اموال الشعب , انها المنقذ والعلاج الوحيد لشفاء العراق من الازمة المالية وشبح الافلاس , اذا عرفنا حجم الاموال المسروقة والتي تقدر باكثر من 500 مليار دولار . او ان احزاب المحاصصة الفرهودية تسد بابها ولم تصغي الى مطاليب الشعب ولم تعر اهمية كما تعودت , عليها ان تعرف بأن المنطقة الخضراء على مرمى حجر , وكفيلة باجتياحها , اذا تفجرت بركان الانتفاضة الشعبية , عندها ستشعر حيتان الفساد بالندم وعض الاصابع ,. وان غداً لناظره قريب |