من يتصفح التاريخ المعاصر يجد أن الطلبة قد واجهوا مصيرهم تحت الاحتلال بالثورات وتكوين جماعات نضالية وجهادية ،وبالرغم من وطأة الظروف وصغر أعمارهم في مواجهة الاحتلال وحالات البؤس السياسي والمستقبل المظلم ،ألا أن آمال أعمارهم الوردية أبت أن تستسلم للأوضاع الغير مستقر .
وقد ترك لنا التاريخ العربي شاهد على ثورة الجزائر عام 1934 وكفاح الطلبة المسلح ،وكذلك ثورة الطلبة في مصر عام 1919،وحركة الطلاب الثورية في اوربا عام 1968 وفي العراق أيضا كان لثورة مارس السبق للطلبة في ذلك، كما شارك الطالب العراقي في المسيرات المؤيدة لتحرير فلسطين وانتقال العراق من الجمهوري للملكي وقدم الشهداء من خلال قمع تظاهراته .
الطلبة هم الحصة الحقيقة للوطن وهم الركيزة الأساسية التي تبنى عليها ،كونهم يمثلون الوسط الواعي والشبابي في آن واحد .
واليوم وبعد ان حدث في العراق التغيير الديمقراطي، والاجتماعي ،تحدث الكثير من الناس عن انهيار المنظومة العشائرية وذلك بتعدد الشيوخ والبيارق ،وتحدث آخرون عن الوسط الإعلامي، والثقافي، وراح البعض يتهجم عن المؤسسة العسكرية ،والدينية ومازال القدح مستمر .
فيما طالت يد النقد والتشخيص التعليم وعدته منظمات" انه الأخير بين دول العالم واعني بذلك العراق وان الطالب العراقي على الرغم من ذلك لديه القدرة على الفهم والعلم ولكن لاتوجد عوامل مساعدة على ذلك .
كل هذه المسميات الحسن منها في تاريخ الطالب العربي والعراقي والسيئ منها بسبب الظرف القاهر للبلد تجلت هذه الأيام من خلال الحفلات التنكرية التي غزت الجامعات العراقية .
فشاهدنا جميعا هناك حفلات اتسمت بنضج طلابها من خلال مواكبة الحدث ولبست اللباس العسكري تضامنا مع الحشد الشعبي ، والجيش ،والأخرى راحت تعالج مشكلة عشائرية مثل (النهوة) في جامعة البصرة في كلية الادراة والاقتصاد وهذا بشرى خير ،ولكن ما نشاهده في بعض الجامعات واليهم عنونا هذه السطور هل يعقل لشاب ان يرتدي زي نساء بملابس عروس ويدخل الجامعة ويمسكه طالبان بداعي التشبه ، وهل يعقل ان يكون شبيه الامام العباس عليه السلام يدور في أروقة كلية التربية جامعة البصرة ،وهل يعقل ان يكرم بني آدم ان يكون خروف لا بل خراف أيضا تجوب سيرا على أربع أرجل في كلية الزراعة جامعة بغداد ،وهل يعقل ان تردتي الطلبة عماد العلم حفاضات أطفال وتدخل الحرم الجامعي
وهل يعقل ان تردي النساء ما ليس مقبول ان يراه القارئ في سطور .
مالكم ياطلبة العراق كيف تنظرون إلى الواقع بالأمس كانت هناك وقفة جميلة ومشجعة لطلبة جامعة المثنى ومساندة أستاذهم، اليوم صهرتموها بحفاضاتكم ولبسكم زي النساء .
ولكن هناك وقفة جاد وحقيقة تعود للواقع المعاشي والمعنوي الذي ينتظره الطالب العراقي، بعد تخرجه حيث اصبح محط للسخرية كونه افنى سني عمره في الدراسة ،ولا ينتظر سوى الوعود والوقوف بطوابير المعاملات الورقية جعل منه يائس الى حد بعيد مما اخرج هذا النزق من داخله في أخريات أيامه الجامعية بهذا المظهر الغير لائق ،اضافة الى انحدار التعليم بشكل ملفت للنظر وبكافة أشكاله وهي ليس بدعوى شؤم بقدر ماهي واقع حال ولكن لايصح الا الصحيح ودعوة للطلبة بان
يطالعوا التاريخ جيدا سوف تجدون ان الطلبة هم النار و النور التحموا بالشارع فانطلق صوت جيل جديد يعلن رفضه لكل شيء : الاستبداد ، القهر ، الاستعباد ، توحش رأس المال ، النفاق الاجتماعي ، و الجمود العقائديهم من غير مسار حياة دول وشعوب بالعلم نتسلح وبالهيبة نوقر ياطلبة الجامعات العراقية .
|