• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح314 سورة سبأ الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح314 سورة سبأ الشريفة

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ{12}
تنعطف الآية الكريمة لتذكر شيئا من اخبار النبي سليمان "ع" حيث سخر الله تعالى له : 
1- (  وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ ) , سخر الله تعالى له الريح , ( غُدُوُّهَا شَهْرٌ ) , مسيرها من الصباح حتى المساء مسير شهر للقوافل والمسافرين , بيانا لسرعتها , (  وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ) , وكذلك مسيرها من المساء حتى الصباح مسيرة شهر للقوافل والمسافرين . 
2- (  وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ) : عين القطر هو النحاس المذاب , جرت بين يديه كما يجري الماء , يرى بعض المفسرين ان تلك العين كانت في اليمن . 
3- (  وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ) : وكذلك سخر الله تعالى له الجن (  وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ ) , منقادين للعمل والخدمة , لكن (  بِإِذْنِ رَبِّهِ ) , لا يخرج شيء عن امره جل وعلا , سواء كان كبيرا او صغيرا , (  وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا ) , ومن يعدل من الجن عن امره تعالى في طاعة سليمان "ع" , (  نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ) , يختلف المفسرون في كون هذا العذاب في الدنيا او في الاخرة , ويرى البعض الجمع بينهما .  
 
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ{13} 
تستمر الآية الكريمة مبينة اعمال الجن ومجال تسخيرهم لسليمان "ع" :
1- (  يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ ) , أبنية مرتفعة ذات درجات , سميت محاريب لأنها مما يذب ويدافع عنه ويحارب عليها . 
2- (  وَتَمَاثِيل ) : صور , بعض المفسرين يرى انها تماثيل الرجال والنساء وباقي الاشياء الاخرى , الا انها لم تكن محرمة في شريعته "ع" , اما بعض المفسرين يرون انها صورا للأشياء كالشجر وغيره . 
(  عن الصادق عليه السلام والله ما هي تماثيل الرجال والنساء ولكنها الشجر وشبهه ) . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .      
3- (  وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ ) : (  وَجِفَانٍ ) , جمع جفنة , (  كَالْجَوَابِ ) جمع جابية كالحوض الكبير . 
4- (  وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ) : ثابتات , لا يتحركن لضخامة حجمهن .  
قال الله تعالى لهم (  اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً ) , بطاعته جل وعلا وشكرا لما آتاكم وسخر لكم , (  وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) , في النص المبارك اراء كثيرة منها : 
1- بيان لقلة الشاكرين من الثقلين "الانس والجن" . 
2- المتوفر على أداء الشكر بقلبه ولسانه وجوارحه أكثر أوقاته ومع ذلك لا يوفي حقه لأن توفيقه للشكر نعمة يستدعي شكرا آخر لا إلى نهاية ولذلك قيل الشكور من يرى عجزه عن الشكر . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .           
 
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ{14}
تستمر الآية الكريمة في موضوع النبي سليمان "ع" (  فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ) , عليه "ع" , (  مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ) , مما يروى انه "ع" مات واقفا متكئا على عصاه ما يقارب سنة او اكثر على اختلاف الآراء , بينما الجن مستمرون في الاعمال الشاقة لا يعلمون بموته كل هذه الفترة , حتى أكلت دودة الارضة عصاه , (  فَلَمَّا خَرَّ ) , وقع , (  تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ ) , انكشف لهم , (  أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ) , ومن ذلك الغيب ما غاب عنهم موته "ع" , (  مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) , العمل الشاق الذين كانوا مسخرين للقيام به . 
( عن الباقر عليه السلام قال أمر سليمان بن داود عليه السلام الجن فصنعوا له قبة من قوارير فبينا هو متكئ على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف يعملون وينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة فإذا هو برجل معه في القبة ففزع منه فقال له من أنت قال أنا الذي لا أقبل الرشا ولا أهاب الملوك أنا ملك الموت فقبضه وهو متكئ على عصاه في القبة والجن ينظرون إليه قال فمكثوا سنة يدأبون له حتى بعث الله عز وجل الأرضة فأكلت منسأته وهي العصا فلما خر تبينت الجن الآية. قال عليه السلام فالجن يشكر الأرضة بما عملت بعصا سليمان فما تكاد تراها في مكان إلا وعندها ماء وطين ) . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .           
  
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ{15} 
تنتقل الآية الكريمة لتذكر شيئا عن قبيلة سبأ ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ ) , سبأ بن يشخب بن يعرب بن قحطان الذي تنتمي تلك القبيلة اليه , (  فِي مَسْكَنِهِمْ ) , في اليمن , مأرب , (  آيَةٌ ) , دالة على قدرته جل وعلا , (  جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ) , مجموعتين من البساتين , احدها الى اليمين والاخرى الى الشمال , (  كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ ) , من تلكما الجنتين , (  وَاشْكُرُوا لَهُ ) , واشكروه على ما افاء عليكم من خيراتهما , (  بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ ) , قيل انه لا يوجد فيها قمل وبراغيث وعقارب , ولا افاعي ولا ذباب , (  وَرَبٌّ غَفُورٌ ) , كثير المغفرة . 
(  عن النبي صلى الله عليه وآله أنه سئل عن سبأ أرجل هو أم إمرأة فقال هو رجل من العرب ولد له عشرة تيامن منهم ستة وتشأم منهم أربعة فأما الذين تيامنوا فالأزد وكندة ومذحج والأشعرون والأنمار وحمير قيل ما أنمار قال الذين منهم خثعم وبجيلة وأما الذين تشأموا فعاملة وجذام ولحم وغسان ) . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .           
 
فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ{16} 
تستمر الآية الكريمة في حديثها عن قوم سبأ (  فَأَعْرَضُوا ) , عن شكره عز وجل , (  فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ ) , فيضان عارم , جارف , عقابا لهم , (  وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ ) , مر , (  وَأَثْلٍ ) , وهو شجر الطرفاء , لا ثمر له , (  وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ) , النبق , شجرة قليلة الثمر .     
( إن بحرا كان في اليمن وكان سليمان عليه السلام أمر جنوده أن يجروا لهم خليجا من البحر العذب إلى بلاد الهند ففعلوا ذلك وعقدوا له عقدة عظيمة من الصخر والكلس حتى يفيض على بلادهم وجعلوا للخليج مجاري فكانوا إذا أرادوا أن يرسلوا منه الماء أرسلوه بقدر ما يحتاجون إليه وكانت لهم جنتان عن يمين وشمال عن مسيرة عشرة أيام فيها يمر المار لا يقع عليه الشمس من التفافها فلما عملوا بالمعاصي وعتوا عن أمر ربهم ونهاهم الصالحون فلم ينتهوا بعث الله عز وجل على ذلك السد الجرذ وهي الفارة الكبيرة فكانت تقلع الصخرة التي لا تستقلها الرجال وترمي بها فلما رآى ذلك قوم منهم هربوا وتركوا البلاد فما زال الجرذ تقلع الحجر حتى خربوا ذلك السد فلم يشعروا حتى غشيهم السيل وخرب بلادهم وقلع أشجارهم وهو قوله تعالى لقد كان لسبأٍ الآية إلى قوله سيل العرم أي العظيم الشديد ) . "تفسير القمي" . 
 
ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ{17} 
تستمر الآية الكريمة (  ذَلِكَ ) , التبديل وتغير الاحوال , (  جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ) , كان جزاء لهم بسبب كفرهم وعدم شكرهم , (  وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ) , لا يكون العقاب الا على كثيري الكفر .    
 
وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ{18} 
تستمر الآية الكريمة (  وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ ) , اليمن , (  وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ) , مكة او بعضا من قرى الشام على اختلاف الآراء , (  قُرًى ظَاهِرَةً ) , متواصلة , يظهر بعضها لبعض , (  وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ) , يكتفي المسافر للتنقل بينها بالسير , فيصيب القيلولة في قرية منها , ويبات في الاخرى , (  سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) , سيروا اليهما في ليل او نهار امنين مطمئنين , لا تخافون ولا تحذرون شيئا .    
 
فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ{19} 
تروي الآية الكريمة شيئا مما قالوه تبطرا (  فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا ) , الى الشام , كي يتطاول الاغنياء على الفقراء بالرواحل والطعام والشراب , (  وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) , بالكفر والبطر , (  فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ) , فكانوا احاديث يتناقلها الناس , وقيل عنهم في الامثال ( تفرقوا أيدي سبأ ) , (  وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ) , تفرقوا تفريقا بعد ان كانوا مجتمعين , " حتى لحق غسان منهم بالشام وأنمار بيثرب وجذام بتهامة والأزد بعمان " – تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني - , (  إِنَّ فِي ذَلِكَ ) , المذكور , (  لَآيَاتٍ ) , دلالات وعبر , (  لِّكُلِّ صَبَّارٍ ) , عن المعاصي , قائما بالطاعة , (  شَكُورٍ ) , كثير الشكر للنعم .  
 
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ{20} 
تستمر الآية الكريمة (  وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ ) , عليهم حين قال { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } ص82 , (  إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ) , يستثني النص المبارك فريق المؤمنين . 
 
وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ{21} 
تستمر الآية الكريمة (  وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ ) , ما كان لإبليس اللعين من تسلط على الكفار , فيجبرهم على الكفر , (  إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ ) , لكن ليظهر من يؤمن بالأخرة , (  مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ ) , فيتميز المؤمن عن الكافر , (  وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ) , رقيب فيجازي عليه .   
 
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ{22} 
تستمر الآية الكريمة (  قُلِ ) , لهم يا محمد , أي كفار مكة , (  ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ ) , اصنامكم , ادعوها لجلب نفع او دفع ضر , (  لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ) , فهم لا يملكون وزن ذرة من خير او شر في سموات او ارض , (  وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ ) , لا خلقا ولا ملكا ولا تدبيرا ولا شفاعة , (  وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ) , ما له جل وعلا منهم معينا يعينه على الخلق وتدبيره  , حيث ادعى المشركون ان تلك الاوثان تعين الله "تعالى عن ذلك" على ادارة الملك والملكوت .  
 
وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ{23}
تستمر الآية الكريمة مبينة (  وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ ) , لا تنفع عنده جل وعلا شفاعتهم , وهو ردا على زعمهم ان الهتهم تشفع لهم عند الله تعالى , (  إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) , الشفاعة محصورة في من أذن له الرحمن بها , (  حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ ) , يتربصون فزعين , فاذا كشف الفزع عن قلوبهم , (  قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ) , قال بعضهم لبعض , (  قَالُوا الْحَقَّ ) , قد أذن بالشفاعة , (  وَهُوَ الْعَلِيُّ ) , وهو جل وعلا ذو العلو فوق خلقه قهرا وغلبة , (  الْكَبِيرُ ) , العظيم ذو الكبرياء .   
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=75313
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28