• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أوباما يفتح كوبا ..! .
                          • الكاتب : فراس الغضبان الحمداني .

أوباما يفتح كوبا ..!

 كانت الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي باراك أوباما لجزيرة كوبا الأحد الماضي مثيرة للإهتمام حيث وصل هافانا برفقة زوجته ميشيل وأبنتيه الجميلتين سالشا وماليا على متن الطائرة الرئاسية، وهي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس أمريكي لهذه الجزيرة المتمردة والمشاكسة والتي تحتفظ بإرث كبير من الرفض للسياسات الأمريكية منذ ان حررها وسيطر عليها القائد فيدل كاسترو ومعه زميله ورفيق النضال جيفارا الأرجنتيني حيث كانت الحرب الإعلامية والكلامية والتحالفات مع الخصماء الأبعدين وأزمات الإقتصاد والصواريخ تطبع علاقة واشنطن وهافانا طول ما يزيد على الثمانين عاما حيث ذهبت كوبا إلى موسكو لتتحالف مع الإتحاد السوفيتي السابق، وحاول كاسترو ان يكون وفيا للتقاليد الشيوعية في مواجهة الإمبريالية الأمريكية برغم الفقر المدقع الذي طبع حياة الكوبيين وأذلهم وكان كاسترو يواصل الصراخ بينما شعبه يتضور جوعا وأمريكا تتسلق سلم المجد والنفوذ والسيطرة المطلقة على العالم بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي السابق.
 
حاول الرئيس أوباما أن يؤسس لعهد جديد مستغلا الظروف الدولية المتغيرة وتمكنه من توجيه السياسات الخارجية مدعوما من نزعة داخلية لتحسين العلاقات وإنكفاء الجمهوريين المتشددين وإنشغال العالم بأزمات عدة، إضافة إلى التغيير الذي حصل في كوبا ذاتها بعد تقدم كاسترو في العمر وتولي شقيقه راؤول مقاليد الأمور وهو الذي سمح بتوافد آلاف السياح الأمريكيين الى الجزيرة وتغاضى عن مراحل العداء السابقة كلها التي لم تسمح بتمتين العلاقات وإنما كانت تمثل شكلا من الصراع لا يكاد ينتهي تستغله الدول المعادية لسياسات واشنطن لتحقيق مصالح ومكاسب بينما الكوبيون لا يجدون الكثير مما يمكنهم ان يفخروا به فهم محاصرون في جزيرتهم ويتطلعون الى ما وراء الأفق لعلهم يتحررون من سياسات كاسترو البالية التي تجاوزها الزمن وعفا عليها.
 
الرئيس أوباما حاول ان ينهي فترته الرئاسية الثانية بما يدعم موقف المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون التي يبدو انها ستكون مرشحة الحزب الديمقراطي الوحيدة لإنتخابات الرئاسة القادمة من خلال إقناع شرائح واسعة من الأمريكيين بضرورة حل المشكلات الدولية بعيدا عن التدخل المباشر المؤذي وتقريب وجهات النظر حيث قاد اوباما سلسلة من المحاولات لإقناع الإيرانيين والأوربيين لقبول إتفاق يتيح لإيران الإستفادة من الإتفاق لتطوير صناعتها مع ضمان مراقبة فاعلة تمنع من تمكينها من إستخدام التقنيات النووية لصناعة قنبلة مدمرة وهو ما كانت إيران تنفيه على الدوام، وعلى أية حال فقد تحقق مكسب مهم لأوباما وهو ما شكل علامة فارقة في ولايته الرئاسية الثانية.
 
اليوم يبدو الرئيس أكثر تفاؤلا بمستقبل العلاقة مع إيران حين وجه برفع العقوبات عنها وكذلك وجه رسالة حازمة إلى الخليجيين ليكفوا عن دعم النزعات الطائفية في الخليج الفارسي وترسيخ مفاهيم التعاون والشراكة بين الدول .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=76114
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2