• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا تستغربون من تصريحات إبن زايد عن الحشد الشعبي؟! .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

لماذا تستغربون من تصريحات إبن زايد عن الحشد الشعبي؟!

في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية روسيا سيرجي لا فروف يوم الجمعة الفائت الموافق ( 26 شباط 2016 ) صرّح عبد الله بن زايد وزير خارجية الامارات العربية بما يلي: ( لا يمكن أن نفرّق بين داعش والنصرة من جهة والجماعات المدعومة من إيران في سوريا والعراق، إذا كنا نريد القضاء على داعش والنصرة مرة واحدة، وننتهي من ذلك، لا يمكن أن نرى كتائب أبو الفضل العباس وجماعة بدر والحشد الشعبي وحزب الله يفعلون ما يفعلونه بأبناء الشعب العراقي والسوري ). 
ليس هذا الكلام غريبا على شعوب المنطقة والمراقب المحايد، فهو متناغم مع تصريحات مسؤولين اسرائليين وأمريكيين وسعوديين وقطريين وغيرهم من حكام العرب الذين يقيمون العلاقات مع إسرائيل في السرّ سابقا والعلن حاليا، بات معلوما أن علاقات حكومات الخليج مع إسرائيل موجودة منذ تأسيس الكيان الصهيوني ولغاية هذا اليوم، وهي في تطور دائم، خاصة بعد هجوم الارهاب المدعوم من حكومات الخليج على العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان، وعلى كل بلد يشم منه رائحة المقاومة ضد إسرائيل. 
 إبن زايد الذي انتفض بوجود وزير خارجية روسيا لافروف، انتصارا لداعش والنصرة، لأن روسيا اعلنت أنها ستستمر في قصف داعش والنصرة، ممتعض من هذه الخطوة وكأنه يريد إيصال رسالة إلى روسيا إن من يريد إنهاء داعش والنصرة في سوريا والعراق، عليه ايضا إنهاء أعداء داعش والنصرة الحقيقيون من إبناء المقاومة والحشد الشعبي إذ قال ابن زايد ( إذا كنا نريد القضاء على داعش والنصرة مرة واحدة، وننتهي من ذلك، لا يمكن أن نرى كتائب أبو الفضل العباس وجماعة بدر والحشد الشعبي وحزب الله )، يريد بن زايد (وحدة بوحدة)، إكراما لعيون إسرائيل، وكي تطمئن امريكا بعد أن أصبح الحشد الشعبي مصدر قلق على مستقبل مشاريعهم التقسيمية في العراق وسوريا.
يريد ابن زايد أن يقول: أنه ومعه أعراب الخليج من محورعملاء امريكا والصهيونية سيستمرون في دعمهم للنصرة وداعش، لأن هناك تيارا معاديا لإسرائيل اسمه الحشد الشعبي لا يزال موجودا في الساحة، ويريد إيصال رسالة أيضا إلى إسرائيل مفادها أن الامارات وحكومات الخليج الاخرى، وحكومات أخرى في المنطقة منها حكومة اردوغان في تركيا، لا زالت عند تعهداتها في رعاية أمن إسرائيل من خلال دعم الارهاب الذي هدفه حماية أمن الصهاينة، هذه الحكومات العربية العشائرية الخائنة لشعوبها وشعوب المنطقة، وخائنة للاسلام الاصيل الذي يرفض الظلم والذّل، تبنت الاسلام التكفيري الذي انتج جميع منظمات الارهاب في المنطقة، لأن الاسلام التكفيري الوهابي هو خير من يخدم الاهداف الامريكية والصهيونية. 
تقول وثائق ويكليكس أن جميع دول الخليج ترتبط بعلاقات مع إسرائيل بدرجة من الدرجات سرّا، وتقول إحدى الوثائق إن وزير خارجية الامارات ( الشيخ عبد الله بن زايد أنشأ علاقات شخصية جيدة مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، لكن الامارتيين ليسوا على استعداد للقيام علانية بما يقولونه في اللقاءات المغلقة ) وليفني صرحت أكثر من مرة، كيف تقدم نفسها إلى المسؤولين الاعراب وغيرهم، خدمة للدولة اليهودية، وتعد علاقتها الجنسية معهم مقدسة، على طريقة جهاد النكاح عند داعش، وربما جهاد النكاح الداعشي هذا مقتبس من جهاد الحركة اليهودية المتطرفة التي تبيح للمرأة اليهودية ممارسة النكاح مع غير اليهودي خدمة للديانة اليهودية على حد قول اليهود المتطرفين، ولا نرى فرقا بين كلامهم هذا وفتاوى جهاد النكاح الداعشي، الفرق أن اليهودية تجاهد نكاحا مع غير اليهودي، لكن الداعشية تجاهد نكاحا حتى لو كانت متزوجه مع الداعشي نفسه لا مع غير الداعشي، ولا ندعي أن جميع اليهوديات مسموح لهن الزنا مع غير اليهودي خدمة للديانة اليهودية، بل اليهود المتصهينون الذين يحملون فكرا يهوديا متصهينا متطرفا، على غرار الدواعش الذين  لا يعسكون موقف المسلمين، بل يعكسون حقيقة فكرهم الداعشي الوهابي المتطرف، ولا علاقة للمسلمين الآخرين والاسلام الاصيل بافكارهم المتطرفة والمنحرفة، وهذا دليل على أن فكر جميع منظمات التكفير الوهابية ذو جذور صهيونية، والحكومات التي ترعى هذه المنظملت الارهابية جميعها ترتبط مع إسرائيل في علاقات سرية أو علنية، ومعها حكومة حزب أردوغان الاخواني الحاكم في تركيا، وقد كشفت الاحداث جميع هذه الوقائع. يقول هداس رئيس دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الاسرائيلة:
 ( إن عرب الخليج يثقون في دور إسرائيل مع الولايات المتحدة، ولكن بسبب شعورهم أن بامكانهم الاعتماد على إسرائيل ضد إيران، إنهم يعتقدون أن إسرائيل يمكن أن تعمل سحرا. )، فحقدهم على إيران جاء بسبب أن إيران تدعم المقاومة ضد إسرائيل وضد الحكام الظالمين، ونرى اليوم الدعم الامريكي الاسرائيلي لحكام الخليج الذي يحاربون كل الشعوب وتطلعاتها في المنطقة.  
الحكام الاعراب امراء وملوك ورؤساء جُلّهم مرتبطون باسرائيل بوجه من الوجوه، وبدرجة من الدرجات، والعلاقات الاسرائيلية مع حكام الخليج تحولت من السرّ الى العلن، إذ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية عن زيارات وفود متبادلة بين إسرائيل ودول الخليج العربي خاصة السعودية وقطر والامارات، ولم يعد هذا الامر خافيا أو تستحي منه هذه الدول العشائرية التي ترى في إسرائيل خير حليف لها ضد ايران، وفي سنة ( 2014 ) زار وفد اسرائيلي الامارات برئاسة وزير الطاقة الاسرائيلي ( سليفان شالوم ) للمشاركة في مؤتمر الطاقة المتجددة، وقالت صحيفة هآرتس الاسرائيليه في حينها: إن زيارة شالوم إلى أبو ظبي، ربما تتمخض عن الاعلان عن افتتاح قنصلية اسرائيلية بدول الخليج العربي، لتكون من نصيب الامارات العربية، وزيارات وفود اسرائلية الى دول الخليج العربية مستمرة وكذلك زيارة وفود خليجية عربية إلى إسرائيل، وأخذت الصحافة الاسرائلية وبعض المسؤولين الاسرائيليين يتحدثون عنها في العلن، وآخر ما طرح زيارة وفد إسرائلي إلى السعودية، ونقلت بعض الوكالات عن تقارير غربية عن تنسيق غير مسبوق بين السعودية وإسرائيل خاصة بعد الاتفاق النووي الايراني .
إنّ تصريح بن زايد عن الحشد الشعبي الذي أقلق اسرائيل حسب ما اعلن نتنياهو، جاء لأجل أن ترضى اسرائيل عن ابن زايد وحكومته التي ترتبط  معها بعلاقات طيبة منذ سنوات، ليس الامارات فحسب بل جميع الحكومات العشائرية في الخليج إضافة إلى الاردن والمغرب وحكومات أخرى، وتصريح بن زايد لا يجلب الاستغراب بعد أن عرفت شعوب المنطقة الدور الذي تقوم به السعودية والامارات وقطر وحكومات أخرى في المنطقة لخدمة إسرائيل. 
عليه فنحن لا نستغرب من تصريحات ابن زايد، وقبله سفير السعودية في العراق ومسؤولين خليجيين آخرين، بعد أن أصبح الحشد الشعب مصدر قلق لأمريكا وإسرائيل لأنه أربك مخططاتهم في العراق وسوريا، وكيف لا يقلق بن زايد وقد عبّر سيده نتنياهو بنفسه عن قلقه وانزعاجه من الحشد الشعبي، وعدّه مصدر تهديد لاسرائيل، بعد هذا الواقع الذي يعيشه حكام الخليج، ومنهم عبد الله بن زايد لا نعجب من تصريحاته وتصريحات غيره من الاعراب المتصهينين ضد الحشد الشعبي، لأن سيدهم نتنياهو قد سبقهم في هذا التصريح وهم يدورون في فلكه.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=75169
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 02 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28