• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حُبُكِ مائدةٌ كُبرى .
                          • الكاتب : محمود جاسم النجار .

حُبُكِ مائدةٌ كُبرى

عُذراً منكِ سيدتي

سأترك الجَنّة وأَرحلْ
اَتركُ طيبُك وحَنانك
وكلَّ ارجوانيات حُلمُكِ المؤجلْ
**** 
عُذراً منكِ سيدتي 
أنا طيرٌ وحرٌّ وفَضاءاتَ جنون
أعشقُ البيدَ وأُغني للحَياة
أحفظُ آلامي وأَهضُمُها 
حروفاً وأناشيداً وقوافي وغناءً مُرَّتلْ
*****
اَعتذرُ منك سيدتي  
حُبُكِ قيدٌ وجَنةٌ وكُثرُ وَساوسٌ وظنونْ 
حُبُكِ مائدةٌ كُبرى
تفاحٌ وعَسلٌ وخَمرٌ ولَبن 
حُبكِ أسرٌ وتيهٌ وتخرُصاتُ جَمراً أتون
 
*****
عُذراً منكِ سيدتي
قد لا اَحتملُ العافية بدونِ جنون 
ولا التَمتْرسَ في هدأةِ عاجَ الجَسدِ المُعَنى  
ولا التَجَّملَ والعومِ ببحارٍ 
لا أعرف ضِفافاً لها ولا خَبايا مَراسيها 
ولم أغرس على جنبيها قوافي 
وليالٍ حُمرْ .. أنبتُّ في ثناياها غُصون
*****
عُذراً منك سيدتي
لم أعتد السُكنى في دَهاليزِ القصور
ولا التّنّعم بربوعِ جِنانها 
لم أعتد اِرتداء قيداً مُذَهباً
والحُريةُ هي رَضعَتي الأولى 
وخُصالُ عيناي جَوالّة كظنِّ الصُقور
 
*****
عُذراً منكِ سيدتي 
منذُ الولادة ولَهيبُ التمرُّد يَسْكنني
والفروسيةُ والأِغتراب هُما عُنوانُ صِفاتي 
نبَتُّ كالعُشبةِ الخَضْراءْ 
فيها خلودٌ وبَعضٌ من رَحيلِ أمتعتي ونَجاتي
****
لنْ تطفئْ جذوةَ ثورتي يوماً
ولا الرُكودَ ونومَ عافيةَ الفَيافي
هَجَرتُ جَنَّة أحشاءَ أمي وحُضنَ حَنانِها 
وخَرجتُ للدُنيا بصَرخةِ آدمٍ ..
باحِثاً  ..
عن حَوائي وحُريةٍ وإنسانيةٍ وطيبَ تلاقي
*****
عُذراً منكِ سَيّدتي 
لم تجفْ عيناي بَعد ..
ويدايَ راعشتانِ ، تبتهلان النَجاة 
والعَيش بهذي الحَياة 
ملأ الأرادة بعافيةِ الطيب وفاءً للحَياة
*****
عُذراً منكِ سيّدتي  
أنا كتلةٌ الطين التي..
ما زالت تبحثُ عن طيبِ عُشبتها
لتغرسَ بخطوطِ يدٍ ..
نُقشتْ لها مَلامِحَ أوردةِ وأحلامَ وِسادة  
*****
عُذراً منكِ سيدتي ..
شَبعت أحلاماً مؤجَّلة ومَساراتَ ضَياع
ان للدَمعِ نقشٌ على الوَجنِ ..
ولكَمات شوقٍ وبَصَماتِ
واِضطرامُ مَتاهاتَ غُربةٍ ووَلهَ مُلتاع
*** 
عُذراً منكِ سيدتي 
لم تعدْ قلوبنا تَحتمل اَوجاع الفراق 
يكفي ما تذوقناه من سِنيننا العَرجاءْ .. 
أما أن تكوني الطيرَ والخُبزَ والعُشْبة
أو أعودُ لصَحرائي وتيهي
وفي هذا رَحمةَ المَحكومِ غُربة واِنعتاق 
.... 
عُذراً منكِ سَيدَتي
ها أنا أَهمُّ بالرَحيلِ وجَناحاي تُصَفقُ حَسْرَة 
والعَينُ مُغمَضَة الوَجْهَةِ دون اِلتفات  
التيهُ قادمٌ وعذابُ فراقُكِ والوِحدة 
هو اِختياري والقَرار ..
لتبقى الفَضيلة جِسرٌ بيننا ولمَرافئنا نَظرَة 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=76673
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29