لعدة أسابع خلت, والمرجعية الدينية لم تبادر في الحديث عن الأوضاع السياسية في العراق رغم سخونتها عبر الخطبة السياسية لصلاة الجمعة, ولكنها تكتفي بقراءة مقاطع من الأدعية ورسائل أمير المؤمنين "ع" إلى عماله في البلدان.
قطعاً لم تكن رغبة المرجعية العليا هكذا, أو معهود عنها أن "تترك الحبل على الغارب" كما يقال في المثل العربي مع سخونة الإحداث السياسية؛ من اضطراب للوضع العام, وقتال على طول العمليات العسكرية, وتدني في الوضع الاقتصادي للبلد, وتصدي المظاهرات للمشهد الإعلامي الوطني, وغيرها من الأمور التي يحتاج بناء الشعب الجريح رأي المرجعية الدينية فيها.
ألا أن المرجعية العليا تكتفي بقراءة نصوص من رسائل الإمام أمير المؤمنين "ع" إلى عوامله في الأمصار والبلدان, أبان حكومته الراشدة آنذاك, ومنهم محمد ابن أبي بكر وغيره, في إرشادهم وتوجيههم في كيفية إدارة شؤون العباد والبلاد, كونها أمانة في أياديهم, وهم يمثلون الإمام أمير المؤمنين "ع" في حكمهم وسلطانهم, وأن كل ما يصدر منهم فأنه يعكس الصورة الحقيقية للسلام العلوي الأصيل, والسنة المحمدية الشريفة.
ولا يخفى على احد؛ تلك الرسالة الخالدة التي أرسلها الإمام "ع" إلى احد عماله, ممن خان الأمانة التي كلف في إدارتها, وسرق الأموال العام, تحت ذرائع ما انزل الله فيها من سلطان, حيث يؤنبه الإمام "ع" على سوء أفعاله, ويحذره من الهيمنة على بيت المال, مذكراً أيها بأن ما تأخذه ليس ارث لك من أموال أمك أو أبيك, إنما هذه أموال الأيتام والفقراء ومساكين المسلمين.
ونفهم من هذه الرسالة؛ أن السيد السيستاني, يخاطب ممن حكموا ويحكمون العراق, بأن تبجحكم بأنكم مسلمين, ومن إتباع الإمام علي أمير المؤمنين "ع" لا يغفر لكم خيانتكم للأمة, التي أوصلتكم إلى الكراسي بأصواتها, وأن ما نهبتموه من المال العام حرام عليكم, وأنه سيكون خصمكم في اليوم القيامة أن كنتم أحراراً. |