شأن المصلحين في كل زمانٍ و مكان أن يُعفى ذكرهم و تصادر جهودهم ، أو تُختزل من قبل جماعة ما و لغاية ما .
أما الافتخار بهم و بما قاموا به من جهود فلا يستبعد كثيراً .. عالمياً .
أما عربياً .. فبعيدٌ و هم أحياء ، و أقل بعداً و هم أموات .
إذ قد يُكرمون بوضع لوحة تشير إلى شارعٍ فرعي يسمى باسم أحد ( المصلحين ) ليطبل بعدها المتحذلقون ـ بذلك الإنجاز ـ و بأنهم قد خدموا الثقافة و العلم و المعرفة خدمة لم يقم بها أحد قبلهم و لن يأتي أحد بعدهم يفعل ذلك !!؟
نعم .. لقد صدق المتحذلقون .. إذ قد فعلوا شيئاً لم يفعله أحد قبلهم ابداً و ذلك حين زاوجوا بين الثقافة و مديرية البلدية .. ببركة الشارع الفرعي !!!
لكن .. و بصراحة .. قد يكون من كُتب شارع فرعي باسمه أكثر حظاً من غيره .. فالتنافس على الشوارع هذه الأيام كثير !!!!؟
رحم الله الشيخ محمد رضا المظفر ، عاش و مات و هو في كلتا الحالتين كان مجهول القدر .. لم يُنصف في حياته ، و لم يُنصف بعد موته ابداً .
إن المنهج الإصلاحي و التجديدي للشيخ محمد رضا المظفر ( قدس سره ) كان له في خارج العراق مكانة و تقدير و استيعاب و فهم أكثر من مكانته في داخل العراق .
و هذا بالضبط هو ما مر به مشروع السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) ايضاً .
في هذا البحث المتواضع سنحاول الوقوف عند الجهود الإصلاحية للشيخ محمد رضا المظفر ( قدس سره ) و بما نستطيع ، و قدر الإمكان ، لما نحن محكومون به من وريقات و وقت و شغل شاغل .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى تأدية حقه ، فهو و بحق صاحب فضل على كل طالب حوزة ، و على كل طالب علوم دينية ، ما دام الكل يدرس كتبه و يطالع مؤلفاته .