• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حسن العلوي رئيسا للبرلمان العراقي ... يا للعار .
                          • الكاتب : رياض رحيم العوادي .

حسن العلوي رئيسا للبرلمان العراقي ... يا للعار

يوم غد الاثنين  سيعقد مجلس النواب الجديد جلسته الأولى، وسيرأس هذه الجلسة اكبر الاعضاء سناً، ولسوء حظنا وهوان زماننا أن يكون حسن العلوي هو من يرأس المجلس الى حين انتخاب رئيس دائم! 
تصوروا، حسن العلوي، النائب بالزحف! والذي لم يحصل إلا على بضعة مئات من اصوات الغافلين، سيراس برلمان الشعب العراقي.. فأي هوان وخزي هذا ؟ 
وللذين لا يعرفون حسن نوري سلمان (عليوي) وليس العلوي، أروي لكم حادثة لتتعرفوا على أخلاقه، ولتلعنوا اليوم الاسود الذي جاء به رئيساً لمجلس النواب! اعتقد، أن صعود حسن(عليوي) إلى منصة رئاسة البرلمان يمثل إهانة للشعب العراقي، لأنه لم ينتخبه، وأنما جاء إلى مجلس النواب بمكرمة من (الطاووس)! ويمثل أيضاً بصقة في وجه التاريخ العراقي، واستخفافاً بنضالات ابنائه طوال أربعة عقود من السنين، وبخساً لدماء شهدائه! ولو كان الذين عذبوا وهجروا وقتلوا، وسجنوا من ابنائه يتصورون هذا اليوم الذي يصعد به حسن العلوي متحدثاً باسمهم، لبايعوا صدام وربما لقبلوا يديه، لا أريد أن أطيل واليكم الحادثة: 
بعد إعدام الشهيد عدنان حسين الحمداني ورفاقه باسبوع، عاد صهره وابن خاله وعمته حسن العلوي من لندن، حيث كان يقضي اجازته السنوية هناك. وما ان دلف الى غرفته في مبنى دار الجماهير للصحافة، حتى اغلق الباب عليه وبدأ بكتابة(المفتاح) وهي زاويته الاسبوعية بمجلة الف باء التي يراسها. وظهرت المقالة الافتتاحية في أول عدد يصدر بعد عودته وكانت بعنوان (الرشيد والبرامكة) ومضمونها: أن صدام فعل خيراً باعدامه(الخونة) الذين شبههم بالبرامكة ناكري الجميل، ووصف صدام بأنه هارون الرشيد الذي قصم ظهر الخونة والمتزلفين والمرائين! مختتماً مقالته بـ(لاشلت يدك يا رشيد). 
وظل (أبو اكثم) ينتظر هاتفاً من مكتب الرشيد يوم ويومين إلا أن هاتفه ظل صامتاً. وفي اليوم الثالث، استدعاه الاستاذ موفق عسكر إلى مكتبه وكان يشغل وقتها رئاسة دار الجماهير للصحافة وكالة، وابلغه أن قراراً قد صدر بانهاء عمله كرئيس تحرير مجلة الف باء. ونقل عن بعض العاملين في مكتب الاستاذ عسكر، بأن حسن العلوي انهار تماماً وأخذ يبكي بصوت مرتفع، إلا أن الاستاذ موفق نفى وقوع ذلك! ثم صدر قرارٍ ثانٍ بنقل حسن العلوي الى وزارة الصحة، ليعمل مديراً للاعلام فيها. 

كان حسن العلوي خائفاً من برزان التكريتي شقيق صدام ومدير المخابرات في ذلك الوقت، لأن حسن قد روى لسعد البزاز بأن أحد الذين حضروا (حفلة) اعدام المعارضين لصدام قد شاهدوا برزان هناك مع ابنه محمد، وأنه – اي برزان – قد سحب اقسام(الرشاش) ليعطيه لابنه الذي سارع في اطلاق النار على عدنان الحمداني وجماعته. ويخشى العلوي أن ينقل البزاز ذلك إلى برزان فيقتله عقاباً له لما أشاع عنه. وظل هاجس برزان مسيطراً على عقل حسن العلوي، وحاول أن يتصل، وقد اتصل فعلاً بعدد من معارفه الذين لهم صلة ببرزان لاسترضائه او لتبرير أقوال العلوي حتى يرضى عنه، إلا ان جميع من يعرفهم لم يردوا على نداءاته الهاتفية. مما اضطره – والقول للعلوي لكاتب السطور في أواخر آب عام 1979– إلى ان يكلف زوجته الأولى(م. ح) وهي شقيقة المغدور عدنان حسين للاتصال هاتفياً بصدام والتوسل إليه بأن يكف أذى برزان عن العلوي. وفعلاً اتصلت السيدة المكلومة بأخيها بصدام ورجته أن يحمي زوجها، فاستجاب لها صدام وطيّب خاطرها . 

بعد ان أمن حسن شر برزان، أراد أن يستعطف سيده صدام، وقد باشر فعلاً بعمله في المكتب الاعلامي بوزارة الصحة حيث أقنع الوزير آنذاك أن يسند إليه مهمة رئاسة تحرير مجلة الصحة، لكن نداءً هاتفياً جاء من مكتب صدام إلى الوزير يأمره بالغاء الامر لأن حسن معاقب ولا يجوز أن يقوم برئاسة التحرير (ولابد من أن أذكر بأن عقوبة حسن جاءت لكونه ابن خال وعمة الشهيد عدنان حسين على وفق قانون استبعاد وطرد اقارب المتآمرين من وظائفهم). عندها طلب العلوي احالته الى التقاعد فأحيل فوراً. وكما قلنا إن العلوي ظل يأمل خيراً من صدام، واراد أن يوصل له أخباراً عن حالته المزرية، فعمل سائق تاكسي في بغداد، مع أنه كان في حالة مادية جيدة. وصار يتحدث مع ركابه عن ماساته ويعرفهم بشخصه، على أمل أن يصل خبره إلى صدام فيعطف عليه ويعيده إلى وظيفته. لكن صدام سمع اخبار العلوي من جهة المخابرات وعرف قصده فلم يعده. وأنتظر أبو أكثم طويلاً من دون جدوى. 

ولما وصل الحال إلى ماذكرنا، طلب العلوي من زوجته الاولى أن تتصل بصدام وتبلغه رغبته بالذهاب إلى الكويت للعمل هناك في جريدة السياسة، وتتعهد – هي- لصدام أن لايخونه أو يكتب ضده، ثم تطلب منه الموافقة على تحويل مبلغ (18 الف دينار عراقي) الى دولارات ليأخذها حسن معه لينفقها على نفسه لحين المباشرة بالعمل في السياسة. ولكن أم أكثم رفضت تنفيذ كل ماطلبه منها زوجها وقالت له: أتصلت بقاتل أخي أول مرة لغرض يستحق وهو حماية حياتك، وكم تدري ما كان حالي عليه وأنا اتوسل بقاتل عدنان.. ولكني غير مستعدة للاتصال الهاتفي به مرة أخرى لغرض لاقيمة له لأنه يحط من كرامتي وايدها ابنها البكر (أكثم) وقال لوالده أنه برئ منه ولن يتحدث معه الى يوم القيامة. وقد قاطعه فعلاً منذ ذلك اليوم ولحد الآن. ولهذا نجد حسن يكني نفسه بأسم ابنه الثاني (عمر)! 

ولما يئس العلوي من اقناع زوجته الاولى، بما اراد، فقد التفت الى زوجته الثانية(م.ع)، وطلب منها التحدث هاتفياً الى صدام بدلاً من زوجته الاولى مع الادعاء بأنها هي أم اكثم. وترددت الثانية لكنه ألح عليها، وقد اتصلت بصدام، وكان العلوي إلى جانبها، وظناً من صدام أنها أم اكثم – شقيقة عدنان- فقد أخبرها بأن تعتبره أخيها ولا تتردد في طلب اية حاجة منه، فشكرته الزوجة الثانية على كرمه بعد أن استجاب لجميع ما طلبته منه. وبعد ايام غادر حسن الى الكويت وعمل في جريدة السياسة، وقد التزم بتعهده لصدام بأن لايكتب ضده وهو هناك، فطوال سنين الحرب العراقية الايرانية لم يكتب حسن اية كلمة في السياسة ضد صدام ولم يدن الحرب، بل اصدر كتاباً اسماه(دماء على نهر الكرخة) هاجم فيه الايرانيين وفضح اطماعهم بالعراق.. وفتح له هذا الكتاب باب(الرزق) فقد أصبح سمسار لدار السياسة التي تعاقدت مع وزارة التربية العراقية لطبع كتباً مدرسية عراقية في مطابعها، وكانت حصة العلوي كبيرة من هذه السمسرة، والسيد كامل ابو رغيف مدير المناهج والكتب آنذاك كان يتحدث لاصدقائه ومعارفه عن المبالغ الهائلة التي حصل عليها العلوي من هذه السمسرة! 

وبعد حرب الخليج الثانية، وانطفاء نجم صدام، وضعف قوته، انتقل حسن العلوي الى سورية، ومن هناك إلى لندن، حيث بدأ يشن حرباً أعلامية على صدام، ويصدر عشرات الكتب عن (مظلومية الشيعة)؟ . 

هذا هو حسن العلوي بلحمه وشحمه وماضيه الأسود والذي سيجلس بعد ايام على منصة مجلس النواب العراقي رئيساً موقتاً له.. فيالسوء مصيرنا، ويالهوان الدنيا.

رياض رحيم العوادي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 06 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20