• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : كيف ضاعت من يديّا .
                          • الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني .

كيف ضاعت من يديّا

 لستُ أدري كيفَ ضاعتْ من يديّا

فبها كنتُ عَنِ الدنيا غَنِيًّا
 
واستبدّ الهمُّ بي مُذ رحلتْ
والأسى يعصرني عصراً قويًّا  
 
واغتدى بينَ ضلوعي عابثاً
ومقيماً بعدما كنتُ خليّا
 
غدر الدهرُ بِنَا في ليلةٍ
رنّقَ العيشَ وقد كان هنيّا
 
شتّتَ الشمل وقد ألوى بِهِ
 قدرٌ كانَ معي دوماً غبيّا
 
ولكم أجريتُ دمعاً غالياً
طالما كانَ بعينيَّ عصيّا 
 
لا تقل لي لا تكنْ مكتئباً
وترى الدنيا معاً جارتْ عليّا !!!
 
كيفَ أبدو للورى مُبتسماً
ومنَ الافراحِ لا أملكُ شيّا !!!
 
فلِمَنْ يبسمُ ثغري ضاحكاً
وفؤادي دونها أمسى شقيّا
 
رحلتْ عنّي وما أبقتْ سوى
لهبِ الأشواقِ يكوي القلبَ كيّا
 
وإذا بالصبحِ قد أضحى ضنيناً
وإذا بالليل قد أمسى سخيّا 
 
وأرى الدنيا ظلاماً حالكاً
وفؤادي لم يعدْ ينبضُ حيّا
 
إِنْ تكن آمالُ قلبي أقفرتْ
فهواها لم يزلْ رطْباً نديّا
 
إِنْ شدا الشوقُ لها أنشودةً
صدح النايُ بها لحناً شجيّا
 
قد أضاعتْني وما ضيّعتُها
ولكم كنتُ بها برّاً حفيّا
 
رحلتْ عنّي بعيدا لم تدعْ
لي فؤاداً كي يناغيها نجيّا
 
لا ولم تتركْ لعيني دمعةً
تطفأُ الأشواقَ كالنيرانِ فيّا
 
فدعيني غارقاً في وحدتي
إنَّ للحزن غدا قلبي شهيا
 
عبثاً حولتُ أنساها فما
غاب يوماً وجهُها عن مقلتيّا
 
لستُ أنساها وَإِنْ طالَ الجفا
حبُّيَ الاولُ أغلى ما لديّا !!!
 
كنتُ كالماء لها إِنْ ظمئتْ
ولكم كانتْ بظلّي تتفيّا
 
كيف أسلوها وقلبي لم يزلْ 
في يديها ثاويا عنّي قصيّا
 
كيفَ أنساها وقد عاهدتُها
حبّنا يبقى مدى العمر صفيّا
 
لذَّ لي أَنِّي أسيرٌ في الهوى
كسوارٍ قيدُهُ في معصميّا
 
لم يكنْ قيدُهُ بي عن ذلّةٍ
فلقد كنتُ وما زلتُ سريَّا 
 
لم أخنْ قلبكِ لو صانَ الهوى
فانا طول المدى كنتُ وفيّا
 
رحمةً بي ياالهي إِنَّنِي
لم أكن في الخلقِ جبّاراً عِتيَّا !!! 
 
لستُ في صبري على مرِّ الأسى
واحتمالي الضرَّ يا ربِّ نبيّا !!!
 
لم أذقْ قربكِ الا علقماً
فمتى أشربُ سلسالا رويّا ؟
 
يا تُرى الايامُ هل تسعفني ؟
بالرضابِ الشهدِ يروي شفتيّا
 
ليس لي بالدهرِ أدنى ثقةٍ
كيفٰ أرجو آملاً دهراً دنيّا ؟!!!
 
فمتى أحظى من الدنيا بحقِّي 
ولقد مرَّ من الدهرِ مليّا ؟!!!
 
كيفَ أرجوها غداً تُفرحني
وهو تُزْجِي الهمَّ ألواناً إليّا ؟
 
تقبلُ الدنيا على أَهْلِ الخنا
وتُعادي المرءَ إِنْ كان سَوِيًّا
 
 لستُ أهواها ولا أصبو لها
كيف يهوى طاهرُ الثوبِ بغيّا ؟!!! 
 
أمقتُ الذلَّ ولا ارضى بهِ
فأنا مُذْ كنتُ حرّا وأبيّا
 
بثياب العزِّ تزهو قامتي
وبغير العزِّ لا لن أتزيّا
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77297
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18