• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بيناتا يتوعد وكال يتهدد ومولن يسرد، والسياسي العراقي ممدد .
                          • الكاتب : صالح الطائي .

بيناتا يتوعد وكال يتهدد ومولن يسرد، والسياسي العراقي ممدد

لا ادري علام  أضحك أكثر، على خيبتي من كل ما يحدث في العراق، أم على قول: (خلا لك الجو فبيضي وانقري) أم على قول: (صار البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيرة) فكلها تضع الإنسان في حيرة لأنها تترجم ما وصل إليه العراق منذ أن وطأت قدم أول جندي أمريكي محتل أرضه الشريفة الطاهرة، حيث تحول المواطن العراقي إلى كائن غريب مشكوك  بموقفه ومتهم بأنه من المقاومة أو (ميلشياوي) كما يسمونه وأصبح الغازي المحتل الأمريكي هو السيد الآمر الناهي المطاع وكل من يفكر مجرد تفكير بالاعتراض على أوامره يضع نفسه في موضع المساءلة بلا عدالة.
وحينما عقدت الاتفاقية الأمنية بين الحكومة العراقية والقوات الأمريكية الغازية أعتقد البعض أن العلاقة بين الاثنين سوف تخضع للتقنين وتقاس بالموازين وتشبه العلاقة بين أي بلدين حرين، فانزعجنا من الأمرين واعترضنا على هذه المضامين وصرخنا بعالي أصواتنا: لا تأمنوا شر المحتل فهو ينظر إلى بنود الاتفاقية كما ينظر إلى خربشان المجانين ولن يغير طبعه أو يقوم سلوكه لأن 
(الطبع والروح ممزوجان في جسد     لا يخرج الطبع حتى تخرج الروح)
ولم يسمعنا أحد لأنهم كانوا مشغولين بتوزيع المناصب السيادية واللجان الثورية والوزارات التحررية والفيدراليات والانفصاليات وأشباه الجمهوريات. وها هي الأيام تكشف للجميع خدعة الاتفاقية وتفاهة بنودها التي لم تغير من الواقع شيئا فبقيت العلاقة بين الاثنين علاقة سيد وعبد، آمر ومأمور، وألا بماذا نفسر قدوم السيد "ليون بانيتا" وزير الدفاع الأمريكي الجديد إلى العراق بزيارة غير مدعو لها ولم تمر عبر القنوات الشرعية حسب الأعراف الدولية ليعلن من على أرض العراق أنهم سيقومون بعمليات منفردة ضد الميليشيات الشيعية (المدعومة من إيران) التي تقاتلهم، بل أكد أنهم يقومون حاليا بهذه العمليات! وهذا طبعا بدون علم ودراية الحكومة العراقية أو بعلمها ولكنها لا تريد الخوض فيما يزعج السيد المحتل حيث قال في تصريحه: (علينا العمل بصورة منفردة للقضاء على هذه التهديدات، ونحن نفعل ذلك حاليا) ولم يقف عند هذا الحد فأصدر أوامره بجد مقرون بالوجوب القطعي غير القابل للنقاش أو الأخذ والرد قائلا أن: (قوات الأمن العراقية يجب أن تبادر بالعمل لمواجهة هذه المجموعات)
ولكي لا يختلط الحابل بالنابل ويضيع أبو الجدايل أو يعترض أحد السادة النواب بعد تناوله لوجبة دسمة من الكباب، أو إحدى قوائم المهازل المشغولة بالصاعد والنازل أسرع مستشار بانيتا السيد "كولين كال" المربى على العز والدلال ليقول لمن يعترض على هذه (الغزوات) الأمريكية: (أن الاتفاقية الأمنية مع العراق تخولنا حق الدفاع عن النفس واتخاذ ما يناسبنا من إجراء)
وتأتي هذه الأعمال العدوانية مقرونة بنوايا مسبقة لتصعيد وتسخين الوضع الأمني في العراق ليتزامن مع انشغال الأخوة الأحباب في مجلس النواب بمناقشة بقاء أو رحيل قوات الاحتلال، لتؤكد للمعترضين على البقاء بأن الوضع الأمني لا زال هشا والحاجة لبقاء كل أو جزء كبير من القوات الأمريكية الموجودة حاليا على أرض العراق ماسة وضرورية للحفاظ على (المكاسب) التي حققها التغيير الأغبر وهو ما أكده رئيس أركان الجيوش الأمريكية الأميرال "مايكل مولن" يوم الخميس الماضي بقوله: (أن الولايات المتحدة والعراق يجريان حاليا مفاوضات حول اتفاقية أمنية جديدة محتملة تنص على إبقاء قوات أمريكية في البلاد بعد 31 كانون الأول 2011، الموعد المحدد للانسحاب) ليصبح العراق هذه المرة مقيدا باتفاقيتين أمنيتين و(يا أم حسين كنتي بواحدة صرتي باثنتين) وهذا طبعا رأي البطرين لأن أم حسين المسكينة المغلوبة على أمرها لا بواحدة ولا باثنتين، إنها بملايين الملايين، ومنها مسألة بقاء قوات (العب بيها يا أبو سميرة) الدائم في بلد الحنين والشوق الدفين، بقاء أزليا يذكرنا بمسمار طيب الذكر المرحوم السيد جحا الذي لو كان موجودا في هذا الزمن الأغبر لكان بلع مسماره وانتحر.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7682
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19