• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رسالة الى صاحب الامر .
                          • الكاتب : علي حسام .

رسالة الى صاحب الامر

 لكلِّ من يحملُ الإحساسَ ذاتَهُ الذي أشعُر .. أشارككُم رسالتي هذه التي أرسلتُها عبر نظام أكثر تطوراً من شبكات الإنترنت ، آملُ ان يصلَ إليهِ العلمُ قريباً ، كي لا أُضطر - في المرة المقبلة - لكتابة منشورٍ بهذا الحجم لإيصال الفكرة ، كما لا تضطرون لقراءة كل هذه السطور لفهم المعنى! ..
 
إليك أنت أيها الإنسان الكامل
  لن أصِفَكَ بالـ"عظيم" أو "الجليل" فإنها صفاتٌ لمن هم ليسوا كذلك إطلاقاً - أو هكذا أصبح معناها في عصر عبدةِ الآلهةِ المتعددة ، تماماً كما كانت تدل قُبيل عام الفيل! - و إسمح لي إذ لا أستطيع مناداتك بـ"سيدي" فلقد أضعت دلالتها على التبجيل مذ أن أصبت بفوبيا (التملق خوفاً من المتنفذين) ، كما إعذرني من دعوتك "مولاي" إذ أقالوك من منصب الولاية التي أغتصبتها حفنةٌ من قُطّاعِ الصراط المستقيم ، للأسف لا أستطيع حتى دعوتك بـ"اﻹمام" فلعل من سمِعنا يشتبِهُ عليه هويةَ المنادى فقد كثر المدعون! كما كثرت الحجج الى حد أن "تَشَابَهَ عَلَيْنَا" فسامحني إن لم أناديك بـ"الحجة" ، أرجوك تقبل نجوايَ اﻷولى وإن كانت تخرُّصاً .. فهي اﻷقلُّ تشوهاً وإن أستُلهِمَتْ ممن هم كثيراً ما ينكِروك - معَ أني أرى أنَّهم ينقِضُون الإنسانيةَ التي يعرفوها في إنكارِهِم هذا - لكن لا بأس! ، فأنت أرفَعُ من مجردِ إنتماءاتٍ لم تثمِر غيرَ التناحُرات ، ومنسلخٌ عن كلِّ الآيدلوجياتِ التي أعطَبت أدمِغَتنا ومنعَتْنا من أيِّ تفكيرٍ حرٍ مجرد.
  أيها الإنسان الكامل .. أنت يا واجبَ الوجودِ ممتنعَ العلةِ التي أقتضَت ذلك الواجب ، العلةُ التي تجسدَت بنقصِنا والواجبُ الذي أقتضى بكمالِك ، الواقعُ الذي نعيشهُ الآن والوعدُ الذي تتبنَّاه في المُستقبل ، واقِعُنا نحنُ المستضعفينَ في هذهِ الأرض ، كلّ هذه اﻷرض ، ومن كلِّ الطوائفِ والمِلَل و وعدُ اللهِ ((وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)).
 
  وحيث أنِّي واحدٌ من هؤلاء .. ﻻ أريدُ أن أبعث بشكوانا إليك نيابةً عنهم ، خوفاً من أن ألحَقَ بركبِ المتصدِّرين ، نعمْ .. وللأسف فقد أصبحَ التصدُّرُ والتصدِّي قبيحاً يتجنَّبُهُ مَن خافَ على نفسِهِ الحِيادِ أو الشطوطِ أو العُجُبِ أو التكبّرِ أو الغفلةِ أو الكثيرِ من تُلكم اللّاتي يؤذينَ صفاءَ النفس ، ولو وقف الحدُّ على ذلكَ لكانَ أرحمُ ممن يؤذِي ذاتَهُ ويُفرغُ جيوبَ الناسِ علاوة! ، لا بل إنَّ البعضَ قد يُفرِغها تعكُّزاً بإسمكَ .. و ليتَهُم قد توقّفُوا عندَ ذلك ، فهناك من يُعكّرُ نقاءَه ويفرغُ جيوبَ الناسِ ويُطالِبُهُم رقابَهم ليس بإسمكَ وحسب ،  بل نيابة عنك! ، آسفٌ جداً على وقاحتِي ولكنَّ المسألةَ أصبحَت شخصيةً بالنسبةِ إليك!؟
  ولو أنِّي لا أخشى نفسي في كلِّ ذلكَ إذ "لا يهابُ المطرُ من أصابَهُ البلل" فما أبحثُ عنهُ من الصفاءِ قد تَشرَّبَ القذى منذُ زمنٍ وأختلطَ بالكثيرِ من التشوّه ، كيفَ لا؟ وأنا ها هنا أبعثُ لك بأتعسِ معاناتِي ، ولا أجدُ غَيرَك من وعدَ بالأستماعِ لِهمومِنا وأوفى وعده ، أو على الأقلِّ أنَّهُ يعتَريني الأملُ في إيفاءِكَ للوعود ، حتى وإن كانت على حسابِي! فلقد سَئِمتُ لعبةَ الخداعِ والأكاذيبِ كما سئِمتُ كَونِي مُجبراً على أن أكون جزءاً منها ، وإن كنتُ أدفعُ السَأمَ والضَّجَر ضَريبةً لهذهِ اللعبة ، فهنالِكَ الكثيرونَ ممن كانت ضَرائِبُهم الموت ، إنهم متناثرونَ أشلاءً في كلِّ مكان .. لقد إختلَطَتْ الدماءُ "الزكية" ب"النتنة" رغم أنْ لا قيمةَ لمدى زكاةِ الزكيةِ أو نتانةِ النتنةِ في نواميسِ اللّا قِيَم.
 
  لو أن تاريخاً سَيكتَبُ عن أيامِنَا هذِهِ ، فَيا لِحجمِ صفحاتِه! ، ستَكُونُ كَثيرةً إلى حدِّ إستحالةِ التحقيقِ في مدى صحةِ بُعَيضِها و عِلّةِ المتَبقِّي ، سيضِيعُ على القارئ لَهُ الخطَّ الفاصلَ بينَ الحقيقةِ و الزيفِ تماماً كما يضيعُ على من يعاصرُهُ.
  إنني "أستوحِشُ الحقَّ" لا "لقلةِ سالكِيهِ" بل لكثرةِ مدَّعِيه! ، وإنطلاقاً من هذهِ النقطةِ بالذات ، أبعثُ لكَ برسالتِي هذهِ على أملِ أنني أوصَلتُ ما ينبَغِي إيصالَهُ بالطريقةِ التي ينبغِي أن تُفهَم ، فالتأويلُ هَمٌّ آخرُ راحَ يُقلِّبُنا ذاتَ اليمينِ و ذاتَ الشمالِ ، ونَحنُ نستَلقِي في سُباتٍ طَوعِيٍ بكهفٍ عميقٍ بينَ جبالِ الجهلِ تزاورُ عنهُ الشمسُ و تُقرِضُهُ.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=75658
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28