• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الملك والحطاب والتفاحة .
                          • الكاتب : فلاح العيساوي .

الملك والحطاب والتفاحة

يحكى  في غابر العصور الملكية عن ملك يدعى الملك تيهان بن الملك ابجر وكان هذا الملك هو الابن الوحيد لأبيه فلما مات الملك ابجر تسلم الملك تيهان مقاليد المملكة العامرة واعتلى العرش بكل ليونة وسلاسة برع طباعه وأخلاقه المنكرة والسيئة ومع انه تزوج من أميرة ثانية وثالثة ورابعة وتسرى أيضا بالجواري الحسان والملاح من الإبكار والثيبات وحتى أمهات الأولاد لكن دون جدوى فلم يرزق بولد أو بنت ليكون وريثا أو وريثة عرشه فمن دون الولد أو البنت سوف يذهب العرش ويخرج عن سلسلة إبائه وأجداده الملوك العظام ,
 
وكان لهذا الملك وزير يلقب بالوزير الحكيم ( أبو النور  ) وكان هذا الوزير غاية في الأخلاق الفاضلة والروح الطيبة والصفات الحميدة وكان الوزير أبو النور يكبر الملك تيهان بحوالي ثلاث سنين أو أكثر بقليل إما الملك تيهان كان في سن الخامسة والأربعين تقريبا وكان الوزير أبو النور متزوجا من حبيبته وقرة عينه البارعة في الحسن والجمال ابنة عمه  ( نور الصباح  ) والتي تزوجها بعد إن عشقها وهام بها حبا , والمصادفة الغريبة أيضا إن الوزير ( أبو النور  ) لم يرزق ببنين ولا بنات من حبيبته الغالية ولان الوزير من الرجال الأوفياء فقد تناسى نفسه ونزع أنانيته فصبر على موضوع الأولاد وأصبح الموضوع نسيا منسيا ,
 
وفي إحدى ليالي السمر الحمراء للملك تيهان مع جواريه الملاح من الغانيات الحسان اللاتي يعجز اللسان عن وصف جمالهن وملاحة حديثهن وهن جالسات حوله يرقصن فقامت واحده منهن تنشده الشعر في الغزل من شعر ولادة بنت المستكفي بالله :
 
                 أنا والله أصلح للمعالي                وأمشي مشيتي وأتيه تيهاً 
 
                وأمكن عاشقي من صحن خدي       وأعطي قبلتي إذ يشتهيها
 
وأخرى واسمها سمر كانت بارعة في سرد القصص وإخبار الماضي والحاضر فصارت تحدثه وتحكي له قائله اليوم أيها الملك الهمام أحدثك عن الكاهن والعراف كهلان بن عجلان ذو القصص الخيالية والخرافات العجيبة صاحب العرافة والكهانة والسحر العجيب الذي أذهل أهل المملكة بأفعاله وأقواله والذي يسكن في جهة المملكة الصحراوية في صومعة ،وحيدا فريدا لا يحوط صومعته سوى القفار وبعض النباتات البرية ... فانتبه الملك إلى حديثها عن الكاهن اشد الانتباه وطلب من الجارية سمر إن تزيده من الحديث عنه فقالت سمر سمعا وحبا وطاعنا يا مولاي الملك واستمرت إلى الفجر وأنهت حديثها ، فأمر الملك تيهان جواريه بالانصراف فذهبت كل واحدة منهن إلى غرفتها للخلود للنوم والراحة بعد الليلة المتعبة ,, لكن الملك بقي جالسا في مجلسه على غير العادة متحيرا ومفكرا بأمر هذا الكاهن وما يستطيع من أفعال تحير عقول ذوي الألباب فقرر إن يجلب هذا الكاهن إلى القصر في الصباح فأغمض عينيه وارتاح ونام ,
 
ثم جلس الملك تيهان في الصباح وحضر إلى قاعة عرشه بعد حضور الوزير وقائد الجيش واعيان ونبلاء المملكة فنادي قائد الجيش وأمره بإحضار الكاهن كهلان في الحال مع عدم التعرض له بكل ما يضره أو يسيء إليه وبعد مرور ساعتين أو أكثر بقليل تم إحضار الكاهن إمام الملك فما كان من الكاهن غير إبداء كامل الاحترام والتقدير للملك وللوزير والأعيان وقال مخاطبا الملك أيها الملك الرشيد والحاكم السديد والمعظم الكبير عبدك وخادمك كهلان بن عجلان بين يديك وفي طاعتك فأمرني بما تريد ...
هذا والملك تيهان يحدق بهذا الكاهن من أم رأسه وحتى أخمص قدميه وقال أيها الكاهن والعراف قد حدثني الناس عنك إخبار ووقائع هي إلى الخرافة والخيال اقرب منها إلى الواقع وعليه فانا أريد منك امرأ سوف أحدثك به لاحقا بعد إن أأذن بانصراف الجميع عدا وزيري المعظم الحكيم ( أبو النور  )!!..
 
فما إن سمع الحضور كلام الملك حتى طلبوا الأذن بالانصراف جميعا عدا الوزير فأذن لهم الملك وبعد إن أخليت القاعة تماما، فقال الملك أيها الكاهن العراف ربما أنت تعلم إني لم ارزق بولد أو بنت ليكون من بعدي وريث عرشي وسلالة إبائي وأجدادي الملوك العظام وقد عجز الحكماء والأطباء بوصف علاج ناجع نافع وانأ أيضا عجزت وقد تزوجت الباكرات والثيبات وحتى أمهات الأولاد ولم تخبل إي واحدة منهن لتنجب لي وريثي الغالي واليوم وبعد ما سمعته عنك من إخبار وقصص خارقه اطلب منك إن تجد لي الحل في إنجاب الولد !!!....
هذا وانهي الملك حديثه مع حسرة كبيرة تنم عن هم كبير ..
فبادره الكاهن كهلان قائلا أيها الملك المبجل دعني اضرب بالتخت والرمل وانظر إلى طالعك في هذه اللحظة وأخبرك بحل يزيح همك وغمك ويفرح ويسر قلبك !!!...
 
فجلس الكاهن بين يدي الملك مفترشا الأرض وواضعا إغراضه إمامه وهو يضرب بعصي صغيره في رمل قد وضعه في خرقة وبعد تفكر جمع الكاهن إغراضه وحاجياته وتوجه نحو الملك قائلا أيها الملك المعظم اسمع مني هذا الحديث ,يوجد في أقصى المدينة رجل حطاب فقير يعمل بقوته الجسمية في قطع الأشجار وتقطيعها إلى حطب ثم يأتي إلى سوق المدينة لبيعه من ثم شراء ما يلزمه لقوته هو وزوجته فقط وهذا الحطاب يدعى حمدان بن سعدان وهو رجل مع فقره لكنه طيب القلب والخلق وحسن المعاملة ولحبه وإخلاصه لزوجته لم يخنها قط ولم يتزوج عليها رغم انه تعدى الخامسة والثلاثين ولم يرزق بولد أو بنت ويوجد خارج المدينة وعلى بعد فراسخ طويلة على بعد ثلاث ليالي ونهار من جهة شروق الشمس عند غدير صغير وسط الصحراء بعض الشجيرات محيطه بالغدير ويوجد أيضا شجرة تفاح كبيرة جدا وكثيرة الأوراق وهي مثمره دوما دون انقطاع !!!...
 
يوجد فيها تفاح احمر اللون يفوح منه عطر أطيب من المسك والزعفران يجب إن يذهب هذا الحطاب إلى ذلك الغدير ويجلب معه تفاحه واحده فقط لا غير وعند مثوله إمامك يجب إن تقطع التفاحة إلى نصفين فتأكل أنت أيها الملك نصف ويأكل الحطاب النصف الثاني وبعدها واقع زوجتك الملكة والحطاب يواقع زوجته فتحمل زوجتك وتحمل زوجة الحطاب !!!...
لكن اعلم أيها الملك إن زوجتك وزوجة الحطاب سوف تحمل كل منهما إما بولد وإما ببنت فربما تحمل زوجتك بالبنت وزوجة الحطاب بالولد وإما بالعكس تماما !!!...
وبعد إن تولد كل من زوجتك وزوجته سيكون قدر الولد والبنت إن يتحابا في ريعان شبابهما ويتزوجا أيضا ولا يستطيع إي احد إن يمنع هذا الزواج أو يفرق بينهما فهما نتاج التفاحة الواحدة التي قسمت إلى نصفين فلا بد لقسميها إن يتحدا ويجتمعا من جديد !!!...
 
وسكت الكاهن وبان على وجه الملك والوزير الذهول والتعجب من كلام الكاهن الغريب العجيب ,لكن تحدث الملك وقال أيها الكاهن إن كان ما تقول صحيح فهذا يصعب علي كملك إن اقبل إن أزوج ولدي الأمير أو بنتي الأميرة من ابنة أو ابن الحطاب !!!...
لكن لو جعلنا أخي الوزير أبو النور بدل الحطاب فلا بأس إن أزوج ابني أو ابنتي من بنت أو ابن الوزير ..
ليذهب وزيري أبو النور ومعه الجنود والحرس لذلك المكان وتلك الشجرة وليحضر التفاحة لنقسمها بيننا !!!...
فقال الكاهن أيها الملك إن ما تفضلت به غير كائن ولا يصير إطلاقا فالقدر حكم وحكم القدر نافذ لا محالة وعليه إن كنت تريد الإنجاب تنفيذ ما أخبرتك به والأخ فليس لديك إي خيار أخر !!!...
فقال الملك فأن كان ولا بد من هذا الأمر فلا ضير إذا من تنفيذه ولكن اعلم أيها الكاهن والعراف إن لم يتحقق ما قلت بعد أكل التفاحة بمده أقصاها شهرين سوف أصلبك على جذع نخلة في وسط المدينة واقطع يديك ورجليك وأجعلك أمثولة للناس !!...
قال الملك هذا الكلام وهو يضمر شيئا في نفسه الماكرة ,أمر الملك قائد جيشه بالذهاب إلى أقصى المدينة لبيت الحطاب وإحضاره بكل حفاوة واحترام وإكرام وبعد برهة من الوقت تم حضور الحطاب بين يدي الملك فسلم الحطاب على الملك بكل احترام ووقار ورد عليه الملك السلام والتحية وأمر الحطاب إن يسمع ما سيحدثه الكاهن وان ينفذ كل ما يقوله له أيضا فجلس الحطاب إلى الكاهن وهو منصت إليه والى كل كلمه يقولها الكاهن وبعد إن أتم الكاهن حديثه ذهل الحطاب من حديث الكاهن الذي هو فوق الخيال والتصديق لكن أمر الملك واجب التنفيذ حتى لو كان الحطاب غير مقتنع بكلام العراف كهلان وكان الحطاب رجلا شجاعا فعمله كان يقتضي إن يكون دوما في الغابات والسهول والجبال المقتضات بالحيوانات الخطرة والمتوحشة ,,,
لهذا لبى أمر الملك وشد الرحال بعد إن أوعز الملك لقائد جنده إن يعطي للحطاب جوادا قويا وسريعا ومعه طعام يكفيه لسفره ,, وسافر الحطاب ،وبعد ست ليالي ونهار عاد الحطاب إلى المدينة جالبا معه التفاحة فمثل بين يدي الملك وبعد السلام والتحية على الملك قال الحطاب أيها الملك المهيب قد نفذت ما أمرتني به وها إنا قد عدت إليكم ومعي التفاحة واعلم أيها الملك إنني قد وجدت كل ما وصفه لي الكاهن من أمر الطريق والغدير وما حوله من أشجار وعلى الخصوص شجرة التفاح وكان مطابقا لكلام الكاهن وها هي التفاحة الغريبة والعجيبة إذ إنني لم استطع إن اقطف غيرها بتاتا !!!...
كانت التفاحة بغاية الروعة في الشكل والحجم والرائحة الزكية ,, أمر الملك إن توضع التفاحة في إناء بعد غسلها ومسحها فأصرت تبرق كما يبرق الرعد في السماء وتلمع كما تلمع الجواهر والألماس والزمرد فقام الوزير ( أبو النور  ) بقطع التفاحة إلى نصفين بسكين من الذهب وقدمها بين يدي الملك فرفض الملك إن يكون هو أول من يأكل نصف التفاحة خوفا من إن يكون هناك ما يضره منها لغرابة شكلها وكبر حجمها والملك أيضا كان يخاف ويشك في الكاهن والحطاب فلعل هناك اتفاقا بينهما كهلان !!..
فأمر الحطاب إن يأكل النصف الأول فقام الحطاب واكل نصفه حيث انه لم يكن في الموضوع إي مؤامرة تذكر فالحطاب لم يلتق بحياته بالكاهن ، وبعد إن أتم أكل نصف التفاحة واتضح للملك إن لا خوف من التفاحة تناول نصفه واكله ومضى الحطاب إلى بيته وواقع زوجته وهو يأمل من الله إن يرزقه بالولد الصالح .
ومضى الملك أيضا إلى مخدع الزوجية وواقع زوجته وبات وهو معتمد على كلام الكاهن ومتأملا حدوث الحمل والإنجاب بالولد ليرثه ويرث عرشه فلا هم للملك غير عرش المملكة لكن شاء القدر إن يكون الولد لمن أكل النصف الأول لا لمن أكل النصف الثاني ولمن أكل النصف الثاني البنت !!...
 
وبعد مرور عدت أيام بدأت علامات الحمل على زوجة الملك وزوجة الحطاب أيضا فرح الملك وأوصى إن يتم الاعتناء بالملكة خوفا على حملها وفرح الحطاب وزوجته وحمدا الله تعالى على رزقه ونعمه التي لا تحصى ولا تعد ...
 
وبعد مرور عدت أشهر بدا على الملك القلق من موضوع زواج ابنه من ابنة الحطاب فالملك لا يستطيع إن يتنازل فكبرياؤه الملكي وروح الأنانية بدأت لا تسمح له بذلك فقرر في نفسه أمر خطير جدا بحق الحطاب وزوجته المسكينة !!!...
 
مرت الشهور الثمانية للحمل ودخلت زوجة الملك وزوجة الحطاب في الشهر التاسع من الحمل وبعد مرور أيام قليله خرج الملك قريب الفجر ومعه قائد الجند ومجموعة من الجنود ذاهبا إلى بيت الحطاب وعند وصول الملك إلى بيت الحطاب أمر القائد والجنود في اقتحام منزل الحطاب وقتل الحطاب وزوجته المسكينة وفعلا دخل الجنود ومعهم القائد وأجهزوا على الحطاب المسكين وقام احد الجنود ببقر بطن زوجة الحطاب بالسيف وبعد إن تم قتل الحطاب وزوجته خرج الجنود والقائد وعادوا مع الملك المنتصر والمسرور لإتمام ما قد عزم عليه سابقا !!..
 
إن روح التكبر والاستكبار في الملك جعلت منه أنسانا فاقدا للشعور الإنساني لكن القدر لا مغير له ولا مبدل فقد شاء القدر إن يسافر في فجر هذا اليوم الوزير الحكيم ( أبو النور  ) قاصدا إحدى مدن المملكة لعمل مهم يخص شؤون المملكة وكان مصطحبا زوجته ( نور الصباح  ) ومعها بعض الجواري لخدمتها ومعهم أيضا بعض الحرس الموالين للوزير ( أبو النور  ) ولاء منقطع النظير ،وكان منزل الحطاب في طريقه وعند وصوله إلى قرب المنزل راعه منظر البيت وتحطم بابه فانحاز إلى الدار مسرعا ودخل إلى المنزل فوجد الحطاب مقتولا هو وزوجته المسكينة المبقورة البطن ووجد إلى جنبها ولدها وهو يتحرك خارج بطن أمه فقام الوزير بقطع الحبل السري للطفل ولفه في قطعه من القماش وأعطاه إلى جواري زوجته لتنظيفه وتقميطه وإرضاعه وأمر الوزير ( أبو النور  ) حرسه بدفن جثتي الحطاب وزوجته وبعد إن تم دفنهما أتم الوزير مسيره حيث كان يقصد لكن الوزير كان بغاية الحكمة والذكاء لهذا فقد نبه كل من كان معه بكتمان سر الولد عن الجميع وخصوصا عن الملك فقد شك الوزير إن يكون الملك هو من أمر بقتل الحطاب وزوجته فلا مصلحه لأحد في قتلهم غير الملك وعلى الخصوص إن منزل الحطاب لم يتم سرقته وطلب منهم إن يشيعوا في المدينة خبر مفاده إن زوجة الوزير حامل وإنها سوف تقيم في المدينة إلى إتمام حملها لكون إن الطقس في هذه المدينة جميل ومعتدل وهذا أيضا ما حكاه الوزير إمام الملك ،وبعد عودته من المدينة التي ابقي بها زوجته استقبله الملك مسرورا بهذا الخبر ،وبعد أيام قليلة أنجبت زوجة الملك بنتا جميلة كأنها القمر في ليلة تمامه لكن الملك غم عند سماعه خبر البنت لكونه كان يأمل إن يكون الحمل ولدا ذكرا ليكون خليفته على عرشه ...
 
بعد مضي أكثر من ثلاث سنين عادت زوجة الوزير ومعها الولد ابن الحطاب حمدان والذي أطلق عليه الوزير اسم ( سالم  )لأنه سلم ونجا من الموت إما بنت الملك فسميت ( جلنار  ) وتعني ورد الرمان جمع القدر سالم والأميرة جلنار فترعرعا سويا إلى إن بلغا سن الرشد وأصبحا بعمر السابعة عشرة شاء القدر إن ينشأ بينها حب كبير استمر إلى إن بلغا سن العشرين فقام الوزير ( أبو النور  ) بخطبة الأميرة جلنار من الملك تيهان إلى ولده سالم فرحب الملك بهذه الخطبة وسعد وسر أيضا لكون انه استطاع إن يعاند القدر ويزوج ابنته الأميرة من ابن الوزير وليس الحطاب كالوزير في دين الملك ومعتقده وبعد إن تمت مراسيم زواج الأميرة جلنار من الشاب الأمير سالم وبعد مضي أيام أرسل الملك تيهان بطلب إحضار الكاهن والعراف كهلان وتم إحضاره بالفعل إمام الملك تيهان وبحضور الوزير أبو النور والأميرة جلنار والأمير سالم فقال الملك تيهان للكاهن كهلان وهو منتشيا فرحا مسرورا مختالا بنفسه أيها الكاهن اللعين أين كلامك من إنني لا استطيع تغير القدر وها إنا قد غيرته فقد قتلت الحطاب وزوجته الحامل وجنينها وزوجت ابنتي الأميرة من ابن صديقي الوزير وأنت أردت إن أزوج ابنتي من ابن الحطاب الفقير والذي لا يصلح إن يكون عندي حتى خادما !!!...
 
فقال الكاهن : أيها الملك لا تفرح ولا تفتخر فأنت لم تستطع إن تغير القدر المقدر وقوعه إطلاقا فهذا الشاب الماثل إمامك والذي يدعى ( سالم  ) هو ابن ذاك الحطاب الفقير وليس ابن الوزير ( أبو النور  ) صديقك الطيب واعلم إن صديقك الوزير الطيب الرءوف والرحيم وذو العقل الراجح قد أنقذ ابن الحطاب حمدان ورباه في كنفه ورعايته وهذبه من أخلاقه ومعارفه وعلومه فأصبح بغاية الرقي والسمو وهو فقط من يستحق إن يكون زوج ابنتك لكونها من تفاحه واحده والأصل اجتمع من جديد بعد تفريقه وسكت الكاهن لكن الملك تيهان بقى مذهول العقل واللب وصار قلبه يسرع في الخفقان ويرتجف بقوة فصاح بالوزير أبو النور تكلم أيها الوزير هل حقا ما يقوله هذا الكاهن الصعلوك الحقير ؟؟...
فأجابه الوزير أبو النور بكل صدق نعم أيها الملك كلام الكاهن واقع وحقيقة !!!...
كان جواب الوزير كالصاعقة التي نزلت على رأس الملك القاتل فسقط صريع الصدمة ومات من ساعته ...
 
إما الأميرة جلنار والأمير سالم فقد جلسا على عرش المملكة وبقى الوزير أبو النور بالوزارة لخدمة الملك والملكة وقد أنجب الملك سالم من الملكة جلنار ( صبيان وبنات وعاشوا في تباب ونبات  ) . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7576
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29