• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الامام علي ع لم يبايع لابي بكر كما قال الشيخ المفيد .
                          • الكاتب : الشيخ عقيل الحمداني .

الامام علي ع لم يبايع لابي بكر كما قال الشيخ المفيد

عند تتبعنا فصول التاريخ والبحث عن حقيقة ماجرى بعد شهادة النبي ص واله واستقراءنا لنصوص التاريخ البعيدة عن الدس والتشويه العباسي نجد هذه الحقيقة واضحة انه لم يبايع أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) طول حياته ولم يتمكن أحد من ارغامه على البيعة لانّه بنصّ النبي (صلى الله عليه وآله) أولى من غيره والإمامة والخلافة ثابتة له .
واشار الشيخ المفيد : لم يبايع علي (عليه السلام) أبابكر .
اذ قال : قد أجمعت الأمة على أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) لم يبايع أبابكر قط .واجمعت الأمة على أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) تأخر عن بيعة أبي بكر فالمقلل يقول تأخره ثلاثة أيام ، ومنهم من يقول تأخر حتى ماتت فاطمة (عليها السلام)ثم لم بايع بعد موتها .ومنهم من يقول تأخر أربعين يوماً ، ومنهم من يقول تأخر ستة أشهر .والمحققون من أهل الإمامة يقولون : 
لم يبايع ساعة قط . فقد حصل الاجماع على تأخره عن البيعة ، ثم اختلفوا في بيعته بعد ذلك [1] .
وأضاف الشيخ المفيد قائلاً :فمما يدل على أنه (عليه السلام) لم يبايع البته أنه ليس يخلو تأخره من أن يكون هدى وتركه ضلالاً ، ويكون ضلالاً وتركه هدى وصواباً ، أو يكون صواباً وتركه صوباً ، أو يكون خطأ وتركه خطأ .
فلو كان التأخر ضلالاً وباطلاً لكان أمير المؤمنين (عليه السلام) قد ضل بعد النبي (صلى الله عليه وآله)بتركه الهدى الذي كان يجب المصير إليه .
وقد أجمعت الأمة على أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) لم يقع منه ضلال بعد النبي (صلى الله عليه وآله)ولا في طول زمان أبي بكر وأيام عمر وعثمان وصدراً من أيامه حتى خالفت الخوارج عند التحكيم وفارقت الأمة ، وبطل أن يكون تأخره عن بيعه أبي بكر ضلالاً .
وان كان تأخره هدى وصواباً وتركه خطأ وضلالاً فليس يجوز أن يعدل عن الصواب إلى الخطأ ولا عن الهدى إلى الضلال لاسيما والاجماع واقع على أنه لم يظهر منه ضلال في أيام الثلاثة الذين تقدموا عليه . ومحال ان يكون التأخر خطأ وتركه خطأ للاجماع على بطلان ذلك أيضاً ولما يوجبه القياس من فساد هذا المقال .
وليس يصح أن يكون صواباً وتركه صواباً لأن الحق لا يكون في جهتين مختلفتين ولا على وصفين متضادين ، ولان القوم المخالفين لنا في هذه المسألة مجمعون على أنه لم يكن اشكال في جواز الاختيار وصحة إمامة أبي بكر .
والناس من الشيعة يقولون : 
إنَّ إمامة أبي بكر كانت فاسدة فلا يصح القول بها أبداً ، وقائل من الناصبة يقول إنها كانت صحيحة ولم يكن على أحد ريب في صوابها ، إذ جهة استحقاق الإمامة هو ظاهر العدالة والنسب والعلم والقدرة على القيام بالامور ، ولم تكن هذه الامور تلتبس على أحد في أبي بكر عندهم .
وعلى ما يذهبون إليه فلا يصح مع ذلك أن يكون المتأخر عن بيعته مصيباً أبداً لانه لا يكون متأخراً لفقد الدليل بل لا يكون متأخراً لشبهة وإنما يتأخر إذا ثبت أنه تأخر للعناد .
فثبت بما بيناه أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) لم يبايع أبابكر على شيء من الوجوه كما ذكرناه وقدمناه ، وقد كانت الناصبة غافلة عن هذا الاستخراج في موافقتها على أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) تأخر عن البيعة وقت ما ، ولو فطنت له لسبقت بالخلاف فيه عن الاجماع وما أبعد انهم سيرتكبون ذلك إذا وقفوا على هذا الكلام .
غير أن الاجماع السابق لمرتكب ذلك يحجه ويسقط قوله فيهون قصته ولا يحتاج معه إلى الاكثار) [2] .
 
الامام علي ع يعترف بعدم بيعته لابي بكر :
وقد قال الامام علي ع لمعشر الانقلابيين : أنا أحق بهذا الأمر منكم ، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي [3].
ونقل الماحوزي في كتابه الاربعين نص خطير عن المؤرخ الطبري :
وقال محمد بن جرير الطبري ، انه (عليه السلام) لم يبايع أصلاً ولو أنه بايعه كما بايع غيره لما وقع الخلاف في هذه الأمة في أمره سلام الله عليه خاصة من بين الصحابة وما هموا بقتله وجمعوا الحطب على بابه ، وهموا باحراق بيته وفيه ولداه سيدا شباب أهل الجنة وريحنتا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة (عليها السلام) [4] .
 
القبائل التي لم تبايع أبابكر
اشار بعض الباحثين الى هذا المطلب المهم انه رفضت الكثير من القبائل المسلمة مبايعة أبي بكر طاعة منها لبيعتها الإمام علي (عليه السلام)في الغدير .فتلك القبائل آمنت بالله ورسوله والتزمت بعهودها وبيعتها واستنكرت بيعة أبي بكر في السقيفة المخالفة لبيعة الغدير .
ومن تلك القبائل قبيلة هوازن التي حاربت المسلمين في معركة حنين ثم آمنت بالدين الحنيف .ولم تنس قبيلة هوازن لطف النبي (صلى الله عليه وآله) معها بعد المعركة من العفو عن الرجال واعادة النساء والاطفال والغنائم إليهم .
فأصبحت هذه القبيلة وفية للإسلام وعهوده ووعوده ورفضت اغتصاب أبي بكر للسلطة معلنة الحرب دفاعاً عن نصوص الغدير الالهية .
فقالت قبيلة هوازن : لا نبايع ذا الخلال [5] .الخلال كساء فدكي يضعه عليه أبوبكر .
 
والقبيلة الثانية الملتزمة ببيعة الغدير الالهية والمخالفة لبيعة أبي بكر القسرية هي قبيلة مالك بن نويرة اليربوعي .
التي رفضت اعطاء الحقوق المالية لأبي بكر رفضاً منها لبيعته اللاشرعية فقتلهم خالد بن الوليد وزنا بزوجة مالك بن نويرة ومثَّل برأسه ورؤوس قومه بوضعهم تحت قدور طعامه .
ثم أكل خالد وأفراد جيشه ذلك الطعام تقليداً منه لأعراب الجاهلية .
بينما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : المثلة بالميت حرام [6] .
وخالفت قبائل أخرى بيعة أبي بكر فحاربها أبوبكر تحت عنوان امتناعها من اعطاء الزكاة .
فاذا القبائل هذه امتنعت عن البيعة حتى ابيدت فكيف يبايع الامام علي ع ؟؟
 
الصحابة المخالفون لبيعة أبي بكر:
وعارض رؤوس الصحابة من المهاجرين والانصار بيعة أبي بكر المعارضة للنص الالهي فأسامة بن زيد لم يبايع إلى أن مات [7] .
وأبوذر جندب بن جنادة الغفاري لم يبايع الشيوخ الثلاثة ويتولى علياً (عليه السلام) . وكان ينكر على الثلاثة ، قولاً وفعلاً وسراً وجهاراً [8] .
فأبوذر تعلم ذلك من استاذه علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
وفي صلاة الجمعة في الشام كان الوعاظ يذكرون مناقب الثلاثة فيقول أبوذر : لو رأيتموا ما أحدثوا بعده شيّدوا البناء ولبسوا الناعم وركبوا الخيل وأكلوا الطيبات [9] .
وركز بريدة بن الحصيب الأسلمي رأيته في وسط قبيلة أسلم قائلاً : لا أبايع حتى يبايع علي [10] .ولم يبايع أبابكر سلمان الفارسي والمقداد بن عمرو وعمار بن ياسر . ومن الانصار : أبوالهيثم بن التيهان وسهل وعثمان ابنا حنيف وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبي بن كعب وأبو أيوب الانصاري [11] .
ولم يبايع سعد بن عبادة أبابكر حتى مقتله في وادي حوران في الشام بيد رجال الدولة .
إذ نفته الدولة إلى الشام أولاً ثم أرسلت إليه خالد بن الوليد ومحمد بن مسلمة فقتلاه [12] .
ولم يبايع أهله وولده وعلى رأسهم الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة الذي كان من النبي (صلى الله عليه وآله) بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير [13] .
ومن الممتنعين عن البيعة إلى مماته أيضاً خالد بن سعيد بن العاص .
قال المعتزلي : لم يبايع خالد بن سعيد بن العاص أبابكر لمدة سنة [14]إلى أن مسح أبوبكر يده بيد خالد وعرَّفها بيعة منه وهو لم يبايع أبداً إلى أن قتلته الدولة في الشام مثلما قتلت سعد بن عبادة فمات وهو رافض بيعة أبي بكر [15].
 
**************
 
[1] الفصول المختارة ، المفيد 31 .
[2] الفصول المختارة ، المفيد 58 .
[3] البحار 3 / 11 كشف المحجّة لثمرة المهجة ، ابن طاووس الحسني 177 .
[4] الأربعين ، الماحوزي 265 .
[41] تاريخ أبي الفداء 1 / 156 ، العقد الفريد 4 / 259 ، أنساب الأشراف 1 / 586 ، تاريخ الطبري 2 / 442 طبعة مصر القديمة ، تاريخ اليعقوبي 2 / 126 ، الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة 12 ، شرح نهج البلاغة ، الرياض النضرة 1 / 197 ، تاريخ الخميس 1 / 188 ، السقيفة وفدك ، الجوهري 51 .
[5] شرح النهج ، المعتزلي 6 / 41 
[6] نيل الأوطار ، الشوكاني 4 / 176 ، فقه السنن ، السيد سابق 1 / 224 ، 
[7] الصراط المستقيم علي بن يونس العاملي 2 / 301 .
[8] شرح أُصول الكافي ، المازندراني 12 / 274 .
[9] شرح أُصول الكافي ، المازندراني 12 / 274 .
[10] الفوائد الرجالية ، السيد بحر العلوم 2 / 120 .
[11] الفوائد الرجالية ، بحر العلوم 2 / 332 .
[12] الأنساب ، البلاذري 1 / 589 ، قاموس الرجال 8 / 388 .
[13] اختيار معرفة الرجال ، الطوسي 1 / 29 ، مروج الذهب 2 / 301 ،
[14] شرح النهج ، المعتزلي 6 / 41 .
[15] شرح النهج 6 / 43 . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=75621
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20