• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جوزيف صليوا .. نائب بدرجة مواطن ..!! .
                          • الكاتب : عدنان الفضلي .

جوزيف صليوا .. نائب بدرجة مواطن ..!!

 

عدنان الفضلي
قليلون جداً اولئك الذين أفرزتهم العملية السياسية في العراق، كمخلصين لوطنهم وشعبهم وقضيتهم وانسانيتهم، فمنذ سقوط النظام البعثي ومجيء الساسة الجدد، لم نجد سوى عدد قليل جداً منهم يمكن ان نسميه (سياسي شريف)، وعكس ذلك نجد ان هذه العملية السياسية قد أفرزت لنا أشباه ساسة جعلوا الوطن يغرق في دوامة العنف والفساد، وصاروا غير مهتمين بما آل اليه الواقع العراقي، كونهم لم يهاموا بغير المناصب ونهب الثروات وبصورة لم يسجلها العالم من قبل، حيث تفننوا بالسرقة والنهب وخلق الأزمات السياسية، حتى اوصلونا الى ان نفقد اكثر من ثلث مساحة العراق، عندما استباحت عصابات داعش عدداً من المدن العراقية.
 
ووسط هذا الكم الهائل من المفسدين برز لنا نائب من المكون المسيحي، يحمل هماً عراقياً، وفيه مواصفات كاملة للسياسي الشريف الذي يرفع شعار العراق اولا، فمن خلال متابعتي لنشاطات هذا النائب وجدته يختلف تماماً عن اغلب الساسة المتواجدين في المشهد السياسي العراقي، فهو الحاضر بوطنيته في جلسات البرلمان، وهو السياسي غير المتحزب لجهة معينة، فهو نصير الشيعة والسنة والكرد والمسيحيين والايزيديين والصابئة والشبك، عبر خطابه المتزن المتكيء على حس وطني حقيقي، ورؤية شاملة منفتحة على الجميع، ونظرة واسعة ومطلعة على الصورة الحقيقية للواقع العراقي الملبد بمشكلات لا حصر لها.
 
نعم انا أتحدث عن النائب ورئيس كتلة الوركاء النيابية (جوزيف صليوا) فهذا الرجل فيه صفات انسانية تتغلب على باقي صفاته، وأتذكر انه زارنا في اتحاد الأدباء لحضور احدى الجلسات الثقافية التي يقيمها الاتحاد، وكنت انا من يدير الجلسة، وحين استقر وجلس على كرسي في (منتصف القاعة) رحبت به بالقول "أرحب باسمكم بالمثقف وليس النائب حوزيف صليوا" فما كان منه الا ان ابتسم لي، وشعرت به سعيداً وهو يخلع عنه الصفة النيابية في قاعة الجواهري.
 
جوزيف صليوا وعبر خطابه الذي اطلع على أغلبه، لم يهادن او يراوغ او يقبل بان يكون بوقاً لأحد او لجهة معينة، رغم انه يحمل فكراً مختلفاً، كما انه كان قريباً من المواطن العراقي في همومه، فقد كانت تصريحاته تصبّ في صالح الوطن والمواطن، كما انه يتعامل ببساطة ومن دون تكلّف، واتذكر ان اقليم كردستان منع وصول نسخ من مجلتنا (كل الناس) بحجة عدم وجود تصريح من وزارة الثقافة الكردية، وحين طالبناه بالتدخل، تفرغ لقضيتنا تماماً وصار يتابع الموضوع بنفسه، الى ان فك أسر مجلتنا ووصلت بغداد.
 
جوزيف صليوا عراقي مسيحي يساري بيض وجه الساسة منفرداً، حين جعل نفسه نائباً بصفة مواطن، لذلك هو يستحق منا كل الاحترام والتقدير، فهو وفي زمن طغى فيه القبح على الجمال، جاء ليرسم لنا لوحة من الوفاء، ويمنحنا درساً في الخلق السياسي، في وقت يمارس الكثير من ساستنا العهر السياسي على أكمل وجه..!!.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77372
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29