• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المجتمع الذكوري نعم للاعراف لا للدين .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

المجتمع الذكوري نعم للاعراف لا للدين

المجتمع  الذي تسود فيه النزعة الذكورية  تراه دائما متمسكا وملتزما بالاعراف العشائرية البدوية وحتى الحيوانية  ضاربا عرض الحائط القيم والمبادئ الدينية بل تراه ساخرا ومعيبا لها ومتخليا عنها بقوة وتحدي وهذا نتيجة لجهله بالدين بل عدم اعترافه بالدين بل البعض اعتبر و اعتقد انها هي الدين وخاصة بالنسبة لتعامله مع المرأة ونظرته لها
فانه يجردها تماما من عقلها وروحها ومشاعرها تماما ويجعلها تبعا له ووفق اوامره حتى في مشاعرها واحاسيسها وتفكيرها ووجهة نظرها والويل لها ان خرجت عن ذلك الطوق  الذي حدده مسبقا والاطار الذي رسمه
رغم ان  الدين اعتبرها عنصر مستقل لها عقلها الخاص وتفكيرها وهي  مسئولة عن تصرفاتها سواء  السلبية منها او الايجابية وتثاب وتحاسب وفق ذلك وفي هذه الحالة يجب ان تكون حرة مستقلة في ارادتها في تفكيرها في حرية عقلها فاذا كانت مقيدة تتصرف وفق ارادة الرجل كيف تعاقب  او تثاب وهكذا نرى المجتمع الذكوري تخلى عن قيم الدين واوامره وتمسك بالاعراف العشائرية التي تسلب المرأة عقلها وروحها وتجعلها آلة صماء عمياء يحركها الرجل حيث يشاء فكانت هذه الاساليب مخالفة   بشكل واضح وصريح   للدين ولقيمه الانسانية السامية التي اعتبرها انسانة وفرض عليها العلم كما فرضه على الرجل بقوله العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة لان العلم هو الخطوة الاولى لمعرفة الله فالجاهل لا يمكنه ان يعرف الله المعرفة الحقيقية وحث المرأة والرجل على العمل والانسان سواء كان رجل او امرأة يثاب ويعاقب من خلال عمله فاذا كان صالحا ومفيدا يثاب عليه واذا كان طالحا مضرا يحاسب عليه بغض النظر عن كون  صاحب العمل رجل ام امرأة   فالامام علي يقول قيمة المرء ما يحسنه اي ما يقدمه للاخرين من منفعة وفائدة
لهذا على اهل الدين ان يرفضوا هذه الاساءات التي تشوه صورة الدين والتي لا تمت للدين باي صلة ويعيدوا للاسلام صورته الصحيحة التي شوهتها الاعراف العشائرية
كما ان  الدين منع جريمة الزنا عندما وضع عقوبة واحدة على الزاني والزانية  لكن الاعراف العشائرية رفضت هذا القانون وسخرت منه والغته تماما واعتبرت مجرد ذكره اهانة  فكانت تصفق للزاني  وتهتف باسمه في حين تحكم على الزانية حتى لو كانت شبهة اشاعة من كاذب فاسد تقتل وتعتبر عار لا يتخلص من العار الا بقبره
فالرجل هو الذي يلاحق المرأة وهوالذي يغريها بالمال بالقوة ويستغل ظروفها المختلفة غدر خيانة واذا وقعت بدون  ارادة ومع ذلك يعتبر الرجل ذكي  يثاب والمرأة غبية تعاقب
قيل ان  امرأة جاءت الى الخليفة عمر بن الخطاب واقرت امامه بانها زانية فأمر بتنفيذ الحد لانها اعترفت بنفسها والاعتراف سيد الادلة
فقال الامام دعونا نسألها لماذا كيف
فقالت كنت أرعى غنما وطال الوقت فشعرت بالعطش فطلبت من راعيا قريبا مني ماء  فقال بشرط ان تمنحيني جسدك فرفضت وامتنعت وعدت الى مكاني وازداد عطشي وشعرت بالموت فطلبت منه الماء فعاد شرطه فوافقت على ذلك
فقال الامام الله اكبر  فمن اضطر غير باغي ولا عادي فلا أثم عليه وامر بوقف تنفيذ الحد ودعا الى معاقبة الراعي
لا ادري كيف نقضي على الزنا  ونحن نعظم السارق ونقتل المسروق فالرجل يرى في الزنا فخر ويحاول بكل الطرق والسبل القوة الاغراء الاحتيال وعندما تسقط بحابله من حيث لا تدري    نقلب الدنيا ولم نقعدها
حقا امر عجيب غريب كيف بمجتمع يبحث عن العفة والشرف وهو يعظم السارق ويكرمه ويذل المسروق ويعاقبه قال احد الفلاسفة  دائما  يرى الرجل الخيانة انتصارا والمرأة تراها انكسارا



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=76088
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20